سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حواره مع (سونا) بدوى الخير إدريس: - الانتخابات لا توقف مسيرة الحوار. - الأحزاب التاريخية شاخت وأصابتها الكهولة ولا توجد قواعد تقودها للمقاطعة. - الحوار الوطني سيفضى لصياغة رؤية مستقبلية لميثاق عمل وطني وعقد إجتماعي جديد.
- في إطار الحملة الإعلامية المصاحبة للانتخابات المقبلة تجرى وكالة السودان للأنباء حوارات واسعة مع المسئولين والقوى السياسية والقيادات المجتمعية وفى إطارها أجرت(سونا) حوارا مع الأستاذ بدوي الخير إدريس نائب رئيس مجلس الولايات حول العملية الانتخابية ، فالي مضابط الحوار: س: الأستاذ بدوى الخير ، قطعت العملية الانتخابية كاستحقاق دستوري جزءً مقدرا ، فيما تتنادى بعض الأحزاب بتأجيلها بحجة ان التوقيت غير مناسب كيف تقيمون ذلك؟ ج: أنا كنت عضوا في المجلس الوطني الانتقالي الذي تم تشكيله بالتعيين بموجب اتفاقية نيفاشا والذي أقر الدستور المؤقت في 2005م والذي تضمن في مجمله نصوص الاتفاقية ، وكان فيه تمثيل لكل ألوان الطيف السياسي في السودان ، كان فيه فاروق أبو عيسي وصالح محمود وعلي محمود حسنين وغيرهم، فالدستور بداخله نص واضح لقيام انتخابات دورية كل خمس سنوات ، وأعتقد أنه لا يوجد سبب لعدم قيام الانتخابات في هذا التوقيت ، وأنا أوافق ان هنالك مشاكل ونزاعات والتي لازمتنا منذ استقلال السودان ، ولم يحدث أن جرت الانتخابات خلال الماضي في كل الدوائر نتيجة للتمرد والحرب الموجودة في بعض المناطق المعروفة لدينا جميعا، وهذه الحجة التي يستند عليها بعض الناس وخاصة ناس المعارضة الذين يفتكرون ان الظروف الراهنة نتيجة لهذه الحرب لا تسمح لقيام الانتخابات ، لا مبرر لها . وبالتالي فان الحرب ليست سبب في تقديري وهم علي علم بهذا النص الدستوري الذي يحكم قيام الانتخابات كل 5 سنوات و هذه فرصة كافيه لترتيب أنفسهم وتجهيز أحزابهم والوفاء بالالتزام الذي كانوا طرفا في إقراره. س: عمل الحزب الحاكم على إتاحة فرصة كافيه للأحزاب لاستكمال بنائها التنظيمي والهيكلي عندما أرسي أسلوب المؤتمرات العامة في إدارة العمل السياسي داخل الحزب وتعزيز الديمقراطية والشورى إلا أن تلك الأحزاب لم تفلح في النزول للقواعد طوال الفترة السابقة ، كيف تقيم ذلك التوجه السياسي؟ ج: الآن الفرصة كافية لإقامة الندوات ولم يكن هناك سبب في منعهم من الاتصال بقواعدهم. س: تقييمكم لتجربة حزب المؤتمر الوطني في الحكم وممارسة العمل السياسي ،هل هي تجربة تستحق الدراسة والاستفادة؟ ج: تجربة الإنقاذ أولا والمؤتمر الوطني ثانيا هي تجربة استمرت ربع قرن من الزمان، في بداية انطلاقة الإنقاذ كان العمل بمراسيم دستورية وأقاموا دستور 1998م أفرغوا فيه تطلعات وأماني الشعب السوداني لقيام حكم يستند علي دستور ، والدستور أجيز في استفتاء شعبي سنة 1998م وفي نفس الوقت افتكر ان تجربة الحكم في مسيرة الإنقاذ تجربة تستحق الدراسة لاحتوائها تجارب عديدة في مجال الحكم اللامركزى بالذات، الناس بدأوا بتعيين قيادات الحكم اللامركزى ، الولاة والوزراء و المحافظين ، وبعد ذلك كان المرسوم الدستوري (13) الذي أتاح فرصة للمجالس التشريعية في الولايات باختيار والي من بين 3 مرشحين يرشحهم السيد رئيس الجمهورية ، ومن بعد ذلك كانت تجربة الاختيار المباشر للولاة بموجبه الدستور 2005م ، وأخيرا التعديلات الدستورية الآن التي أعادت للسيد رئيس الجمهورية تعيين الولاة وحكوماتهم وتفوض سلطات واسعة جدا لمجلس الولايات للإشراف المباشر علي مسيرة الحكم اللامركزي ، وذلك من خلال استدعاء الولاة وتقديم بيانات عن سير الأداء في ولاياتهم والإشراف المباشر لوضع قانون إطاري للحكم المحلي في السودان عموما ،، هذه جملة أشياء صاحبت مسيرة الحكم و السياسة في ظل مسيرة الإنقاذ الوطني كما ان تجربة المؤتمر الوطني تجربه تستحق الدراسة والتقييم والحصول بها علي شهادات أكاديمية عليا في الماجستير والدكتوراه في نظم الحكم. س: تمضى الحكومة بجدية في إجراء الانتخابات في موعدها ، هل يعني ذلك إلغاء الحوار؟ ج: هذا لا يعني إلغاء الحوار، الآن الحوار لم يكن متعلقا بالانتخابات ، فالحوار هو وقفة لحوار النفس أولا وكل إنسان لا بد ان يحاور نفسه وهل هو قائم بواجبه تجاه هذا الوطن وما هي رؤيته ، ورد الدَيَن لهذا الوطن الذي علمه ورعاه ووفر له الاستقرار والطمأنينة ، ومن بعد ذلك حوار منظمات المجتمع المدني والحوار السياسي مع الأحزاب والوصول إلي رؤية مستقبلية لميثاق عمل وطني وعِقد اجتماعي جديد يكون ملزما لكل الأطراف والجماعات والمنظمات ، ويشكل خطة مستقبلية لكل من يتولي شئون الحكم في السودان ، وما تحتويه من خطوط حمراء وطنية يجب أن يتفق حولها الجميع ولا يتجاوزونها وما دون ذلك متاح لهم. س: أعلنت بعض الأحزاب والقوي السياسية مقاطعتها للانتخابات فهل تعتقد أن هذه المقاطعة ستؤثر علي نسبة المشاركة فيها ؟ ج: مع تقديري واحترامي لتلك الأحزاب فهي لم يعد لها وجود لأن لكل أوان حال ولكل زمان رجال و المنظمات الإنسانية سواء أحزاب أو منظمات مجتمع مدني في نموها وتطورها مثل الإنسان يبدأ بالطفولة والمراهقة والشباب والشيخوخة والكهولة ،المصير المعروف. إن هذه الأحزاب لا ننكر دورها في مرحلة شبابها ونضجها والتي من خلالها استطاعت تحقيق استقلال السودان وان تضحي من أجل هذا الهدف ولكن كما قال تعالي :(تلك الأيام نداولها بين الناس). س: أذن لماذا تقاطع الأحزاب الانتخابات، هل لأنها غير قادرة علي المنافسة ؟ أم بسبب حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها؟ ج: الأحزاب شاخت وأصابتها الكهولة ولا توجد قواعد تقودها للمقاطعة وليس هنالك حاجة للانقسام وهذه تجربة شخصية وحقيقية حكاية التشرذم هذه مجرد فكرة في أذهاننا ولكن في الواقع لا يوجد شيء يتشرذم والآن هنالك واقع جديد يتشكل في السودان ويختلف في شكله وفي مضمونه وقواعده عن أي مكونات للمؤسسات السياسية التي كانت في الماضي .