كمال قبيسى العربية.نت اعتبر وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، أن "المعجزات تحدث بالفعل"، وذلك تعليقاً على ما أُعلن، الاثنين، من أن الإشارات الصوتية التي رصدتها باخرة أسترالية في جنوب المحيط الهندي متطابقة مع الإشارات فوق الصوتية التي تصدرها الصناديق السوداء عامةً. وعند سؤاله عن احتمال وجود ناجين، قال حسين إن صور الأقمار الصناعية "لم تشر إلى وجود ناجين" إثر فقدان الطائرة الماليزية، إلا أنه عاد وأضاف: "لا زلنا نأمل ونصلي للناجين". وشدّد الوزير خلال مؤتمر صحافي على أن كافة الأطراف يجب أن تكون حذرة من "الاكتشافات غير المؤكدة والاستنتاجات". وتابع حسين: "نحن متفائلون بحذر، نأمل أن يكون هناك تطورات إيجابية في الأيام القليلة المقبلة أو حتى الساعات"، مضيفاً: "قمنا بطلعات ونزلات بسبب بعض الإشارات والفرضيات التي وصلتنا. إلا أنني أكثر تفاؤلاً مع هذه الإشارات الأخيرة". ومن جهته، أكد انغوس هيوستن، رئيس مركز تنسيق وكالات الدول المشاركة في عمليات البحث، أن المسبار الذي تستخدمه السفينة الأسترالية "اوشن شيلد" رصد إشارات تتطابق مع تلك التي تصدرها الصناديق السوداء عامةً. وشرح أن عملية التحقق من أن الإشارات التي تم رصدها تعود بالفعل لصناديق الطائرة الماليزية المفقودة يتطلب وقتاً. إلا أنه اعتبر أن رصد هذه الإشارات والتأكد من أنها تتطابق مع ما يمكن أن تصدره الصناديق السوداء عموماً يشكل تقدماً كبيراً، في ظل التوقف المتوقع لصندوقي "الماليزية" الأسودين عن بث أي إشارات. ويتوقف الصندوق الأسود عادة عن بث الإشارات الصوتية بعد 30 يوماً من غرقه، في حين مرّ 31 يوماً منذ فقدان الطائرة الماليزية. ورأى هيوستن أن المحققين باتوا "قريبين جداً من المكان الذي يجب أن يكونوا فيه"، متحدثاً عن وجود "إشارات بصرية (أي ما رصدته الأقمار الصناعية) وإشارات صوتية" تدل على مكان وجود الطائرة المفقودة المحتمل، إلا أن هيوستن شدد على ضرورة إيجاد حطام الطائرة. مؤشرات أسترالية وأخرى صينية وكانت السفينة الأسترالية "أوشن شيلد" المزودة بمسبار تابع للبحرية الأميركية قد رصدت إشارتين صوتيتين ليل السبت وفجر الأحد الماضيين، في منطقة معزولة من المحيط الهندي. واستمرت إحدى الإشارات ساعتين و20 دقيقة، فيما استمرت الإشارة الثانية 13 دقيقة. وخلال بث الإشارة الثانية كانت تسمع موجتان متمايزتان. ويمكن أن تكون الإشارتان قادمتان من الصندوقين الأسودين، الأول من جهاز تسجيل كل إحداثيات الرحلة، والثانية من جهاز تسجيل اتصالات الرحلة. يُذكر أن الصناديق السوداء تصدر عادة إشارات بتردد 37.5 كيلو هيرتز، أما الإشارات التي تم رصدها فكانت بتردد 33.3، حسب ما أوضحته الكابتن في البحرية الأميركية مارك ماثيو. لكن المسؤولين عن عملية البحث اتصلوا بالشركة المصنعة لهذه الصناديق، وأوضحت لهم أنه عند قرب انتهاء بطاريات الصناديق قد ينحرف ترددها قليلاً. وتقوم حالياً السفينة "أوشن شيلد" بمسح المنطقة مجدداً لالتقاط هذه الإشارات مرة أخرى، وعندها تنطلق مهمة بحث "تحت المياه" للتحقق من ماهية هذه الإشارات الصوتية وبعدها البحث عن حطام الطائرة. ولكن مشاكل تقنية قد تعوق البحث تحت المياه، حيث إن الأجهزة التي تصوّر تحت الماء لا يمكنها الغوص أكثر من 45 ألف متر، وهو عمق قعر المحيط الهندي تحديداً، ما يعني أن هذه المعدات ستكون عاملة بأقصى طاقتها. ومن هذا المنطلق يحذر بعض المسؤولين من أن حلّ لغز