رغم إجازته اتفاق التعاون مع جوبا برلمان السودان يحذر من التنازل عن حدود 56 عماد عبد الهادي-الخرطوم وافق المجلس الوطني السوداني (البرلمان) اليوم الأربعاء على اتفاق التعاون مع جوبا، لكنه حذر من التنازل عن حدود 1956 بين البلدين. وقال نواب إن أي تنازل في الحدود سيقود إلى مواجهات حربية بين البلدين. فقد صادق البرلمان بإجماع الحضور تقريبا على الاتفاق الموقع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 27 سبتمبر/أيلول الماضي مع جنوب السودان في مجالي النفط والأمن، الذي رأى الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أنه ينهي التوتر بين البلدين الجارين. وحضر حوالي نصف عدد أعضاء البرلمان البالغ 350 نائبا التصويت، وصوت اثنان منهم فقط ضد الاتفاقات. لكن نوابا في البرلمان حذروا من التنازل عن حدود 1956 بين البلدين. واعتبر نواب أن أي تنازل في الحدود سيقود إلى مواجهات حربية بين القطرين. كرتي يتحدث في الجلسة (الجزيرة نت) وطالب هؤلاء النواب بتنفيذ الاتفاق والالتزام به والمضي قدما "في الصفحة الجديدة مع جوبا"، متوقعين في الوقت نفسه "جهدا مماثلا" من الجانب الآخر في دولة الجنوب. وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي أكد في كلمة أمام البرلمان وجود ترحيب دولي واسع بالاتفاق، "ما جعل المجتمع الدولي ينظر إلى السودان بعد توقيع الاتفاق على أنه دولة مسؤولة". أما رئيس اللجنة السياسية لوفد السودان في مفاوضات أديس أبابا إدريس محمد عبد القادر فقد كشف عن اجتماع قريب لوزيري دفاع البلدين لبحث الجوانب الأمنية المتعلقة بتنفيذ الاتفاق. الطيب مصطفى طالب بالانتظار حتى زوال حالة العداء مع جوبا (الجزيرة نت) رفض وفيما وصف المسؤولان اتفاق أديس أبابا بالخطوة الإيجابية، لا تزال قوى سياسية سودانية ترفض بشدة بعض جوانب الاتفاق "بل تصفه بالانكسار". ويتساءل منبر السلام العادل -لسان حال الانفصاليين الشماليين الذي يقوده الطيب مصطفى خال الرئيس البشير- "هل آن الأوان للتعاون مع شعب يناصب السودان العداء ويتخذ من الحرب لغة للتفاهم مع الخرطوم"؟ ويطالب التحالف بضرورة الانتظار "حتى تزول حالة العداء وينجلي احتلال جوبا لبعض الأرض السودانية"، محذرا من "مغبة التفلت الأمني للمدن السودانية". وتساءل المنبر عبر رئيسه الطيب مصطفى "كيف لشعب اختار أن يخرج من المواطنة الكاملة إلى أخرى عبر اتفاق حريات أقل من حرية المواطنة". وأضاف في تعليق للجزيرة نت أن الجنوبيين يقولون إنهم كانوا مواطنين من الدرجة الثانية وإنهم يتعرضون للاستعباد في الشمال، "فكيف يرضون بالعودة إلى من يستعبدهم أو يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية". ويرى مصطفى أن قبول الجنوبيين بالاتفاق "يعني رغبتهم في مساعدة الحركة الشعبية/قطاع الشمال وزرع خلايا نائمة وقنابل موقوتة في مدن السودان"، ودعا إلى إزالة ما أسماها بالمشاعر السالبة تجاه دولة الجنوب. تعاون من جهته رأى المحلل السياسي بابكر عبد السلام ضرورة تعاون الدولتين بعد الانفصال وتحقيق رغبة الجنوبيين في تكوين دولتهم المستقلة، لكنه طالب بقطع علاقة قوات الحركة الشعبية/قطاع الشمال مع دولة جنوب السودان. ودعا عبد السلام إلى إيجاد آليات تضمن تنفيذ اتفاق التعاون والترتيبات الأمنية، وتوقع نجاح الاتفاق في تحقيق بعض الإيجابيات المفقودة سابقا. وقال للجزيرة نت إن إيجاد الأمن والاستقرار للحدود بين الدولتين "سيولد نوعا من الثقة المفقودة، ويقود إلى تجربة ناضجة تحقق المصالح المطلوبة". وكانت الجمعية التشريعية الوطنية (البرلمان) ومجلس الولايات في جنوب السودان وافقت في جلسة مشتركة أمس الثلاثاء على اتفاق التعاون بين البلدين. عبد السلام دعا لتحقيق رغبة الجنوبيين بتكوين دولتهم المستقلة (الجزيرة نت) وأعلن رئيس البرلمان جيمس واني إيغا أن مجلس الولايات صوت بأغلبية 27 صوتا ومعارضة صوت واحد لصالح اتفاق التعاون، فيما صوتت الجمعية التشريعية الوطنية بأغلبية 189 صوتا لصالح الاتفاق مقابل 15 صوتا. وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير دعا في افتتاح الجلسة الثالثة للجمعية التشريعية الوطنية الاثنين الماضي إلى سرعة التصديق على اتفاق التعاون ومنحه الدعم اللازم لتطبيقه. وأكد أن الاتفاق "سوف يحقق الاستقرار ويحسن اقتصاد جنوب السودان ومستويات المعيشة لشعبه". وأضاف أن "شعب جنوب السودان عانى كثيرا وحكومته سوف تسعى جاهدة لمنع العودة إلى الحرب مع أي دولة".