سيدي الوالي: اللاجئون، الجنسية، التملك .. التركيبة السكانية..« الخبر شنو»..؟! يوسف سيد أحمد خليفة Mob: 0912304554 Email :[email protected] بحمد الله سافرنا إلى بعض الدول العربية والأوربية، ورأينا كيف تتعامل معنا هذه الدول كأجانب في حالة الإقامة أو الزيارة وفق سياسات تحدد مشروعية الإقامة ومدتها ومكانها.. ووصل الأمر في بعض الدول تحديد مكان الإقامة في محل العمل، بمعنى أنك لو مقيم في الخرطوم كأجنبي لا يسمح لك بالإقامة في مدني القريبة من الخرطوم. ولكن الفرق في الموضوع الذي نريد طرحه اليوم، ذهبنا نبحث عن الرزق الحلال والعمل لزيادة الدخل الذي أصبح مستحيلاً في بلادنا، خصوصاً بعد وصول جماعة «تمكنا» إلى الحكم. لاشك أن السودان «غالي عليا» بالفطرة وغيرتنا عليه وعلى أراضيه منطلقة من حبنا له كوطن وكإسم، ظل يسيطر على أعماقنا بخريطته القديمة قبل إنفصال الجنوب والتي نحفظها عن ظهر قلب ونرسمها وأعيننا مغمضة، حبناً لوطننا لا تحده حدود، حب حقيقي غير مرتبط بأننا منضوون تحت حزب سياسي هدفه في النهاية حكم السودان أو جزء من السودان كما حدث ويحدث الآن من «شبكة» بين الأحزاب والحركات المسلحة، والتي ليس من أجندتها «حب الوطن» والحفاظ عليه وعلى شعبه وأبنائه وبناته ونسائه ورجاله وأطفاله. ندلف إلى موضوعنا المتعلق بمدينة كسلا أو ولاية كسلا التي تقع في شرق السودان على إرتفاع 496 متر فوق سطح البحر وعلى بعد 480 كيلومتر من العاصمة القومية الخرطوم، وهي تقع على رأس دلتا نهر القاش على سفوح كتلة جبلية قريبة من الحدود بين السودان وأرتريا مما أكسبها أهمية إقتصادية وإستراتيجية. أصل تسمية مدينة كسلا«بفتحالكاف والسين» جاء من إسم «جبل كسلا».. وهو من أهم المعالم الطبوغرافية بالمنطقة، ولكن هناك روايات مختلفة في معنى اللفظ. الأول يقول إن كسلا بلغة «الهدندوة» تعني «مرحباً»، والثاني يقول إن الكملة «كسلا» تحريف لكلمة «كساي-الا» بلغة البداويت وتعني زوال ظل الجبل.. والثالث الأضعف الذي يربطه البعض بإسم زعيم حبشي وهو«كساي لول» الذي شن حرباً على قبيلة الحلنقة التي قتلته وقضت عليه في هذه المنطقة منتصرةً عليه. كسلا تمتاز بموقعها وسط إقليم زراعي وفير الإنتاج. وهي مورد مهم لبعض المواد الغذائية للمناطق المحيطة بها وتمتاز بوقوع سواقيها الزراعية على مسافات قريبة جداً من المناطق السكنية وهو وضع تتفرد به كسلا عن المدن السودانية الأخرى. وتنتج كسلا من بساتينها محاصيل كالموز والحمضيات والمانجو وغيرها من الفواكه والخضروات وخاصة البصل، كما توجد في كسلا بعض الصناعات الخفيفة أهمها صناعة تعليب الأغذية وتجفيف البصل وهي تذخر أيضاً بثروة حيوانية هائلة، أهمها الإبل والماشية التي تنتج قبائل البجة والرشايدة أجود السلالات منها، كسلا وبإعتبارها مدينة حدودية تزدهر فيها تجارة الحدود مع المدن والبلدات الأرتيرية مثل قدر وتسني. كسلا مركز مواصلات مهم يربط المناطق الحضرية الأخرى في وسط السودان بميناء بورتسودان عبر خطوط السكة الحديدية وشبكة من الطرق البرية والطرق القارية المعطلة بكل أسف، كسلا بها مطار وتوجد بها خدمات الهاتف الثابت والمحمول. كما أن مصر هبة النيل، فإن كسلا «هبة القاش» وهو المورد المائي