[email protected] السادية بمفهومها البسيط هو التلذذ بإيذاء الآخر. و أشد أصناف الإيذاء إيلاما على الإطلاق هو التعذيب بما تكرهه الضحية. يبدو جليا أن الإنقاذيين قد استوعبوا مبدأ السادية و صاروا يجربونه على الشعب على نحو عملي راتب أما لماذا؟ لا نجد إجابة غير إشباع رغبة غير سوية في النفس البشرية يسميها علماء النفس بالإسقاط. من –أعراض- خصائص الإسقاط أن يشبع الفرد ذاته دون وعي منه بكل ما حُرِمَه من رغبات أو مُورِسَ ضده من قهر وظلم في مرحلة سابقة من حياته فيقوم بإسقاطها على الآخرين في مرحلة لاحقة و الإسقاط يكون أكثر ظهورا عند المنحرف الذي يسقط تقصيره و فشله على الآخر ليجد مبررا لتفريغ مشاعره و مواقفه التي تبدو جلية يميزها الإضطراب بسبب الإزدواجية فيه. لهذا تجد أن الإنقاذيين يسقطون فقرهم وعوزهم في ماضي حياتهم على الإغتناء و اتباع الأسلوب الترفي في الحياة لما وصلوا إلي مقاليد الحكم و كلنا يعلم كيف و من أين جاءوا. فشل عبدالرحيم محمد حسين كوزير للداخلية فعذبنا به البشير وزيرا للدفاع لتتداعى أجزاء الوطن الذي أوصانا الجدود بحفظه. أفسد المتعافي واليا على الخرطوم و أسس شركات خاصة به و اغتنى ثم أوكل عليه البشير وزارة الزراعة بغرض تدمير مشروع الجزيرة و قد أفلح بإمتياز. و نكاية بنا يقوم البشير بتعيين السفاح أحمد هارون وزيرا للشؤون الإنسانية مباشرة بعد إتهامهما بجرائم حرب في دارفور فنشط و حارب طرد منظمات الإغاثة التي كانت تعين الناس بالدواء و الغذاء ثم لم يكتفي البشير بذلك بل عينه واليا لولاية جنوب كردفان ليمارس هواية التقتيل و إراقة الدماء. و مشى على درب البشير والي الخرطوم (الذي لا يظلم عنده أحد) و قام بتعيين البروفسور حميدة وزيرا للصحة بولاية الخرطوم ليزيد رقعة المساحة لمنشئاته الخاصة التعليمية منها و الصحية رغم أن لا إثنان يتفقان على رؤية ميزة واحدة إيجابية في الرجل. هل يجربنا الإنقاذييون ليقفوا على ردود أفعالنا؟ هل يعاندوننا نكاية بنا؟ أم أن شهوة السادية فيهم لا سقف لها؟ أرجو أن يكون كل ما فعله بنا الإنقاذييون داعيا كافيا لسد و غلق أيما تسامح و عفو عندما تدور الدائرة عليهم و نريهم من العذاب من ذات الكأس التي أذاقونا.