خرج ولم تعد من مجتمعنا السوداني البسيط والمتواضع مجموعة من الخصال الحميدة والطيبة التي كانت محل احترام وتقدير من قبل الآخرين وخاصة في بلاد الغربة،وللغريب الذي ياتي الى ديارنا ايضا يصاب بالاعجاب ولقد صنعت لنا تلك الخصال العدواة والبغضاء مع المجتمعات الاخرى والتي عارتنا بصفة الكسل والخمول بسبب تلك الصفات التي كنا نتمثل بها والتي تمثل صفات المسلم الحق والصحيح،اما اوصافها فهي الكرم والشاعة والنخوة واكرام الضيف والصبر على اذي الاخرين ومعاونة الجيران والامانة التي عادت بعد تثبيتها من قبل الراعي(الطيب الزين)،وعدم التحرش ببنات الجيران او الاهل،واحترام الكبير وتوقيره،وزيارة المريض،وصله الرحم، وغيرها من الصفات التي اندثرت مع مرور الزمن او خرجت ولم تعد بسبب ابتعادنا عن الاسلام، بالاضافة الى الضغوطات الداخلية على الاسرة والمواطن مما جعله ينسى ويتناسى تلك الصفات التي بالاصل هي موجوده بقلبه.اما عنوان المفقود فهو المجتمعات السودانية (دولة السودان). خرجت تلك الصفات الجميلة والكبيرة ولم تعد التي كانت رائعة ورافعة رؤسنا داخلياَ وخارجياَ بفعل العديد من الظروف الداخلية والخارجية التي اثرت في مكونات الاسرة السودانية كما اسلفت الذكر ومن ضمنها عدم اهتمام الدولة بالخطاب الديني الصحيح والسعى الى الخطاب الديني السياسي كما هو الحال في العديد من الدول العربية ، والسياسات الداخلية التي كانت الدولة تعتمد عليها لاثراء فئة دون الاخرى ،وكما لم تعد للعلمية والتعلم مكان في توفير الحياة الكريمة والبسيطة كما كانت من قبل ، واغتراب او ابتعاد رب الاسرة لسنوات طويلة عن البيت مما يجعل الاسرة تعيش حالة الضياع وعدم التوازن الاجتماعي، وابتعاد او تخلي العديد من الاسر السودانية الجديدة من توريث ابنائهم تلك الخصال الجميلة والتي توارثناها من الاباء والاجداد ، لذا نجد ان الابناء الجدد يعتبرونها من قبيل التقليد او التقليدية(البدائية)،مع العلم انها من صفات المسلم الصحيح المتمسك بالكتاب والسنة وليس غير، لذا نجد ان تلك الصفات الجميلة والحبيبة الى قلوبنا خرجت طريدة مطرودة من مجتمعنا السوداني البسيط والمتواضع ولم تعد اليه مرة اخرى ، لان اجدادنا الذين توارثنا منهم الخصلة واروا الثرى(رحمهم وجعل مثواهم الجنة) لذا على ربان السفن الحاليين ان يعملوا جاهدين على تثبيت تلك الخصال الا سوف تموت او تنتهي تماماً من جسم المجتمع السوداني،وبذلك يصبح الاخير كالمجتمعات العربية الاخرى التي فقدت كل شيء ولم يتبقى لها في الحياة الا وان تقابل ربها بوجه آخر، والله الموفق ... د . احمد محمد عثمان ادريس