الرئيسي للمدينة على الرغم من تشكيله خطورة على المدينة في موسم الفيضانات، كما حدث في عام 2003م حينما فاض القاش ودمر نصف أبنية المدينة وبناياتها الأساسية تقريباً. كسلا متعددة المواقع السياحية مثل جبل التاكا وجبل كسلا ونهر القاش والبساتين المخضرة وجبال توتيل وجبل مكرام وضريح الميرغني والضواحي الهادئة، بالإضافة إلى ينبوع توتيل. وبإعتبارها مدينة عبور تتعدد الأعراق فيها بسبب الهجرات البشرية من أواسط القارة الأفريقية نحو ساحل البحر الأحمر ومن مرتفعات الحبشة نحو سهول السودان. مما شكل مجموعات قبلية وإثنية هي على سبيل المثال وليس الحصر البني عامر والشكرية والهدندوة والبوادرة واللحويين والحلقنة والجعليين والشايقية والحمران والفلاتة والضبانية والهوسا والايليت والبازا. بالإضافة إلى اللاجئين الارتيريين والاثيوبيين الذين توافدوا منذ ستينات القرن الماضي بسبب الحروب التي شهدتها دولهم، بالإضافة إلى الجفاف حتى وصولوا الى حوالي 160 ألف عام «2010»، بالإضافة إلى الهجرات من جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب الأوضاع الأمنية والحروب في مناطق هؤلاء المواطنين. كسلا جزء أصيل من روافد الحركة الفنية والثقافية والأدبية في السودان، فلقد خرج منها مفكرين وشعراء وفنانين وممثلين ووزراء منهم البروفسير عبدالله الطيب الذي درس في خلوة مالك في حي الحلنقة وينتمي إليها الشاعر الصاغ محمود أبوبكر شاعر«صه يا كنار وضع يمينك في يدي» والشاعر إسحق الحلنقي والشاعر محمد عثمان كجراي وحسن أبو عاقلة أبو سن وأبو آمنة حامد وروضة الحاج، بالإضافة إلى الفنانين التاج مكي وعبدالعظيم حركة وإبراهيم حسين وأنجبت كسلا الوزراء حسن شيخ الصافي المحامي وإبراهيم محمود حامد. كسلا كُتبت فيها قصائد عديدة أشهرها قصيدة الشاعر توفيق صالح جبريل التي تغني بها الأستاذ «العظمة» عبدالكريم الكابلي بإسم كسلا والتي قال فيها: كسلا أشرقت بها شمس وجدي فهي في الحق جنة الإشراق وإبنة القاش إن سرى الطيف و هنا وأعتلى هائماً فكيف لحاق إلى آخر القصيدة الرائعة كلمةً ولحناً وأداءً وموسيقى. كسلا يا إخواننا مرتبطة بقصة تاجوج والمحلق أبرز قصص التراث الإنساني السوداني الأصيل، والتي ننافس بها قصص مجنون ليلى في الأدب العربي وروميو وجوليت في الأدب الإنجليزي. قصدت بهذه المقدمة الطويلة وقبل الدخول في موضوع وحكاية «الجالية السودانية في كسلا»، أن أُقدم «فرشة» وفاتح شهية عبارة عن «صحن سلطة خضراء».. إيذاناً بالدخول في الوجبة الرئيسية التي نتمنى أن تكون دسمة، على الرغم من سوء الهضم الذي سوف يصاب به البعض، خصوصاً أن «الوجبة» سودانية مفروكة ومبروكة. الجالية السودانية في كسلا.. حقيقة وواقع (الحلقة الثانية ) الأممالمتحدة واللاجئون أكبر علامة إستفهام و «القبلية المقيتة» دمرت دولاً وشعوباً.. «أختوها».. يوسف سيد أحمد خليفة Mob: 0912304554 Email :[email protected] عنوان «الجالية السودانية » في كسلا أزعج الكثيرين لدرجة أن بعضهم إتصل ليعرف الموضوع «مقدماً» قبل نشره.. لإعتقادهم أنني أريد التحدث في شأن يتعلق بالقبائل في هذه المنطقة الهامة والحيوية كما تحدثت عن ذلك أمس، متناولاً كل الجوانب الإقتصادية والتاريخية