باريس 26 نوفمبر 2017 حرض رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم المعارضة السودانية على اغتنام "فرصة" نغض الرئيس عمر البشير لتحالفاته مع الغرب والخليج والتحرك لإسقاط النظام الحاكم. ورأى جبريل في حديث لصحفيين وناشطين بباريس، الأحد، أن البشير بطلبه الحماية من روسيا وإنشاء قواعد عسكرية للحماية من الولاياتالمتحدة الأميركية، يكون قد قضى على جهود طاقم حكومته لتطبيع علاقات الخرطوموواشنطن وتحسين العلاقات مع دول الخليج. ووجه البشير خلال زيارته إلى موسكو انتقادات مفاجئة لواشنطن، قائلا إن لديهم معلومات بسعي أميركا لتقسيم السودان إلى خمس دول، وقال لدى لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده بحاجة للحماية من التصرفات الأميركية "العدائية". وأكد جبريل أن المعارضة السودانية عليها أن تستفيد من المناخ الذي خلقته تصريحات البشير وتتحرك لإسقاط النظام الحاكم، واعتبر ذلك تحديا أمام المعارضة ل "تغتنم الفرصة لتحريك الشارع والشعب.. يجب أن لا نفرط في هذه الفرصة". وأشار إلى أن التصريحات خلقت "جرأة" كبيرة تبدت فيما كتبه مبارك الكودة، أحد قيادات الإسلاميين، الذي طالب بتنحي الرئيس. وتابع قائلا "إذا لم نستغل المناخ بشكل صحيح ونعمل عمل كبير في المعارضة لإسقاط النظام نكون فوتنا فرصة كبيرة لشعبنا ولا نلوم إلا انفسنا". وأكد زعيم حركة العدل والمساواة أن الطريقة التي طلب بها الرئيس البشير حماية روسيا واقامة قواعد عسكرية لها في بلاده "مهينة"، واستبعد أن تناصره روسيا على حساب علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الولاياتالمتحدة، لجهل البشير بالعلاقات الدولية. وقال "الروس ممكن يساوموا به مع أميركا ويحققوا مكاسب"، وزاد "سلوك غريب أن تطلب حماية من جهة وتطلب قواعد في بلدك.. كالمستجير من الرمضاء بالنار، أين السيادة واستقلال القرار الوطني لقد انتهى البشير من كل ذلك في لحظات بالانبطاح الذي ظهر به مع بوتن امام الكاميرات.. هذا لا يقال للجمهور والطريقة كانت مهينة للشعب السوداني ولا تشبه الرؤساء ولا تشبه رجل حكم 28 سنة، طريقة رخيصة وما فيها لباقة". وشدد جبريل أن من الأفضل للبشير أن يتنحى ، قائلا "أمام المعارضة فرصة ذهبية لأن النظام نقض غزله بأيديه ونقض تحالفه مع الغرب والحلف الذي يقاتل من أجله". وأوضح أن "الأميركان" كانوا يريدون تعديلات هنا وهناك وحريات وتغير دستوري بسيط و"ربما الأن تغير أميركا السياسة بعد اتهام النظام وبحثه عن حلف آخر.. لن يحرصوا عليه ولن يوفروا له الحماية، ويجب على المعارضة أن تغتنم الفرصة وتضع خططها وتتحرك". وأضاف أن عودة السودان لحلفه القديم لن يجديه لأن إيران ستكون مترددة وسوريا وضعها صعب، كما أن مناصرة روسيا قد تحتاج لوقت لتضع بلدا آخر تحت حمايتها. وأكد أن مصادر أبلغتهم أن نائب وزير الخارجية الأميركي الذي حل بالخرطوم الأسبوع الماضي أبلغهم بمطالب مفادها أن واشنطن لا تريد البشير رئيسا بعد انتخابات 2020، كما أنه رفض مقابلته، وهو ما أغضب الرئيس. وذكر أن "البشير يعلم أنه بدون سلطة سيكون مخرجه صعب من المحكمة الجنائية الدولية لذلك طلب بهذه الطريقة الفجة من روسيا حماية نفسه وليس السودان". وأبان أن الأميركان غير مقيدين وسيكون لديهم وسائلهم ولن يقفوا متفرجين، وأضاف "ما قاله يساعد على نهايته بإيقاع أسرع".