جوبا 19 سبتمبر 2017 عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الإثنين، حوارا تفاعليا حول أوضاع حقوق الانسان في جنوب السودان الذي ينزلق في حرب أهلية مدمرة. جلسة لمجلس حقوق الانسان في جنيف خلال العام 2015 .. صورة من (موقع الأممالمتحدة) وقالت نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة كيت جيلمور إن حجم المعاناة الإنسانية الناجمة عن الأزمة في جنوب السودان "يفوق الوصف". وأضافت جلمور في بيانها الافتتاحي: "تحمل المدنيون وطأة هذا العنف والدمار وهو ثمرة فشل القيادة. إن اكثر من ثلث سكان جنوب السودان نزحوا بسبب الازمة، بينهم اكثر من مليوني طفل". ووفقا للأمم المتحدة فقد ارتكبت جميع أطراف النزاع انتهاكات جسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي واسع النطاق والاختفاء القسري وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، والهجمات على العاملين في المجال الإنساني واستهداف المدنيين. وقالت مسؤولة الأممالمتحدة "كان من الواضح أن بعض هذه الانتهاكات يمكن أن تشكل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. لقد مضى وقت طويل على القيادة للعمل لصالح جميع شعب جنوب السودان". من جانبها شددت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان ياسمين سوكا على ضرورة إنشاء المحكمة المختلطة بصورة عاجلة وأن شعب جنوب السودان بحاجة كذلك إلى إنشاء لجنة للحقيقة والتصالح، واردفت "ان الحوار الوطني لن يتمتع بالدعم فى جميع انحاء البلاد ما دام هناك مناخا من الخوف، أن البعض يرى أن العدالة يجب أن تنتظر السلام، ولكن في الواقع يجب أن يتقدم السلام والعدالة جنبا إلى جنب، وإلا ستستمر المعاناة". وقال وزير العدل والشؤون الدستورية في جنوب السودان باولينو واناويلا إنه منذ بداية الأزمة منذ 2013، استمرت إدانة جنوب السودان من قبل البعض كبلد يفقد بسرعة سلطته وسيادته المركزية، وزاد "كانت هذه الادعاءات مبالغ فيها من قبل أولئك الذين يريدون جعل جنوب السودان مشروعهم. ونظرا لصمود وتصميم قيادة وشعب جنوب السودان فقد واصلت البلاد الحفاظ على سيادتها وسلطتها المركزية والسيطرة على معظم اراضيها." وأوضح نائب رئيس اللجنة المشتركة للرصد والتقييم لاتفاق حل النزاع في جنوب السودان، أوغستينو نجور أن الأعمال القتالية المتجددة منذ يوليو 2016 في جنوب السودان أدت إلى تدهور سريع للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في البلاد، وزاد "غطى التدهور أجزاء من البلد كانت في السابق تتمتع بالسلام ما تسبب في نزوح واسع النطاق، إن انعدام الأمن الغذائي والمرض أسهم في تدهور الحالة الإنسانية". وفي الوقت نفسه أعرب مدير حقوق الإنسان في بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان يوجين نيندوريرا عن أسفه لاستمرار انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، ولفت إلى إن مقاتلي المعارضة المسلحة يستخدمون أساليب حرب العصابات في حين أن الحكومة تستخدم نهجا ثقيلا تجاه السكان بسبب ولائهم السياسي أو عرقهم، وأضاف "أن الحاجة إلى المزيد من القوى العاملة قد غذت تجنيد المقاتلين بصورة قوية، بما في ذلك تجنيد الأطفال من جانب جميع أطراف النزاع. أن المدنيين ما زالوا محتجزين منذ سنوات بدون امكانية اللجوء الى القضاء". وفي ديسمبر 2013 اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار وعشرة آخرين بمحاولة تدبير انقلاب على حكومته. ومنذ ذلك الحين أسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد أكثر من مليوني شخص.