الطائرة سيطلب المزيد من الوقت، حيث إن "في أعماق المحيط لا شيء يحصل سريعاً"، حسب تعبير هيوستن. ويقوم أسطول بحري وجوي دولي منذ أسابيع بالبحث في المحيط الهندي عن حطام أو عن الصندوقين الأسودين لطائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي اختفت عن شاشات الرادار في 8 مارس الماضي وعلى متنها 239 راكباً. وحتى الآن لم يتم العثور سوى على معدات صيد ونفايات بحرية أخرى، ولا حطام من الطائرة. ومن جهتها رصدت السفينة الصينية "هايشون 01"، السبت الماضي، "إشارة" استمرت 90 ثانية في جنوب المحيط الهندي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن الإشارة رصدت بتردد 37.5 كيلوهرتز، وهو مطابق لتردد الإشارات الصادرة عن "الصناديق السوداء". ووصلت السفينة البريطانية "إتش إم إس إيكو" إلى المكان لمساعدة السفينة الصينية في التحقق من أن الإشارتين اللتين تم رصدهما تعودان بالفعل للطائرة الماليزية المفقودة. ومن جهتها تتمركز السفينة الأسترالية "أوشن شيلد" على بعد 300 ميل شمالاً. عودة فرضية اختطاف الطائرة وفي سياق آخر، أشار تقرير بُث على قناة "سي إن إن" إلى أن الطائرة المفقودة حلّقت فوق إندونيسيا بعد اختفائها عن الرادارات، ما يعيد إلى الواجهة فرضية اختطاف الطائرة التي كانت قد طرحت في البدايات. ويتطابق التقرير مع رسالة إلكترونية مجهولة المصدر كانت قد تلقتها صحيفة "دايلي ميل" البريطانية الأسبوع الماضي، وجاء فيها أن الطائرة تم اختطافها بالفعل وطُلب من قائديها "التحليق بشكل دائري" فوق ماليزيا وإندونيسيا في الوقت التي كانت تدور فيه مفاوضات مع الخاطفين. وبحسب الرسالة، التي ترجح الصحيفة أن يكون مصدرها أحد المسؤولين في الحكومة الماليزية، طلب الخاطفون إلغاء حُكم بالسجن على معارض ماليزي. وأضاف كاتب الرسالة أنه وعلى الرغم من إطفاء أجهزة اتصال الطائرة كان بالإمكان التفاوض بين الخاطفين والسلطات الماليزية عبر "قنوات اتصال داخلية". وبحسب الكاتب فإن الخاطفين أعطوا كوالالمبور 5 ساعات لإلغاء الحكم على المعارض وإلا سيقومون بإسقاط الطائرة. وهذا يشرح سبب تأخر السلطات الماليزية في الإعلان عن فقدان الطائرة. وفي سياق التحقق من فرضية اختطاف الطائرة، تم معاينة كاميرات مراقبة مطار كوالالمبور والطرقات المحيطة به، لمراقبة كل واحد من ركاب وطاقم الطائرة. وفي هذا السياق، عادت إلى الواجهة قضية الراكبين الإيرانيين الذين استخدما جوازي سفر مزورين بهدف الوصول إلى أوروبا لطلب اللجوء هناك. ونقلت صحيفة "نيو سترايت تايمز" الماليزية عن مصدر لم تذكره، أن تصرفات هذين الراكبين كانت مريبة، حيث وصلا إلى المطار بسيارتين مختلفتين، ورغم التقائهما على مدخل المطار إلا أنهما تجاهلا بعضهما بعضاً. وأضاف المصدر نفسه أن الرجلين كانا طول الوقت الذي أمضياه في المطار يعاينان جواليهما وكأنهما كانا ينتظران تعليمات ما. لولا الصينية 海巡 لانهار الأمل بفك اللغز الماليزي العربية نت لندن - كمال قبيسي لو كانت جوائز نوبل تشمل السفن، كما الأفراد والهيئات، لما استحقتها بالإجماع هذا العام إلا 海巡01 الصينية، فهي المهيأة لدخول التاريخ كأول من رصد إشارات صندوق الطائرة الماليزية الأسود، ولولاها لانهارت الآمال بفك اللغز الماليزي، فيما لو صح ما رددوه اليوم الاثنين من أن ما رصدته كان من الطائرة المفقودة بنسبة كبيرة. وإذا صح ما قالوه، فبفضلها وبعد انتشال الصندوق من الأعماق، سيكتشف العالم سر لغز حيّره طوال أسابيع، وكان يمكن للحيرة أن تتشعب وتستمر لسنين لولاها، لذلك تستحق تقريرا عنها من "العربية.