والجغرافية والطبوغرافية لولاية كسلا بالإضافة إلى التركيبة السكانية المعروفة للقاصي والداني. قصدت من عنواني أن أتحدث عن اللاجئين في كسلا من الدول المجاورة وتأثير ذلك على التركيبة السكانية لمنطقة كسلا المعروفة تاريخياً بأنها جزء أصيل وهام جداً من السودان.. وذلك بموقعها المتميز والذي أدى إلى التداخل القبلي مع بعض دول الجوار، خصوصاً الشقيقة أرتريا التي نعتز بالعلاقات التاريخية معها ونسعد بالتداخل والروابط القبلية التي تمتن العلاقات بين الشعبين الشقيقين رغم إختلاف الثقافة واللغة في البلدين. المعلومات المتوفرة لدينا أن أعداد اللاجئين من الدول المجاورة زادت لدرجة أصبح فيها الكيان السوداني والقبائل السودانية مهددة بالإنصهار، أو أنها سوف تصبح أقلية، وهذه أصبحت واضحة جداً في بعض مناطق كسلا التي بدأ يقطنها أجانب ولاجئون من دول مجاورة مثال منطقة ود شرفي وقلة وحي الشعبية والعامرية ومكرام والختمية الجديدة. نحن لا نريد التحدث عن التداخل القبلي بأنه جزء من أسباب مشكلة اللاجئين في ولاية كسلا ولانريد التحدث عن التقارب في السحنات واللهجات، فهذه كلها الزمن كفيل بأن تذوب شأنها شأن الهجرات التاريخية القديمة، مثال الهجرات من الجزيرة العربية إلى كل بقاع وأراضى شمال إفريقيا.. ولكننا نجد أنفسنا في ورطة « من الهجرات الجديدة» واللاجئين الجدد الذين خرجوا من الدول المجاورة نتيجة للحروب والإحتراب مع الأنظمة وبقاء بعضهم في معسكرات.. وآخرون فروا إلى داخل المدن كما حدث ويحدث هنا في الخرطوم العاصمة، ولكننا هنا نجد السلطات أكثر حزماً وإنضباطاً مع اللاجئين من كل الدول حتى الذين وصلوا من سوريا بحثاً عن الملاذات الآمنة بعد أن أشعلها الأسد«الدموي» ناراً حمراء تحرق كل من يرفضه ويدعوا لرحيله. نحن لانريد أن نقول إن الجنسية السودانية أصبحت مستباحة في بعض المناطق خصوصاً في الشرق.. ولكننا ندعوا السادة المسئولين لمراجعة كل كشوفات الجنسية السودانية التي أُعطيت في الفترة السابقة، والتأكد إن الذين نالوها هم سودانيون لا يحملون جنسيات من دول أخرى تكون بعدها الجنسية السودانية درجة ثانية فقط من أجل تملك الأراضي. والبيوت «والبزنس» والإقامة المشروعة وليس الإنتماء والوطنية التي تجعل السوداني الحقيقي يدافع عن بلده بماله وأولاده. الأممالمتحدة أصبحت كثيرة الحديث عن اللاجئين في هذه المناطق، نجدها تجاهد في بقائهم ولا تتحدث عن «عودة طوعية» لبلدانهم. وفي نفس الوقت تقدم لهم «الفتافيت» حتى أصبحوا عبئاً ثقيلاً على الولاية التي يعتمد بعض سكانها علي بعض المهن الهامشية خصوصاً الزراعة التي تركها المواطن البسيط وهاجر إلى المدن المجاورة للبحث عن «رزق حلال» يغطي به إحتياجاته وأسرته. ويبقى سؤالنا الكبير الذي قصدنا منه توعية المسئولين. وهو ما مصلحة الاممالمتحدة التي اصبحت ذراعاً للولايات المتحدة وإسرائيل في تغيير التركيبة السكانية لهذه المنطقة. بينما نحن مشغولون بمشاكلنا في دارفور والجنوب والحركات المسلحة وعدم إستقرار إقتصادنا الذي حاول البعض تدميره ناسين أن الكارثة حينما تأتي سوف تعم الجميع. وأخيراً نحن أكثر الناس بغضاً «للقبلية التعيسة» التي دمرت شعوباً ودولاً ، وخير مثال الصومال والعراق.