تمثل السياحة بالسودان أحد أهم الموارد الاقتصادية بعد خروج النفط . وفي هذا الإطار دأبت وزارة السياحة بالتنسيق مع المنظمة العالمية للسياحة على تنظيم احتفال سنوي في يوم 27/9 وذلك بهدف تمكين السياح من ارتياد أماكن السياحة وتحديد المواقع الأثرية المهمة . وفي هذا الإطار أكملت وزارة السياحة الاستعداد لانطلاق الاحتفال السنوي والذي يجيء تحت عنوان (السياحة تربط بين الشعوب). ومن هذا المنطلق قمنا بإجراء لقاء مع وكيل وزارة السياحة الأستاذ علي محجوب عطا المنان فكانت هذه الحصيلة الوزير: بداية نرحب بوكالة السودان للأنباء لاهتمامها بعكس القضايا الحيوية التي تحدث بالساحة وسوف نقدم لكم كل الذي تريدون . س: بداية سعادة الوزير حدثنا عن اليوم العالمي للسياحة. ج: دأبت منظمة السياحة العالمية على أن تحتفل سنوياً في يوم 27/9 من كل عام باليوم العالمي للسياحة . ويأتي الاحتفال لهذا العام تحت شعار (السياحة تربط بين الشعوب) ونحن في أفريقيا كقارة متعددة الأعراق والثقافات يمثل هذا الشعار دافعا مهما لتفاعل كل المجتمعات وكذلك لابد من قبول الثقافات الأخرى . وكذلك نجد أن الشعار يساعد على الحراك السياسي بين الدول وداخل الأوطان ويساعد في التعرف عن تقاليد وثقافات الآخرين . كما أن الترابط بين الثقافات يساعد على تحقيق الوحدة الوطنية . س: ما هو دور المجتمع والسياحة في تحقيق التداخل بين الثقافات؟ ج: معلوم أن المجتمع الدولى الآن من خلال ثورة الاتصالات أصبح دولة أو قرية واحدة مما يمكن ويسهل التواصل بين الناس . وذلك بحكم الترابط والتعايش والتعارف عبر المجتمعات والثقافات كما أن الانتقال الذي يقوم به السياح يحقق الترابط بين العالم . س: كيف تقيمون حركة السياحة العالمية ؟ ج: أوضح الوكيل أن عام 2010م شهد حركة 890 مليون سائح حول العالم . ومن خلال توقعات منظمة السياحة فإن عدد السياح في عام 2020م سوف يبلغ مليار ونصف سائح وهذا يعني أن 25% من سكان العالم يكونون في حراك سياحي حول الكرة الأرضية وبالتالي يمكن من إيجاد أرضية طيبة لمزيد من التداخل ومعرفة ثقافات الآخرين . كما أن معنى الثقافة أصبح واسعا ويمثل الثقافة الفكرية ، حركة المجتمع والفنون الشعبية والتراث الأثري والمعماري. س: أين تقيمون احتفال هذا العام ؟ هذا العام يتم الاحتفال في ولاية نهر النيل في يوم 27/9 في منطقة البجراوية والتي تضم حضارة مروي . وتشمل مناطق الاحتفال (النقعة - المصورات - الصخرة - البجراوية والمدينة الملكية )، وسوف تشارك فيه حكومة الولاية بالإضافة إلى وفد اتحادي تمثل فيه وزارة السياحة . وقد جاء الاحتفال في نهر النيل تكريما لها لأنه تم تسجيل المناطق الأثرية بالولايةبالسجل العالمي للتراث والتي تمثل أحد أعرق الثقافات في التاريخ والذي ترعاه منظمة اليونسكو. وأضاف الوكيل أنه تم من قبل في عام 2003م تسجيل منطقة البركل بعد أن استمر البحث والتنقيب والدراسات لمدة عشر سنوات وتضم (البركل - صنم أبو دوم ، الأهرامات ، نوري ) ولكل هذه الأسباب رأينا أن يتم هذا الاحتفال في ولاية نهر النيل . و هذا الأمر سوف ينتقل كل عام إلى ولاية حتى يتعرف الجميع على ثقافات بعضهم البعض لان السودان بلد متنوع وواسع ومتعدد الثقافات. وسيكون هنالك احتفال إقليمي سيكون في كسلا بعد الاحتفال الرسمي. س: أين وصلت الترتيبات حتى الآن ؟ الترتيبات جارية وتم اليوم الاستماع إلى التفاصيل النهائية للاحتفال والتي ترأس لجنتها الأستاذ جراهام عبدالقادر . ومن حيث الترتيبات أفادت ولاية نهر النيل أنه تم تقديم الدعوة لوالي ولاية الخرطوم والمجلس التشريعي . وتمت دعوة المهتمين بوكالات السياحة والسفر والسفراء العرب والأوروبيين والأجهزة الإعلامية لحضور الاحتفال والذي يتخلله عرض في منطقتي النقعة والمصورات . س: هل هنالك أوراق علمية مصاحبة للاحتفال ؟ نعم هنالك أوراق علمية سوف تقدم ابتداءً من يوم 26/9 وذلك بجامعتي شندي والدامر للتعريف بمكونات الولاية السياحية وكيفية الترويج لها. س: كم تبلغ عائدات السياحة بالسودان؟ ج: في عام 2010م بلغ جملة دخل السياحة 616 مليون دولار وهي تشمل النزلاء بالفنادق والذين بلغ عددهم 400 ألف تقريباً خاصة في الفنادق ذات الخمسة نجوم .. ونجد أن هنالك فندقا واحدا نزل فيه 62 ألف شخص عام 2007م . ومكونات السياحة كثيرة منها الآثار والفنادق والشقق المفروشة والمطاعم وسيارات الليموزين فيمكن للسودان أن يطور السياحة كما فعلت دبي. س: كم يبلغ عدد السياح سنوياً بالسودان ؟ ج: أوضح الوكيل أن عام 2010م شهد دخول 550 ألف سائح . و عادة يبدأ موسم السياحةمابين منتصف أكتوبر وبداية سبتمبر ، كما أن التطورات التي تشهدها الدول العربية سوف تجعل السياح يبحثون عن مناطق أخرى آمنة ويتوقع أن يحضر جزء منهم للسودان ونتوقع أن يزيد العدد بنسبة 20% وبالتالي زيادة الدخل بنسبة 20% أيضاً . س: لماذا لم يتم استغلال منطقة المقرن سياحياً ؟ منطقة المقرن من أهم المناطق السياحية في العالم ويجب الترويج لها بصورة جيدة فالسودان وطن السياحة في كل المواسم والآن تم تجهيز منتجع أركويت ببورتسودان والذي يتميز بالأجواء الهادئة وكذلك محمية الدندر ومحمية جبل الحسانية وجبل الداير والذي تم اعتماده العام الماضي وكذلك يمكن الاستفادة من المناطق السياحية بدارفور و وكردفان . س: كيف تحمي الوزارة الآثار السياحية ؟ للوزارة قوة شرطة قوامها 2600 وتسمى قوات (السياحة وحماية التراث) . والصحراء السودانية كانت بها حضارات في السابق خاصة غرب النيل وبالتالي كلها آثار إلا أنه لم يتم التعرف عليها إلا بعد أن ظهر التنقيب اليدوي عن الذهب كما أن هناك تعاونا بين شرطة السياحة وشرطة التعدين لحفظ الآثار من السرقات . س: هل الوزارة معرضة خلال المرحلة القادمة لإعادة التشكيل ؟ ج: فيما يتعلق ببقاء الوزارة من خلال التشكيل القادم فمن الممكن أن يتم إضافتها إلى جهة أخرى أو إضافة جهة لها وهذا الأمر متروك لرئيس الجمهورية . س:هل أثر انفصال الجنوب على السياحة؟ ج: لم يؤثر على السياحة لان الجنوب لم يكن به بنيات تحتية تساعد في إنجاح السياحة . س: ما هي خطط التوسع في السياحة؟ ج: من الخطط الموضوعة للتوسع في قطاع السياحة هي مشاركة القطاع الخاص في الدخول إلى عالم السياحة خاصة وأن السودان يأتي إليه سياح من جميع أنحاء العالم مثل اسبانيا والهند والصين وكوريا والفلبين وكوريا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا . س: كيف تنظرون لمشاركتكم في مهرجان برلين ؟ مهرجان برلين هو مهرجان كبير للسياحة وسوف تشارك فيه عدد من الشركات المختصة بالترويج حيث تم عرض قطع أثرية في بداية هذا الشهر ببرلين وتم من قبل عرضها لمدة شهرين بمدينة ميونخكما ان مشاركة السودان جاءت على نفقة برلين وهذا يمثل قمة التعاون في مجال السياحة خاصة مع الدول الأوربية. س: كم عدد الشركات المستثمرة في السياحة؟ عدد الشركات التي تستثمر في السياحة 160 شركة سودانية وأجنبية ومن أكبرها شركة (بلو بيرد) (وريدان ) وهما شركتان سودانيتان كما أن هنالك شركات إيطالية وأسبانية وألمانية لها وجود كبير بالسودان في مجال السياحة. ب ع