نت" كتوثيق مسبق لما يمكن اعتباره أهم اختراق في أكثر عمليات البحث كلفة وتعقيدا منذ اخترعوا الطائرة. يوم تدشينها في يوليو 2012 ببحر شنغهاي ومع أن الصينيين يلفظون اسمها "هاي شين" من كلمتين، طبقا لما سمعته "العربية.نت" في نشرات أخبار بالصينية أثناء مطالعة معلومات متوفرة عنها في الإنترنت، وهي كثيرة وبالإنجليزية، إلا أن الاسم بالحرف اللاتيني مجموع في كلمة Haixun 01 التي ترددت آلاف المرات في اليومين الماضيين، وبه اشتهرت دوليا حين دشنتها سلطات مدينة شنغهاي البحرية بمنتصف 2012 كالأكبر في أسطولها للخفر والإنقاذ والرصد بالرادار، مع أن طاقمها من 12 فقط. أول من تنصت على الصندوق[/size] السفينة "هايشون 01" قد تدخل التاريخ كأول من رصد إشارات صندوق الطائرة الماليزية الأسود بين 12 طائرة عسكرية ومدنية مع غواصة بريطانية و13 سفينة تابعة لسلطات 6 دول، كانت وما تزال تبحث عنها في 3 مواقع مجموع مساحتها بجنوب المحيط الهندي 216 ألف كيلومتر مربع، وبعيدة ما معدله 1520 كيلومترا عن مدينة بيرث، عاصمة ولاية أستراليا الغربية. اسمها معناه "خفر السواحل" وهي بوزن 5418 طنا، وطولها 128 مترا، مع قدرة على قطع مسافة 18520 كيلومترا من دون التزود بالوقود، بسرعة معدلها 37 كيلومترا بالساعة، طبقا لما قرأت "العربية.نت" مما ذكره تانغ غونجي، المدير التنفيذي للشركة التي صنعتها، وهي "ووشانغ للصناعات البحرية" حين تحدث عن مواصفاتها لمحطة CCtv الصينية يوم الاحتفال بتدشينها في بحر شنغهاي. ذكر تونغي أن في "هايشون 01" مهبط لاستقبال وإقلاع الهليكوبترات، وهي مزودة بنظام راداري متقدم للمراقبة ورصد البقع النفطية، كما بأجهزة استشعار ومجسات تسترق السمع بدقة، مع مركز طبي للإسعاف السريع والجراحة الطارئة، وبإمكانها استيعاب 200 شخص ممن قد يتم إنقاذهم من خطر في عرض البحر أو عند ساحل بري قريب. وميض كالأزيز من عمق 4500 متر وكان 3 أفراد من طاقمها التقطوا ما يشبه "وميضا" كالأزيز رصدته مجساتها صادرا من عمق 4500 متر تقريبا يوم الجمعة الماضي، وفي منطقة من المحيط بعيدة 1650 كيلومترا عن أستراليا، فقاموا سريعا بمقارنة موجاته مع نظيرتها بصندوق الطائرة الماليزية الأسود "والتي حصلت عليها السفينة، هي وغيرها، من شركة البوينغ الصانعة للطائرة" على حد ما قرأته "العربية.نت" أيضا مما نقلته الوكالات مترجما عن وسائل إعلام صينية. وجاء "الوميض" من عمق قريب كيلومترين من حيث كانت "هايشون 01" بعرض المحيط الهادي، عبر موجة راديو قوتها 37.5 كيلوهيرتز بالثانية، وهي نفسها موجة الصندوق الأسود التابع للطائرة التي بلغت تكاليف البحث عنها 65 مليون دولار حتى الخميس الماضي، أي أكثر بحوالي 15 مليونا مما أنفقته فرنسا في البحث عن طائرة "ايرفرانس" التي سقطت في 2009 بالمحيط الأطلسي، وقضى 228 كانوا على متنها في رحلة من ريو دي جنيرو إلى باريس. ما أن سمع رئيس مركز تنسيق وكالات الدول المشاركة بعمليات البحث، الأسترالي أنغوس هيوستن، بخبر الوميض السبت الماضي، حتى دبت فيه الحماسة، فأسرع ليعتبره "دليلا مهما جدا ومشجعا" لكنه طلب التمهل حتى التأكد، واليوم الاثنين اقتربوا من التأكد أكثر برصد المزيد من الإشارات، فيما العالم على أعصابه، إلى أن يظهر دليل دامغ بأن ما رصدته 海巡01 لم يكن في الواقع إلا من صندوق أكبر لغز بتاريخ الطيران.