[email protected] أشاهد أحيانا برنامج أفراح أفراح والذى هو عنوان حلقة برنامج مساء جديد الذى يبث يوم الخميس على قناة النيل الأزرق. تغشانى السعادة ويكسونى السرور عندما أرى قليل من الفرح يتسلل الى بعض البيوتات السودانية لتهزم المعاناة والشقاء وكدر العيش وشظفه؛ وهذه منة و نعمة من الله وفضل الذى ألهمنا الصبر ففرج عنا وييسر لنا، فجعل من العسر يسرا ومن كل ضيق فرجا وكل مناسبة صغيرة فرحا لنتجاوز كل المآسى والمحن لتتسطر البسمة فى الوجوه الكالحة وتبتهج فرحا وترقص طربا. ولكنى على يقين ان هذه الافراح قطرة فى بحر معاناة الشعب المسحوق الصابر الذى تجرع من المرارات كثيرا وأصبح لا يفرق معه طعم الأمّر..!! فقد أصبحنا نعانى فى طلب ابسط مقومات الحياة ألا وهى لقمة العيش التى تجاوزتها كثير من الشعوب فتقدمت صعودا من الإحتياجات الجسمانية والبيولجية ثم الأمن والإستقرار ثم الإنتماء والحب ثم التقدير للشخص إلى قمة تحقيق الذات، وذلك حسب هرم العالم ابراهام ماسلو صاحب نظرية تدرج الحاجات. فاذا نظرنا لهذا الهرم نجد أنفسنا فى أسفل سافلين تحت قاعدته كمومياء مدفونة بالحياة وتقاوم ان تعيش حتى تخرج لأرضية ذلك الهرم حيه. ان ما اصاب حالنا هذا هو جراء من جاء وحكمنا غصبا وللأسف فوق هذا كله باسم الدين. فنحن نرزح تحت حكم شرذمة اغتصبت سلطتنا وسيادتنا منذ 22 عاما ففعلت بالبلاد مافعلت فقسمت الوطن وخربت الحياة بكل مناحيها سياسية واقتصادية واجتماعية فاستشرى الفساد وتفجرالغلاء واشعلت الحروب والكثير الذى لا يحصى من الخراب والدمار الذى نسأل الله فيه اللطف والعافية، الى سقوطنا فى بئر الجوع لسد رمق العيش الذى اصبح أولوية قصوى لإستطاعة الحياة داخل تابوت الإنقاذ. الكثير من المذكرات والخطابات كتبت لهذه الطغمة لتستبين النصح قبل ضحى الثورة، فيعلنوا فشلهم ويتنحوا ويغورا لمزبلة التاريخ ليس مأسوفا عليهم. ولكن نجدهم مستمرون فى غيهم ويوهموننا ومنذ شهرين بإعلان حكومة جديدة ستكون رشيقة وعريضة وتقشفية لتواكب الوضع المزرى الذى أوصلوا له البلد والشعب. أى حكومة نرتجى لتخليصنا ونحن فى التابوت فى جرف هار من التهلكة. ولتكملة الناقصة فقد مزح معى احد الظرفاء وتمنى انشأ وزارة جديدة تسمى وزارة الاموات ترفع تقرير يومى قبل النوم للبشير (رأس القايدة) عن الاشخاص المتوفين من كافة ربوع السودان الفضل مع الاسباب التى ادت لوفاتهم، من باب لو تعثرت بغلة، فهل يستطيع النوم بغض النظر عن ال 10000 المعترف بقتلهم فى دارفور!! و إعلاميا على غرار افراح افراح يكون لنا برنامج أحزان أحزان لنكتشف به الماسى التى يكتوى بها بعضنا و يتبين لنا خيار اما ان نعيش بحرية وعزة الاحياء او نموت بشرف وكرامة الشهداء.. فلا حكومة جديدة ولايحزنون ستغير ما آلت اليه الأمور ونحن نتلمظ عيش الكفاف لنحيا، الى متى يمكن ان نصبر؟ فهذه الطغمة الحاكمة إستمرأت التلذذ بالحرام من الكذب والنفاق والسرقة والفساد و الإفساد والتقتيل ... الى حتى تحليل ضرب الموتى ... فكفى إنهزام؟ ونعت لأنفسنا بالجوع والجبن! فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .. وليس بمقاطعة اللحمة أو غلاء الأسعار يثور الجبان .. ولكن للحرية والكرامة فقط فهى مطلب الشجعان.. فالله مولانا والنصر حليفنا بإذن الله مادمنا نطلب الحق ولا نخاف إلا الله .. فنحن لا نرضى بالدنية مغنما ولن نشرب كأس الحياة إلا بعزة ... فنحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر وربنا يحقق الأمانى والقابلة فى المسرات.... نشر بتاريخ 03-10-2011