شددت الحركة الشعبية على ضرورة الاتفاق على القضايا الإنسانية في مفاوضات مع الحكومة يوم غدٍ الخميس فيما ربطت الحركة بين الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي تشهدها البلاد ورغبة الخرطوم في البدء بعملية وقف إطلاق النار لضمان وقف القتال حتى تلتقط أنفاسها وتخفيف موازنة الحرب التي تأخذ مع موازنة الأمنية حوالى (70%) من الموازنة العامة. وتنطلق غداً الخميس جولة من المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية / شمال في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حول قضايا ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ويتوقع أن يتقدم فريق الوساطة الأفريقية بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي بمسودة أتفاق لوقف العدائيات يتضمن وقف إطلاق النار من جهة والسماح بوصول الإغاثة إلى المتضررين من جهة أخرى عبر دخول منظمات دولية وفتح ممرات آمنة للنازحين واللاجئين في المنطقتين. فيما وصف عضو الوفد الحكومي المفاوض الدرديري محمد احمد المفاوضات بين الحكومة والحركة بالمهمة والمصيرية، رفض الدرديري وجود " خبراء" وكانت الحركة قد سمت بعض الشخصيات السودانية البارزة " خبراء" إلى جانب وفدها المفاوض ومن بينهم الدكتور خالد التجاني الذي أعتذر عن المشاركة إلى جانب وفد الحركة وكشف عن " سوء فهم" صاحب دعوته للمشاركة، مع إبداء رغبته في المشاركة كخبير في حال تلقيه دعوةً من الوساطة الأفريقية، إلى ذلك قال القيادي في الحركة الشعبية رمضان حسن نمر ل " التغيير" " إن الطريقة المثلى في اتجاه الحل الشامل هي توحيد المنابر التفاوضية للجميع" مستبعداً قبول الحركة الشعبية لإتفاق حول المنطقتين فقط ولا يشمل الحل الشامل لكافة القضايا السودانية، مبرراً مشاركة الحركة لوحدها دون بقية فصائل الجبهة الثورية بأن المنبر كان أصلاً قبل تشكيل الجبهة الثورية،وجاء بقرار من مجلس الأمن الدولي كذلك، وكانت الخرطوم قد نقضت اتفاقاً إطارياً وقعه المساعد السابق للمشير عمر البشير نافع علي نافع، ورئيس الحركة الشعبية مالك عقار في يونيو 2011، وأعلن البشير عدم رغبته في أي تفاوض مع الحركة، فيما أكد البشير أن " نهاية العام الماضي" هي عام الحسم وأنه سينهي الصراع بانتصارات عسكرية، ثم أعلن البشير رغبته في التفاوض مع المسلحين بشرط وضع السلاح وممارسة العمل السلمي والسياسي، وأعتبر نمر إصرار الحكومة على التفاوض بعد كل تلك المواقف هو رغبتها في التوصل لوقف لإطلاق النار بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية للغاية، وقال " الوضع الاقتصادي اصبح اصعب من تحمل الحرب وليس لديها مخرج سوى وقف الحرب".