تابعت او قرأت موضوع للإستاذه اماني خميس بصحيفة اليوم التالي والذي نشر بصحيفة الراكوبة الالكترونية بعنوان( مهنة بيع الشاي قديمة وبعضهن يحملن شهادات فوق جامعية) والتي ذكرت فيه موضوع هام وكبير كان يخفي على الكثير منا والتي ذكرت فيهو على حد قولها (المفاجأة الكبرى تنتظرك حين تعلم أن هناك خريجات جامعيات كثيرات يعملن في مهنة بيع الشاي حتى بلغ عدد من يحملن مؤهلاً جامعياً بين (ستات الشاي) (441) إضافة إلى (73) ست شاي يحملن مؤهلاً فوق الجامعي) ومن ذلك يتضح لنا جلياَ حجم المعاناه التي توجد في البلاد من اجل توفير لقمة العيش الحلال وابجديات الحياة المختلفة ناهيك عن اشياء اخرى تعتبر ثانوية، فالفقر يدق ابواب غالبية الاسر السودانية بدون استئذان ومواجهته كافراد للاسر في الوقت الحالي صعب وذلك للتضخم الكبير الذي يوجد في البلاد وما يعانيه افراد الشعب السوداني من اقتصاد الكسرة والعواسة الذي افسد فرحة الشعب السوداني . فالشهادات العليا لم تعد لها مكانة في اقتصاد الكسرة والعواسة بل اصبح الولاء سيد الموقف بعد ان كان في تلك الايام الخوالي التي مضت(اول)الشهادة السودانية(والدته)تبيع الكسرة أو(والده) يبيع المويه في الحارة(سقا) أما الان فاصبح اولاد او ابناء الذوات هم فقط الذين يتعلمون اما ابناء الطبقة الكادحين فهم عاطلين بدون عمل وفي ابسطها بدون تعليم لان التعليم اصبح بالمادة وأن لم يجد الاخيرة لم يعد له مكان في التعليم . وتابعت الاستاذه اماني خميس قولها بان هناك دراسة اعدت من قبل (وزارة التوجية والتنمية الاجتماعية دراسة للتعرف على حجم مهنة بيع الشاي وآثارها وأسبابها وكيفية تنظيمها، بجانب إيجاد الحلول المناسبة لسلبياتها وأكدت أن النسبة الأكبر من بائعات الشاي السودانيات تتراوح أعمارهن بين (30-40) سنة، وهن في الغالب متزوجات والمؤهل العلمي لمعظمهن هو مرحلة الأساس، وغالبيتهن يسكن بالإيجار إلى ذلك تراوح متوسط أعمار بائعات الشاي الأجنبيات بين (15- 20) سنة، وهن غير متزوجات والمؤهل العلمي لهن الأساس، ويسكنَّ بالإيجار، وكان اختيارهن لهذه المهنة لسهولتها) والتي تظهر من ذلك ان الحوجة مآسة والخروج كان اضطراري وليس رغبة منهن في العمل ولكن لضيق اليد،ولكن في تلك الزحمة قد اقمحتنا الدراسة بان هناك ايضا بائعات شاي اجنبيات وصغيرات في العمر وهذا يدل على ان هناك سهولة في قوانين مزاولة العمل في السودان بالنسبة للاجانب، مع العلم بان احد البرلمانين في نفس الفترة ذكر على حد قوله بان (بائعات شاي اجنبيات في الخرطوم يحملن الايدز)وهو يشير الى انتشار الفقر والبطالة بين الشباب،يمكن القول ان الحكومة الحالية غير آبه بحالة الشباب ومعاناتهم الحالية غير ان الترابي يعتبرهم فقط وقود لحروبهم المستقبلية وخاصة ان الترابي يرغب في المصالحة من اجل الوصول الى السلطة مرة اخرى بعد عزل طة ونافع ومجموعتهم، اما ما تبقى من الشباب نجدهم يركبون الصعاب عن طريق قوارب الموت عبر المغرب من اجل الوصول الى اوربا والغرب،وعن طريق اندونسيا كجهة اخرى من اجل الوصول الى استراليا وعوالم الدنيا الجديدة بحثاَ عن رزق حلال، فهنا تظهر لنا مشاكل اخرى يجب بحثها في اعدادنا القادمة (العنوسة في السودان... فقر وعوز في ظل اقتصاد الكسرة والويكة) والتي سوف نتطرق اليها فيمابعد، فالهجرة بالتحديد الى اوربا واستراليا وبلاد العم سام لن تاتي بخير للسودان فيكون التزاوج بالإجنبيات وخلق جيل مختلط ، وقد تظهر مشاكل اخرى منها بروز ثقافة مختلطة وجديدة مغايرة ، ثم مسالة الخلاف او الفرقة أو الانفصال مابين الطرفين والتي تحدث بسببه ازمات مابين الدولتين في تبنى الاطفال،وديمومة العيش للاطفال في البيئة المناسبة لكل طرف حسب الرغبة وليس حسب الاتفاق وغيرها. كما ان مظاهر وجود ستات الشاي في المدن الكبيرة يوحى للجميع بوجود فراغ كبير داخل اجهزة الدولة من قوانين وتشريعات منظمة ، كما انها تعتبر قنبلة مؤقوتة ان لم يحسن استثمارها لصالح الحكومة في المستقبل ، والله الموفق ... د. احمد محمد عثمان ادريس