يعد مشروع السياج الاخضر الافريقي العظيم من المشروعات الاقتصادية الضخمة التي تعول عليها شعوب القارة الافريقية باعتبار انه يعود بفوائد اقتصادية لا حصر لها علي الانسان الافريقي لأنه يسهم في الحد من ظاهرة الجفاق والزحف الصحراوي فضلا عن انه يشكل ردا افريقيا علي مشكلة التصحر والتي أرقت القارة لفترات طويلة ، لذلك كان لابد للقادة الافارقة من البحث عن حلول عاجلة لهذه المشكلات حيث تداعي الرؤساء الافارقة في الحادي عشر من مايو المنصرم الي العاصمة التشادية انجمينا لوضع نهاية لهذه المشكلات . ويعد السودان من أكبر الدول التي يمر بها هذا المشروع ، إذ يبلغ طوله في السودان حوالي 1500 كيلومتر وعرضه 25 كلم . وكالة السودان للأنباء أجرت حوارا مع د. حسن عبدالقادر هلال وزير البيئة والتنمية العمرانية ووضعت امامه الاسئلة والاستفهامات فالي مضابط الحوار :- س : من اين نبعت فكرة مشروع السياج الاخضر الافريقي العظيم ؟ ج: فكرة مشروع السياج الاخضر الافريقي العظيم نبعت عن طريق مبادرة اطلقها الرئيس النيجيري الاسبق اوليسيغون اوباسانجو في عام 2005 وهو عبارة عن حزام شجري او مصفوفة اشجار تسهم في الحد من ظاهرة الزحف الصحراوي خاصة وان الصحراء اضحت زاحفة علي القارة الافريقية ويتمثل الحزام في اقامة اشجار متاقلمة مع البيئة الافريقية لتساهم من الحد من جرف التربة وتقليل سرعة الرياح وامتصاص التربة لمياه الامطار ، والمعلوم ان حزام السافنا الفقيرة والغنية بدأ يضيق مما انعكس سلبا علي المستويات المعيشية للسكان الامر الذي أسهم في انتشار الفقر المدقع وتفشي الجريمة لذلك كان لابد من الانتباه لقضية الجفاف والتصحر وايجاد الحلول لها من قبل القادة الافارقة. س: لماذ تأخر تنفيذ هذا المشروع كل هذا الوقت خاصة وانه من المشروعات التنموية الكبري التي تعول عليها افريقيا ؟ ج: التاخير كان بسبب وجود صعوبات في الحصول علي التمويل من مؤسسات التمويل الدولية ولذلك تاخر الامر ولم يري النور الا في 2009 - 2010 م حيث صادق السودان علي هذا المشروع ووقع عليه وقام بتسديد اشتراكاته لاقامة هذا الحزام وذلك من منطلق ايمان السودان باهمية هذا المشروع حيث ستستفيد منه البلاد في دعم حزام الصمغ العربي والذي يعد السودان من اكبر الدول المنتجة لهذه السلعة . س: الي اي مدي يمكن للسودان ان يستفيد من هذا المشروع التنموي الضخم ؟ ج: السودان سيستفيد من هذا المشروع بصورة كبيرة لانه يمر بحزام الصمغ العربي والذي يقطنه اكثر من 10 مليون نسمة حيث يمتد من القضارف شرقا وحتي دارفور غربا حيث تعد مناطق شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الازرق من اغني المناطق في هذا المجال ، لذلك لابد لمشروع السياج الاخضر ان يرتبط بحزام الصمغ العربي وذلك في اطار التنمية الريفية المتكاملة بمعني ان يكون فيه مدن ومدارس ومستشفيات ومياه عذبة للشرب ومياه للري لان هذه المناطق مناطق جفاف وهي نهاية السافنا الغنية وبداية السافنا الفقيرة ثم الصحراء لذلك لابد ان يكون هذا الحزام الوسيلة لوقف الزحف الصحراوي ويحافظ علي التنوع الاحيائي في السودان . وكل هذه المشروعات الهدف منها مواجهة مشكلة التغير المناخي والذي يعد السبب الرئيسي في اتساع ثقب الاوزون جراء الانبعاثات الحرارية الحادة من الدول