تحتاج شريحة ذوى الاحتياجات الخاصة لأجواء خاصة بمواصفات نفسية واجتماعية عالية وان هناك اعتقادا راسخا لدى الكثيرين بان ذوى الاحتياجات الخاصة هم نوافذ رحمة لأسرهم ومجتمعاتهم مما يتطلب الاهتمام بهم ورعايتهم والوقوف على حاجاتهم التي تتطلب وعيا عاليا وفهما خاصا من أسرهم حتى تسهل عملية تأهيلهم ودمجهم في المجتمع . ونبعت فكرة إنشاء مركز الرحمن للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة من أحد أبناء محلية كرري الذي أحس بحاجة المنطقة لقيام مركز للاهتمام والرعاية بهذه الشريحة المهمة فتبرع بجزء كبير من مسكنه المكون من عمارة من ثلاثة طوابق وعمل على تهيئها واستجلاب أحدث الوسائل التعليمية وأرقي الأثاثات للمركز وهو رجل ذو خبرة طويلة امتدت لأكثر من 25 عاما بالمملكة العربية السعودية خاصة في الإدارة العامة للتعليم ويعتبر من المؤسسين للتعليم بالمملكة العربية السعودية خاصة في مجالات التربية الخاصة. ويتمتع المركز بسمعة طيبة و تحظى بإشادة الأسر الذين الحقوا أبنائهم بالمركز ومن الذين يزورون المركز خاصة الطلبة والطالبات من الجامعات المختلفة لتلقى الدورات التدريبية وإجراء بحوث التخرج. كما أن مواقع الانترنت المختلفة والتواصل الاجتماعي تناول تميز هذا المركز . لكل ذلك رأت وكالة السودان للإنباء أن تقوم بزيارة ميدانية لهذا المركز للوقوف على طبيعه المركز وما يقوم به منجهد تجاه الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والتقت بصاحب الفكرة ومؤسس المركز ومديره الأستاذ حسن احمد حسن وأجرت معه هذا الحوار :- س : أستاذ حسن أعطنا فكرة عن المركز ؟ ج : إن فكرة اقامة المركز اتت لدواع إنسانية ولاصلة لها بالأرباح وتم إفتتاحه لحاجة المنطقة لمثل هذه المراكز وأن الرسوم التي تفرضها الإدارة قد لاتتجاوز مصروفات ترحيل الأطفال من منازلهم وانه يستهلك كهرباء بما يتجاوز 30 جنيه يوميا فضلا عن المصروفات الأخرى مما يتطلب تضافر الجهود من الخيرين ومؤسسات الرعاية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم للوقوف بجانب المركز حتى يطلع بدوره تجاه المجتمع .كما ان المركز يعد من أفضل مراكز ذوى الاحتياجات الخاصة في السودان حسب رؤية الكثيرين. س : ماهى معايير القبول بالمركز ؟ ج : يتم القبول أولا بالمقابلة الشخصية للطفل مع ولى أمره عبر الأخصائية النفسية والاجتماعية ومن ثم يتم تحويل الحالة لمستشفى التجانى الماحي أو الطبيب النفسي المختص لإجراء القياس والدراسة اللازمة ومن ثم تأتى النتائج الطبية وتعرض على فريق العمل بالمركز ومن ثم يتم قبول الحالة ووضعها بالقسم المختص حسب طبيعة الحالة وبرنامجها المحدد حسب التشخيص والقياس . س : التدخل الطبي أو الدور الطبي في الحالات المقبولة حسب التدريب والتأهيل ؟ ج : أننا كمركز يتمثل دورنا في التأهيل والتدريب حسب مايرد من توجيه وملاحظات من قبل مذكرة التشخيص الواردة من الجهة الطبية المختصة وربما تكون هناك مذكرة أخرى توجيهية للأسر لمراجعة إحدى العيادات الطبية المتخصصة على حسب وضع الحالة وظرفها ومهما يكن من وضع طبي إلا أن أغلب الحالات تكون في أمس الحاجة لبرنامج التأهيل والتدريب علما بأن المركز به أخصائية نفسية واختصاصي تغذية علاجية وعلاج طبيعي . س : ماهى الحالات التي يقوم المركز بقبولها ؟ ج : المركز به عدة أقسام كل قسم به حالات معينة بأساتذة مختصين من هذه الأقسام قسم مشاكل النطق والتخاطب ، قسم الإعاقة السمعية ( بقايا الكلام ) قسم الداون سندروم (المنغوليين ) ، قسم صعوبات التعلم والتأخر الدراسي ، الشلل الدماغي ، الطلاب الذين يعانون من النشاط الزائد وعدم التركيز وتشتيت الانتباه و التوحد . س : هل هناك فترة زمنية محددة يقضيها الطالب بالمركز ؟ وفى أى عمر يتم القبول ؟ ج : التلاميذ يدرسون بنظام الخطة الفردية وكل تلميذ يقضى المدة بناءا على التشخيص ودراسة الحالة ومدى استجابته للبرنامج التأهيلى التدريبي وهناك حالات كثيرة جدا تأهلت في زمن قصير جدا . وتقبل الحالات من عمر 3 سنوات وحتى عمر 15 سنة . س : من المعروف أنه في أكثر الأحيان ترتبط حالات الإعاقة بالفقر . هل توجد مراعاة ووضعيات خاصة في القبول للأسر الفقيرة ؟ ج : إن إدارة المركز عملت على قبول أعداد كبيرة من الأطفال بالمجان وهناك وضعية خاصة لأبناء الشهداء والفقراء وأن المركز تم افتتاحه منذ ثلاث أعوام ووصل عدد الطلاب فيه لأكثر من 70 تلميذ وأن لكل تلميذ ملف سرى يتم فيه تدوين الملاحظات ومراحل التطور التي تطرأ على شخصية الطفل بدءا من مذكرة تشخيصه الواردة من الجهة الطبية او النفسية وبالمركز مجموعة من المتخصصين يحملون شهادات خبرة وتأهيل عال داخلي وخارجي بالإضافة لاستيعاب عدد كبير من المتطوعين في هذا المجال يقومون بزيارة ورعاية هؤلاء التلاميذ لرفع روحهم المعنوية . س: لفت انتباهي وجود جهاز يستخدمه بعض الأطفال بالمركز عرفنا عليه وماهى أهميته ؟ ج : هذا الجهاز يعرف بجهاز (البلاى اتينشن) هو تقنية حديثة متطورة تساعد بفاعلية في زيادة قدرة الانتباه لدى الأطفال وتحسين الذاكرة مما ينعكس إيجابا على الأداء الدراسي والنشاط اليومي وهو إحدى الوسائل التدريبية التي تساعد الأفراد الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه ( ADHA ) على تخطى الانتباه والصعوبات لديهم مما يرفع مستوى أدائهم التعليمي وضبط السلوك . س :هل هناك نتائج بعد استخدامه ؟ ج : نعم له نتائج منها زيادة القدرة على الاهتمام ، زيادة المهارات الاجتماعية في المنزل والمدرسة وتعزيز الثقة في النفس . س : هناك ملاحظة حول وجود بعض طلاب الدراسات العليا بالمركز ؟ ج: هناك عدد من طلاب الجامعات يدرسون علم النفس يجرون دراسات تطبيقية وبحوثا على الأطفال لان مركز الرحمن به بيئة تدريبية وتأهيلية مميزة ومتطورة لاحتوائه على أجهزة . كما أن المركز أقام عدة دورات تدريبية وتأهيلية وإرشادية لمعلمات رياض الأطفال ولأولياء أمور التلاميذ للتوعية الإرشادية حول الاكتشاف المبكر للإعاقة وكيفية تعامل الأسرة التي لديها طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة بالطريقة العلمية المطلوبة كما نظم المركز ورش عمل بالتضامن مع الإدارة العامة للشئون التعليمية بمحلية كرري وإدارة التعليم قبل الأساس ورياض الأطفال وتركزت الورش حول أهمية الاكتشاف المبكر للإعاقة لمسئولات مكتب التربية الخاصة ورياض الأطفال . س: هل توجد عوامل تعيق العمل بمراكز الاحتياجات الخاصة ؟ ج : هذه المراكز منصرفاتها اليومية مكلفة للغاية وليس هناك إعفاءات مثل مايتم في كل دول العالم ففي الخارج توجد رعاية ورواتب شهرية وميزانية مخصصة تصرف لهذه المراكز بالإضافة لتزويد المراكز بمجموعة من السيارات وحافلات الترحيل وتقوم المؤسسات والشركات التي تعمل في مجالات المواد الغذائية أو المشروبات بتزود مثل هذه المراكز بإعانات عينية من منتجاتها وهذه الأشياء مفقودة في السودان ولا يوجد اى نوع من الدعم أو الرعاية تجاه هذه المراكز بالرغم من كثرة المؤتمرات والتوصيات في هذا الشأن ولابد من تشجيع العمل وسط هذه الفئة . س: هل هناك اشراقات ونماذج لنجاحات عملكم بالمركز ؟ ج : نعم بحمد الله وتوفيقه لدينا أكثر من 40 تلميذ من أبناء المغتربين كانوا ملتحقين بهذا المركز وبفضل الله لما وجدوه من رعاية وتأهيل وتدريب واهتمام تحسنوا وتأهلوا تماما وغادروا مع أسرهم ولسان حال أسرهم يلهج بالشكر لإدارة المركز ولدينا أكثر من 20 تلميذ تم دمجهم بالمدارس العادية بعد أن تمت معالجة مشاكلهم في مجالات صعوبات التعلم والتأخرالدراسى وفى هذا العام باذن الله لدينا تسعة تلاميذ سوف يجلسون لامتحان شهادة الأساس بعد أن تم تأهيلهم تماما . س : رسائل مهمة توجهها لمن ؟ ج : الرسالة الأولى اوجهها لكافة الأجهزة الإعلامية المسموعة والمقروءة والقنوات الفضائية بأن تفتح أبوابها المغلقة للتوعية بالكشف المبكر عن الإعاقة للتعافى منها أو تجنبها وأن مراكز الاحتياجات الخاصة ليس هي مراكز للمعاقين كما يعتقد البعض بل هي أفضل مكان للتأهيل والتدريب وتسليط الضوء على هذه الحالات . الرسالة الثانية للجهات المختصة بالدولة والمؤسسات الكبرى وأهل البر والتقوى والإحسان أن يمدوا أيديهم لهولاء الضعفاء ليصبحوا اقويا وفاعلين في المجتمع حيث توجد أسر لديها أكثر من أربع حالات ولا يملكون قوت يومهم فالمركز يقبلهم بالمجان لكنهم فى حاجة إلى مستلزمات أخرى من ترحيل وواجبات إفطار ووسائل من أقلام وكراسات لايملكون مبالغ تأمينها وهم بحاجة لمن يرعاهم . والرسالة الثالثة موجهه لكل أسرة لديها طفل يعانى من أية صعوبات تعلم أو تأخر دراسي أو تأخر في النطق والكلام وحركة غير طبيعية من الأفضل الإسراع بمراجعة أقرب طبيب أو مركز ذوى احتياجات خاصة لأخذ النصح والإرشاد أما الرسالة الأخيرة فموجهة للسيد والى ولاية الخرطوم لمنح المركز قطعة أرض لإقامة مجمع كبير لذوى الاحتياجات الخاصة حتى يستوعب أكبر عدد من التلاميذ وأن ننتقل للخدمة الدائمة ( نظام الداخلات ) أسوة بالمراكز الخارجية .