الخرطوم 23 أبريل 2020 – أصدر رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الخميس، قرارا بتنكيس الأعلام في البلاد، لمدة 3 أيام، حدادا على وزير خارجية السودان الأسبق، منصور خالد. وكتب نائب رئيس الحركة الشعبية- شمال، ياسر عرمان في منشور على "فيس بوك"، أن "الرئيس سلفا كير اتخذ قرارا استثنائيا، لم يكن تكريما وحدادا على منصور خالد فحسب، بل هو تكريم لشعبي السودان ولمستقبل العلاقات بينهما". وأضاف، " قرر الرئيس سلفا كير تنكيس العلم لمدة ثلاثة أيام حدادا على منصور خالد، واعترافا بفضله وموقفه القوي والقاطع في مساندة المهمشين في السودان، ومساندة شعب جنوب السودان". وتمتع الراحل بعلاقات وشيجة مع شعب جنوب السودان والرئيس سلفا كير على وجه خاص حيث امتدت صلاتهما الحميمة أعواما طويلة. وطبقا لعرمان فإن كير رتب مع حكومة السودان مطلع هذا العام توفير طائرة خاصة أقلّت خالد من الخرطوم الى جوبا وانتظرت حتى صباح اليوم التّالي لتقّله في رحلته الأخير من جنوب السودان-ورحلته الأخيرة إلى العالم الخارجي. وفي الخرطوم نعت وزارة الخارجية، منصور خالد، ووصفته بالمفكر والدبلوماسي والمؤرخ السياسي الفذ، والأديب الأريب راكز القلم الذي خبر الساحات الإقليمية والدولية. وأوضح بيان صادر عن الخارجية تلقته "سودان تربيون"، أن منصور خالد، رفد وطنه بما اكتسب من خبرات وتجارب، فأكمل بقدراته الفذة تأسيس الدبلوماسية السودانية في أوائل سبعينيات القرن الماضي إثر توليه منصب وزير الخارجية. وأضاف، "رسم لدبلوماسية السودان نسق الحداثة، وصاغ هياكلها ومحكماتها ومنطلقاتها، فترك بصمته في مضمون مخبرها، مثلما ترك في بائن أساليب عملها، فعرفت قدراته منظمات إقليمية ودولية". واحتسب رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، منصور خالد، واعتبرا الفقيد أحد القيادات السياسية والدبلوماسية التي أفنت حياتها لتعزيز قيم الديمقراطية وترسيخ دعائم دولة القانون، وترقية وتطوير علاقات السودان الخارجية في محيطه الإقليمي والدولي. وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة، تلقته "سودان تربيون"، أن منصور خالد، وقف دوما مع قضايا شعبه وأمته وأخلص لمهنته وظل يعطيها على الدوام كل ما يملك من جهد وفكر وإرادة. بدوره كتب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في صحفته الرسمية على "فيس بوك"، "بفقدنا اليوم للدكتور منصور خالد، يهوي عمود من أعمدة التدوين الرفيع والنقد الجريء للتاريخ السياسي السوداني". وأضاف، " وضع الفقيد آراؤه وأفكاره في مجلدات ضخمة ثروة لأجيال بلادنا تتدارسها وتأخذ منها العبرة وتستفيد من التجربة الثرية للراحل في دهاليز العمل العام". كما نعاه رئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس يحي قائلا إن الراحل منصور خالد استطاع بعصاميته الفذة أن ينحت اسمه في صخور صماء كاتباً ومحللاً ومستشار في أعرق المنظمات الإقليمية والدولية وأكاديمياً متميزًا، والتي سوف تفتقده كما سيفتقده الشعب السوداني، وهو الذي رفد المكتبة السودانية بأقيم الكتب والمقالات التحليلية والناقدة. وليل الخميس، غيب الموت وزير الخارجية الأسبق، منصور خالد عن عمر يناهز 89 عامًا، في مستشفى بالخرطوم، بعد تدهور صحته. وشغل منصور عدة مناصب في العهد العسكري الثاني بقيادة جعفر نميري، كان آخرها وزير للخارجية في الفترة (1971 – 1974). وحفلت حياة منصور السياسية بالعديد من التلقبات، حيث عمل أولًا سكرتيرًا لرئيس مجلس الوزراء عبد الله عبد الله (1956 – 1958)، ثم انتقل للعمل في الأممالمتحدة، بعدها شغل منصب وزيرا للشباب والخارجية ومستشار للرئيس الأسبق جعفر نميري (1969 – 1985).