ان يكتفي الرئيس البشير من الحكم، فهذا طبيعي لأنه يبدو جلياً انه شبع حتى التخمة، وإن أتى هذا القرار متأخراً جداً،لا نريد ان نقول( بعد ما خربت سوبا)!!، لأن الخراب لم يقف على سوبا وحدها وإنما طال الكثير من أركان البلاد . ان يقول (كفاية حُكم)، نحن نقول (كفاية متاجرة) بقضية دارفور، لأن ما لحظناه ، بل ما سمعناه من سعادته (سي السيد) في القمة العربية الرابعة والعشرين المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة ،كانت صراحة مطالبة المانحين بالإيفاء بوعودهم تجاه قضية دارفور حتى يتمكن النظام من إعادة إعمارها!!! أو كما قال الرئيس . نتساءل بدورنا لماذا (ركوب الراس) من الأساس؟ حتى نبدو في الآخر وكأنما نعض أصابع الندم ،ونستجدي العالم لإعادة ما دمرناه بأيدينا . من يعيد نسيج دارفور الإجتماعي الذي يعرفه كل اهل السودان إلى سابق عهده الجميل النبيل؟ أجدني اضحك حسرةً كل ما أسمع الجعجعة ب(رتق النسيج الإجتماعي) ، أقله لأني أعلم يقيناً انكم وتجانيكم (السيسي) هذا ،وإن أُوتيتم (قطر خيط) و(لوري إبر) ،لم ولن تتمكنوا من إعادته إلى ماضيه،ببساطة لأن ما دمرته الحرب في يوم واحد ربما إحتاج إلى عام لإعادة إعماره . هل تلك الأرض الطاهرة التي كنتم تقولون عليها (أرض القرآن)، هي أحوج ما تكون الآن إلى إستتباب الأمن ووقف الغارات والهجمات ومن ثم الإستقرار؟،ام إلى أموال المانحين؟ ام لم يسمع (الرعاة) بالخرطوم ،بتردي الأوضاع في جنوب دارفور وحدها حتى بلغ الأمر (نهب قطر نيالا)،هذه الحادثة التي جعلت حماد اسماعيل والي الولاية يشبه نفسه بالدكتاتور الهالك القذافي،بتساءله عن الجناة من انتم ؟ من اين اتيتم؟ . دارفور أحوج ما تكون الآن للإستراحة من رهق المتاجرين بقضيتها ،الذين يزودون معاناتها الدامية،وحربها المدمرة ،بالسلاح بأنواعه المختلفة،حتى صارت الثقافة السائدة هناك لدى الكبار ،إمتلاك السلاح، ولدى الصغار،اللعب بالأسلحة المستوردة والمصنّعة من الأدوات المحلية، وإستخدام الساتر تقليداً للعسكريين . إذاً كل المذكورين أعلاه، إبتداءً من المتاجرين بالقضية بمختلف مواقعهم ومقاماتهم ،مروراً بالمواطنين، إنتهاءً بالأطفال ، يلعبون بالنار. [email protected]