رحيق السنابل حسن وراق خدمة مدنية !! بعد شنو ؟؟ § عندما خرج الانجليز من السودان لم يندموا علي فقدانهم دولة السودان وخروجها من التاج البريطاني والمملكه التي لا تغيب عنها الشمس ولكنهم اصيبوا بندامة الكسعي بعد أن قاموا بغرس تجربة فريدة للخدمة المدنية كانوا يريدون ان يشهدوا نتائجها وثمارها ولكنهم خرجوا قبل ان يتم لهم ذلك . § تشهد لخدمتنا المدنية جميع دول الجوار افريقية وعربية التي استخدمت الكوادر السودانية لادارة شئون الخدمة ولتدريب الكوادر او العمل في مؤسسات تأهيل الكفاءات وللسودانين من قادة الخدمة المدنية الاوائل تشهد لهم دولة تنزانيا واليمن والتي اسسوا فيها نظام خدمة مدنية لايزال يعمل بكفاءة عالية كانت بفضل السودانيين . § بدأ تدمير الخدمة المدنية السودانية علي يد السلطات الحاكمة في عهود الحكومات الحزبية والعسكرية الا أن الطامة الكبري التي حاقت بالخدمة المدنية كانت علي يد حكومة الانقاذ التي قامت (بدم بارد) وبدون حياء وفي سبيل تامين بقاءها عمدت الي تسخير الخدمة المدنية لتخدم توجهاتها ولم تأبه باستغلاليتها وحيدتها . § العقلية التمكينية للانقاذ قامت باجراء قوائم الاحالة للصالح العام بمبدأ ( كل من ليس معنا فهو ضدنا ) واوكلت مهمة إعداد قوائم المحالين لمندفعين من شباب الانقاذ لم تكن لهم سابق تجربة في العمل ولا يدركون خطورة ما يقومون به من جريمة في حق الوطن وفي حق العاملين بالدولة . § تشاء الصدف ذاتها وكما يقول المثل ( مصير العيش يجي الطاحونة ) ، ذات العناصر التي نفذت جريمة تدمير الخدمة الوطنية واعداد القوائم عادوا من جديد يظهرون الحرص علي مستقبل تطور الخدمة المدنية و آلوا علي انفسهم التنظير لها بعد أن ابدلوا الكوادر المؤهلة وذات الخبرة بجماعات موالية للنظام قضت هي الاخري علي كل شيئ . § انهيار الاقتصاد الوطني وغياب هيبة الدولة وتمكين الموالين افرغ الخدمة المدنية من الكفاءات وحتي من بقي منهم لا حول لهم ولا قوة ، صاروا تماما مثل ( المريس ومتيس ) قادة الخدمة والمسئولين تحولوا الي ( بصمنجية ) علي قرارات واوامر تتخذ في غيابهم وتغييبهم واصبحت الخدمة المدنية فارغة من كل المعاني ومن بقي فيها يتخذها ( خشم باب من الكلاب ) كما يقول المثل . § من عجائب هذا الزمن قيام اكاديميات لتاهيل للعاملين بالخدمة بعد ان كان اعظم تدريب (مجاني)هو اثناء الخدمة لتصرف علي هذه الاكاديميات المليارات لتدريب كوادر علي وشك التقاعد وبخبرات محلية كلفتها اجنبية وبعيدة عن ما توصل اليه العلم وكل ما في الامر انه بزينس جديد في إطار كان دار ابوك خربت . الميدان نشر بتاريخ 26-07-2011