- حصلت الأممالمتحدة على تقارير تفيد بأن القتال العنيف في الغوطة الشرقية، الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف دمشق، قد دفع أكثر من 50 ألف شخص للفرار من ثلاث مدن باتجاه دوما. وقالت متحدثة باسم الأممالمتحدة إن المدن الثلاث هي حمورية ومسرابا ومديرة، ويُعتقد أن حوالي خمسين ألف شخص قد فروا منها إلى مناطق بداخل الغوطة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة ومنها مرتبط بتنظيم القاعدة. وواصل الجيش السوري تقدمه في الغوطة الشرقية مسيطرا على أكثر من نصفها حتى الآن، ولقي كثير من المدنيين مصرعهم فيما يعاني مئات الآلاف من ظروف صعبة إذ تدور المعارك حولهم. ونجحت القوات الحكومية السورية في شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين، كما تتقدم من ناحية الشرق لتقابل القوات الأخرى الموجودة على الحافة الغربية للمنطقة، حسبما أعلنه قائد عسكري بالجيش السوري لوكالة رويترز للأنباء. لكن وائل علوان، المتحدث باسم فيلق الرحمن أحد الفصائل التي تقاتل في الغوطة، نفى من تركيا شطر الغوطة نصفين، وقال "لا لم يحدث" ردا على سؤال حول الوضع على الأرض. بينما قال متحدث أخر باسم جيش الشام، إن المسلحين نجحوا في استعادة بعض النقاط في هجوم مضاد على القوات الحكومية. وتسعى القوات السورية المدعومة من روسيا وإيران إلى سحق الفصائل المسلحة في الغوطة لتأمين العاصمة دمشق، خاصة أن هذا الجيب يعد آخر المعاقل الكبرى لجماعات إسلامية منها جيش الإسلام وتنظيمات أخرى. لكن الإعلام الحربي، التابع لحزب الله اللبناني الداعم القوى للقوات الحكومية السورية، قال إن الجيش السوري يعمل على تطويق البلدات الأساسية في الغوطة الشرقية تمهيداً لدخولها. وأكد سيطرة الجيش السوري على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية لدمشق بعد استعادة بلدتي الأشعري وبيت سوا وغيرهما. وتقول منظمة أطباء بلا حدود، إن القتال قد خلف أكثر من 1000 قتيل، وحوالي 4800 جريح. بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن 915 شخصا قد قتلوا خلال 18 يوما، بينهم 91 شخصا يوم الأربعاء فقط.. ويتهم المسلحون الجيش السوري باستخدام تكتيك "الأرض المحروقة"، قائلين إنهم ينتهجون في المقابل أسلوب حرب العصابات وينشرون كمائن في المناطق التي فقدوها في محاولة لوقف تقدم القوات الحكومية. بينما يقول المدنيون الفارون إنهم تركوا منازلهم جراء القصف العنيف على مدنهم، واتجهوا صوب مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة والخاضعة لسيطرة المسلحين. وتحدث فارون لوكالة رويترز عن "القصف الجوي العنيف على بلدة بيت سوا، والتي تم تدميرها وإحراقها بالكامل". وتمثل الهزيمة في الغوطة أسوأ تراجع للتنظيمات المسلحة في سوريا منذ طردها من شرقي حلب نهاية عام 2016، بعد حملة مشابهة للجيش السوري مدعوما بالطيران الروسي. وفي شمال سوريا قصف المسلحون قريتين تابعين للنظام السوري تحاصرهما فصائل مسلحة، مما أدى لقتل طفلين، بحسب المرصد السوري. وقرر الصليب الأحمر الدولي والأممالمتحدة تأجيل إرسال قافلة مساعدات إلى الغوطة، يوم الخميس. وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لوكالة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونسيف) إن: "هناك حاجة ملحة لدخول قوافل المساعدات المحملة بالطعام والإمدادت الأخرى، وأفرغت القافلة السابقة نصف حمولتها فقط." وقالت الأممالمتحدة إن في مدن وقرى الغوطة حوالي 400 ألف شخصا عالقا، وقد عانوا قبل فترة من نقص حاد في الطعام والإمدادات الطبية، جراء حصار قوات النظام للمنطقة. وقالت سيدة وصلت إلى مدينة دوما: "نتضور جوعا وأطفالنا يموتون جوعا". وعرضت روسيا خروجا آمنا على مسلحي المعارضة على أن يصطحبوا عائلاتهم وأسلحتهم الخفيفة فقط.