قديماً قال أحد رواد الحركة الاسلامية من قيادات انقلاب الانقاذ ، بأن كل القوة التي نفذت الانقلاب لم تتجاوز (500) شخص من القيادات الفاعلة شيباً وشباباً . انقسام الحركة في المفاصلة الأخيرة قسم العضوية بطريقة حساب “الحريق" ثلثين ثلث لتبدأ بعد ذلك عمليات الاستقطاب والتضييق لتتغير النسبة بعد ذلك . هنالك كم هائل من القوى الانتهازية التي أدمنت تغيير جلبابها والأكل في كل الموائد ، تمتلك الخبرة والتجربة في إغاثة ملهوفي لصوص السلطة مما اكتسبوه أيام الفترة المايوية متبرعين بخدماتهم (الجليلة) لتثبيت أركان النظام مقابل الفتات . بعد أن تمكن (الانقاذبون) في الحكم ، بدأوا في (زحلقة) كل من هو ليس حركة اسلامية بعد أن (جغم) أعضاءها (لعبة) الحكم . عمليات الازاحة والإقصاء ابرزت إلي السطح ظواهر الفساد التي طفحت بعد هجوم (الجماعة) علي مفاصل القرار وتولي المواقع الحساسة في الدولة . رئيس الجمهورية لم ينكر انتشار (الفساد المصلح) الذي لم تقم مفوضيته بعد وهي إشارة واضحة لا لبس فيها إلي دور (المتنفذين في الحزب والحركة الاسلامية) الذي عضده وزير المالية بقوله ، أنهم يواجهون مقاومة في بعض المؤسسات لأجهزة المراجعة الداخلية . أكثر من عشرين عاماً هي عمر الانقاذ ظفر فيها من ظفر بأكل (مطايب) البلاد من أموال وعقارات وأرصدة وشركات متعددة الأسماء حتى اصبحت (كيكة) حكمهم مجرد فتات وحتى هذا الفتات يتسابق عليه في تهافت من جاء في نهاية عمر الانقاذ بعد أن ذهب البترول جنوباً ولا يوجد ما يبعث علي تأييد الإنقاذ بعد ما (كلو إتلهط) ولم يفضل غير الغلاء والفقر والأزمات التي تحث علي المخارجة . خريف الغضب في المنطقة ورحيل الأنظمة ليست حالة منعزلة أنه التسونامي القادم وأهل الحكم شعروا بدنو الأجل وبدأوا يرسلون في (التطمينات) باعتزالهم المشاركة في أي حكومة قادمة . أكثر من 20 عاماً تضيع من عمر المواطن السوداني لم يحصد فيها غير الحصرم والعدم قابضاً ريح الانقاذ وفشلها وهو يرى بأم عينيه حقه المسلوب (يتمردق) فيه أباطرة الفساد من النافذين وأسرهم ويعلنون عن تقاعدهم ببساطة هكذا وبلا حساب وكأن دخول الحمام كالخروج منه . الميدان نشر بتاريخ 28-06-2011