يوناميد هي أكبر قوة سلام أممية في العالم (الجزيرة-أرشيف) الجزيرة نت-الخرطوم لم يكن الهجوم الأخير على قوات حفظ السلام الدولية المشتركة في دارفور (يوناميد) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري -الذي قتل فيه أربعة جنود نيجيريين وجرح فيه ثمانية آخرون- الأول من نوعه، لكنه فتح الباب أمام عدة تساؤلات. وتتناول هذه التساؤلات مدى ضرورة بقاء تلك القوات هناك، وما إذا كانت ستصبح هدفا لأطراف متصارعة كثيرة في الإقليم، وقيمة وظيفتها ما دامت قد أصبحت عاجزة عن حماية نفسها، ناهيك عن حمايتها المدنيين. ورفع مقتل الجنود النيجيريين عدد جنود يوناميد (وهي أكبر قوة سلام أممية في العالم) الذين قتلوا في أعمال عدائية إلى 42 عنصرا منذ بداية مهمة البعثة عام 2007. اتهامات مختلفة وتواجه القوة اتهامات من أطراف الصراع، بعد تراجع معدلات العنف بين الجيش السوداني والحركات المتمردة، رغم ما تواجهه القبعات الزرق من أخطار في وديان الإقليم المختلفة. فالحكومة السودانية ترى أن مسببات بقاء القوة انتفت، وتعتبرها "الممول الرئيسي للمتمردين فيما يختص بالغذاء والسلاح". أما الحركات المتمردة فترى أن قوة السلام تعمل لصالح الخرطوم. وقد جاهرت الجبهة الثورية (المشكلة من تحالف متمردي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق) باتهامها البعثة بمساندة النظام السوداني، وبالفشل في القيام بدورها في حماية المدنيين. " وجود القوة أصبح جزءا من اقتصاد دارفور " حسن مكي وحملت الجبهة في بيان لها السبت القوات الدولية مسؤولية مقتل مئات المدنيين العزل في أنحاء متفرقة من دارفور. وقالت إن البعثة تعطي نظام الخرطوم المبررات لمواصلة "جرائمه وحروبه" بمساندتها اتفاقية الدوحة لسلام دارفور (التي وقعت في 14 يوليو/تموز 2011 بين حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة) وبجعل الاتفاقية غطاء للانتهاكات. لكن الحكومة السودانية وفي محاولة لتأكيد سيطرتها على الإقليم وتبرير موقفها المنادي بذهاب القوات الأممية، أعلنت عبر إذاعتها الرسمية الثلاثاء توقيف من تشتبه في تنفيذهم الهجوم. العامل الاقتصادي المواقف المتباينة جعلت محللين يعتقدون أن أطراف الصراع أضحوا زاهدين في وجود القوة على أرض الإقليم. خبير الدراسات الإستراتيجية حسن مكي يرى أن وجود القوة أصبح جزءا من اقتصاد دارفور، ممثلا في استئجار العقارات والتعاملات في الأسواق وتداول العملات الأجنبية المختلفة إضافة إلى مساهمات أمنية مختلفة. ويرى مكي في تعليق للجزيرة نت وجود أن يوناميد يحقق بعض الفوائد لطرفي المعادلة في الإقليم. ويعزو الكاتب والمحلل السياسي مهدي دهب استهداف القوات الدولية إلى تواضع إمكانياتها وضعف تأهيل كوادرها. كما لا يستبعد تأثرها بتجاذبات الإقليم القبلية "مما يعطي انطباعا بمساندة طرف ضد الآخر". ويرى دهب أن عمل البعثة تأثر بتكوينها الأفريقي، إضافة إلى طبيعة النزاع نفسه الذي يأخذ أحيانا شكل صراع قبلي يضعها موضع الاتهام من طرف من الأطراف.