الصناعية الكبري ، لذلك لابد من الاسراع في عمل الاستزراع الشجري والغابي والدخول في مجال الاقتصاد الاخضر . والاقتصاد الاخضر هونشر الثقافة الخضراء والتوسع في كل مامن شأنه ان يعيد الكون الي توازنه وعدم تلوث البيئة ومياه الشرب والاهتمام بالصرف الصحي والتنمية النظيفة المتصالحة مع البيئة ونحن الان لدينا مشاكل في مجال البيئة تتمثل في مشكلة تعدين الذهب والزئبق حيث لابد ان يكون هذا العمل متصالح مع البيئة ونحن قررنا اعلان الخرطوم خالية من الزئبق بنهاية 2015 . كل هذه الامور يجب ان تسير جنبا الي جنب خلال العامين القادمين حتي يستمتع الانسان السوداني بحياة صحية نظيفة وهواء ومياه نظيفة خاصة وان الاممالمتحدة عندما اعلنت ان بعض الدول لديها الابعاد المتعددة للفقر والحرمان البيئي لم يكن اسم السودان من بين هذه الدول لان السودان بدأ بداية صحيحة في مجال البيئة وستقودنا هذه البداية الايجابية الي نتائج حميدة ونحن سنبتعد تماما بفضل السياسات التي وضعناها عن مواطن الخطر والحرمان البيئي . س: كم عدد الدول الافريقية المنضوية في مشروع السياج الاخضر الافريقي العظيم ؟ ج: عدد الدول احدي عشرة دولة افريقية وهي تشاد -والسودان- وبوركينافاسو- والنيجر- والسنغال ومالي -واثيوبيا -وموريتانيا- واريتريا -نيجيريا وجيبوتي - وكل هذه الدول ستستفيد من هذا الحزام والسودان يعد الاطول مقرا وممرا لهذا السياج بطول 1520 كلم وعرض 25 كلم وهذا يجعله يستوعب كل الاحزمة الخضراء ويشمل معظم الولايات المهددة بالتصحر والجفاف بالبلاد وخاصة تلك الواقعة في حزام الصمغ العربي . س: ماهو تقييمكم للحزام الغابي في السودان وهل تاثرت خلال الفترات الماضية بالزحف الصحراوي؟ ج: هناك غابات في السودان اندثرت ولم يهتم بها احد وانا الان وضعت سياسات جديدة تعزز دور الغابات حيث لاينبغي ان نقوم بحجز اراضي ونقول انها محجوزة للغابات هذا عبث ، لاننا نعتقد ان الحجز لابد ان يتبعه التعمير واي اراضي محجوزة دون تعمير هي بمثابة تدمير للبيئة ، لذلك لايمكن ان نقول ان لنا 30 مليون فدان محجوزة للغابات والسؤال كم عمرنا منها، هذه الاراضي اذا بقيت بور هكذا ستحدث خللا في البيئة لانها ستتصحر لذلك انا اقول اية اراضي تحجز للغابات لابد ان يتبعها تعمير . س: هل تقدم السودان بأي مشروعات في مجال البيئة لمؤسسات التمويل الدولية وما مدي استجابة هذه المنظمات لتنفيذ هذه المشروعات ؟ ج: نعم السودان تقدم بعدد 17 مشروع في مؤتمر ريو +20 في البرازيل بجانب 18 مشروع اخر قيد الدراسة سنقوم بتقديمها لبرنامج الاممالمتحدة للبيئة في نيروبي ليصبح عدد المشروعات 35 مشروع في مجال البيئة والموارد الطبيعية . س: مشاركة السودان في مؤتمر السياج الاخضر بوفد برئاسة رئيس الجمهورية يعكس الارادة السياسية للسودان في تنفيذ هذا المشروع هل لمستم ارادة حقيقية من الدول الافريقية المشاركة في المؤتمر في تنفيذ المشروع؟ ج: مشاركة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في القمة كان لها اثرا كبيرا في اعطاء المؤتمر زخما وبعداً كبيراً وقد لمسنا ذلك من خلال الاهتمام المتزايد بمشاركة وفد السودان حيث تم اجازة كل التوصيات والمقترحات التي قدمها السودان للمؤتمر ومن بينها المقترح الخاص بانشاء بنك الكربون الافريقي وهو بنك موحد لافريقيا يتعلق بتعزيز جهود امتصاص الكربون في القارة الافريقية للحد من التاثيرات السالبة للانبعاثات الحرارية علي الاوزون . والمفروض ان تقوم الدول الغنية بتعويض الدول الفقيرة والنامية والتعويض يتم وفقا للاتفاقيات الدولية حسب مقررات مؤتمر كيوتو ومؤتمر ديربان بجنوب الافريقية والغرض من تجارة الكربون هو استزراع الاراضي لامتصاص الكربون والغازات المنبعثة في الفضاء الواسع والتي تتسبب في ثقب الاوزون لذلك نحن سنعمل من خلال رئاستنا للمجلس العالمي للبيئة والمؤتمر الوزاري للبيئة في العالم لتجميع هذه الموارد لتكون رأس مال بنك الكربون الافريقي حتي تستفيد منها كل الدول الافريقية والان نصف الدول الافريقية المنضوية تحت لواء السياج الاخضر سددت اشتراكاتها ومن بينها السودان . س: كيف تري الموقف البيئي بالبلاد وماهي مهدداته بالتحديد ؟ ج: من مهددات البيئة في السودان المخلفات الطبية وهي جزء من العمليات الجراحية التي تجري للبشر سواء عمليات النساء والتوليد او العمليات الجراحية الاخري لذك لابد من ايجاد محارق لهذه المخلفات ويتم تحويلها الي رماد ودفنها لان وضعها في العراء يهدد البيئة ونحن طالبنا بعمل كثير من المحارق لان السودان فيه محرقة احدة في المستشفي الصيني ولكننا نحتاج لاكثر من 50 محرقة للمخلفات الطبية بولاية الخرطوم و50 محرقة اخري للولايات وذلك للمساهمة في تحسين البيئة والعيش في نظام بيئي نظيف ومعافي . س: هل هناك اي اتصالات مع مؤسسات التمويل الدولية لتمويل مشروع السياج الاخضر ؟ ج: نعم البنك الدولي خصص لنا 100 مليون دولار وهناك 7,5 مليون دولار تم تخصيصها للدراسات والخبراء والفنيين وستكون بداية العمل في هذا المشروع خلال عام 2013 فضلا عن بعض المساهمات من الجهات والمنظمات المهتمة بالبيئة. س: اين سيكون مقر وكالة السياج الاخضر وبنك الكربون الافريقي ؟ ج: الوكالة سيكون مقرها في انجمينا وبنك الكربون الافريقي سيكون مقره بالخرطوم وهذا مكسب سياسي ودبلوماسى كبير للسودان ونحن حريصون علي ايجاد مواقع متقدمة في هذه المنظمات للخبراء والكوادر السودانية وسنقوم بترشيح العديد منهم للعمل في هذه المواقع خاصة وان السودان يعاني من شح الكوادر في هذه المنظمات العالمية ومنظمة الاممالمتحدة للبيئة ستنشئ مكتب اقليمي كبير بالخرطوم . س: متي سيتم البدء في انزال توصيات قمة انجمينا وانفاذ مشروع السياج الاخضر الافريقي العظيم ؟ ج: سيتم البدء في هذا المشروع اعتبارا من عام 2013 م وهو عام الاساس لهذا المشروع والسودان جاهز لذلك وسينفذ كل مايليه ضمن مشروع السياج الاخضر من خلال مشروعات حصاد المياه والاستفادة من مشروعات صرف الصحي للاستزراع الغابي وتوطين القبائل الرحل في الحزام حتي نضع حدا للنزاع حول الماء والكلأ واتوقع ان تكون مناطق الحزام داخل السودان مناطق جذب اقتصادي اكثر من مناطق التعدين والنفط لان هذه موارد متجددة وليست موارد ناضبة واتوقع انتاجنا من الصمغ العربي والمنتجات الغابية يرتفع الي اعلي مستوي الامر الذي سينعكس ايجابا علي الوضع البيئي بالبلاد من خلال ازالة الملوثات العضوية الضارة بالانسان والاهتمام بالتنوع الاحيائي والتنوع الشجري وخطتنا في وزارة البيئة ان ترتفع الاراضي الخضراء في السودان من 11% الي 25% . ام/ام