- منذ تأسسيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي منذ 40 عامًا جاءت أهدافها حاملة رؤيةً أوليةً تتمثل في تعزيز الأمن الغذائي في العالم العربي من خلال توفير منتجات زراعية وغذائية مستدامة ومغذية وبأسعار معقولة. وما زالت تجتهد في الالتزام بتلك الرؤية وتسعى إلى تنفيذها. وحول تلك الرؤى التقت (سونا) رئيس الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي الاستاذ محمد بن عبيد المزروعي ليحدثنا عن الاستثمار في المجال الزراعي والتحضيرات للمؤتمر العربي الثالث للاستثمار الزراعي. فالي مضابط الحوار الذي اجرته وكالة السودان للأنباء مع رئيس الهيئة :- * ما مدى نجاح استراتيجية الهيئة في مجال الامن الغذائي العربي ؟ - ابتدر حديثه قائلا الاستراتيجية السابقة للهيئة ينقصها وضوح الرؤيا لذا اقترحت على مجلس الادارة اعادة النظر في الاستراتيجية وتطويرها وتحديد الاهداف بدقة والحمد لله تمت الموافقة من قبل مجلس الادارة . * ما هي استراتيجيتكم الجديدة ورؤيتكم لها ؟ - استراتيجيتنا الجديدة والرؤيا ان تكون الهيئة رائدة في الامن الغذائي العام والرسالة اننا نوفر الحاجات الأساسية من الغذاء للوطن العربي وهذه هي الرؤيا والرسالة والأهداف طبعا تتوقف بتطوير القطاع الزراعي وتحسين الإنتاجية واستصلاح الاراضي مع تحقيق عائد مجزي للمشاريع لضمان الاستمرارية وتدريب الكوادر البشرية في القطاع الزراعي حتى نرتفع بالإنتاجية والاهتمام كذلك بالجوانب التنموية، وايضا تتضمن الاهتمام بصغار المزارعين الذين يشكلون 80% من سكان الوطن العربي . وتتضمن الاستراتيجية اعادة النظر في توزيع استثمارات الهيئة جغرافيًا وهيكلة الشركات التي تساهم فيها الهيئة بما يعزز فعاليتها في تأمين الغذاء، وتعظيم فوائدها ومعالجة القروض القائمة التي قدمتها الهيئة لشركاتها واستثمار جزء من الأموال المتاحة في شركات قائمة ذات معدلات نموٍ عالية بالتركيز على أنشطة القيمة المضافة في السلع الغذائية الاستراتيجية واعطاء أولوية المساهمة في الشركات للمستثمرين من القطاع الخاص للاستفادة من الخبرة التي يتمتعون بها في المجال الزراعي. كما تهدف الاستراتيجية الي وضع سياسة استثمارية تحفز شركات القطاع الخاص وتمكنها من استغلال الموارد الطبيعية الضخمة في العالم العربي مع إيجاد وتطوير معايير الاستثمار في اختيار المشروعات التي تساهم فيها الهيئة وتكثيف البرامج الإنمائية والأبحاث التطبيقية الرامية إلى زيادة مستويات الإنتاج لدى صغار ومتوسطي المزارعين في العالم العربي. * ما هو حجم استثمارات الهيئة ؟ - بلغ اجمالي قيمة استثمارات الهيئة حتى نهاية عام 2015 حوالي 575 مليون دولار تمثل اكثر من 103 % من رأسمال الهيئة المدفوع. وتتوزع استثمارات الهيئة على 34 شركة تتوزع على 12 دولة عربية. وتقدر اجمالي اصول تلك الشركات بأكثر من 4.2 مليار دولار . وقد ساهمت تلك الشركات بنسب متفاوتة في تعزيز الامن الغذائي للسلع الاستراتيجية في عدد من الدول العربية ، كما وفرت تلك الشركات حوالي 100 الف وظيفة ، كما ارتفعت أرباح الهيئة في عام 2015 بنسبة 25% مقارنة بعام 2014 وذلك نتيجة لسياسات الهيئة بالتخارج من بعض الشركات للقطاع للخاص بالإضافة لتحسن اداء بعض المحافظ الاستثمارية. * في رأيك هل هناك مؤشرات تحفز المستثمرين للتوجه نحو الاستثمار الزراعي ؟ - اؤكد ان الطلب على الاستثمار الزراعي مستمر واعتقد ان قيمة الفجوة الموجودة في الوطن العربي تعطينا مؤشر ان هنالك فرص واعدة جدا علينا استغلالها وتوظيفها التوظيف الامثل حتى نحقق عائداً ينافس مثيله في القطاعات الاخرى . * ضمن توجه الهيئة افساح المجال للقطاع الخاص وخلق شراكات ، ما مدى هذه الشراكات ودورها في تأهيل وتحسين الوضع المالي؟ - الهيئة جادة في خلق شراكات مع القطاع الخاص حاليا وخلال الفترة الماضية كانت هناك اتصالات مع القطاع الخاص في السودان هناك تواصل مع شركة امطار لخلق شراكات مع الهيئة في مشروعات اللحوم او مشروعات زراعية، وكذلك مع مجموعة بافرط ومجموعة الراجحي في مشروع اللحوم وكذلك مع السيد نزار في مشروع الباقير والعمل جاري لخلق شراكات مع مجموعة صافولا في مجال الزيوت النباتية والمشروعات الزراعية وبدر اوفرسيز .. واستطرد قائلا في تونس هناك شراكات مع مجموعة بن قيراط في مشروع البطاطس ومع مجموعة أغذية في شركة منافذ الحبوب تحت الدراسة ، وفي موريتانيا لدينا شراكات مع القطاع الخاص في مشروع الاسماك. وكذلك تحت الدراسة هناك مشروع الالبان ومشروع الدواجن وفي مصر لدينا مشروعات تحت الدراسة مع مجموعة بن عقيل ومجموعة وادي دجلة . وفي العراق هناك دراسة لمشروع ألبان مع القطاع الخاص .وهذه كلها تحركات نحو القطاع الخاص للمساهمة مع الهيئة في مشروعات زراعية. ولدى الهيئة حاليا قائمة من الفرص الواعدة في مجال الاستثمار الزراعي سواء جديدة او تتوفر لدى شركاتها القائمة وتدعو الهيئة رجال الاعمال والمستثمرين للنظر في امكانية المساهمة في دراستها والمساهمة في تنفيذها. * ماهي معايير اختيار الشراكة مع القطاع الخاص ؟ - تركز الهيئة نحو التوجه الى القطاع الخاص المؤسسي الذي له خبرة في ادارة المشاريع من الناحية الفنية والمالية والتسويقية. * هناك مبادرات اطلقت من اجل الامن الغذائي العربي، ما هو دور الهيئة في تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية للأمن الغذائي العربي ؟ - في الحقيقة لما طرحت المبادرة كفكرة طلب منا في الهيئة ان نقول رأينا وحضرنا اللجان المشكلة للمبادرة وشاركنا في صياغتها كذلك طلبت منا الجامعة العربية المشاركه بالحضور وفعلا قمنا بالمشاركة وبالتالي توصلنا الى الصيغة النهائية لمبادرة فخامة الرئيس للأمن الغذائي العربي وكان لنا مساهماتنا بفضل الخبرات التي اكتسبتها الهيئة طوال 38 عاما .. وانا اعتقد يكفي أن الفكرة طرحها فخامة الرئيس وعلى الجهات سواء الهيئة أو غيرها تنفيذ مبادرة فخامة الرئيس وهي دافع وداعم للهيئة لأنها تنسجم وتتطابق مع اهداف الهيئة لتحقيق الامن الغذائي العربي في جميع الدول العربية. * لديكم مشروعات قبل المبادرة فهل هنالك عقبات تحول دون تنفيذ هذه المبادرة بالنسبة فيما يتعلق بالاعتراضات والمشاكل .. وهل تم تجاوزها عند التنفيذ على ارض الواقع؟ - بالنسبة للمبادرة طلبنا الدراسة التي قامت بها الحكومة لكي نتعرف على تفاصيلها لان المبادرة لما طرحت كانت عبارة عن فكرة وعن هدف وقامت الحكومة بأجراء دراسة حصرت وحددت المشاريع والاراضي والمواقع وحتى التقديرات الأولية لتكاليف هذه المشاريع ، وتم طلب نسخة لهذه الدراسة وتحصلنا عليها .. والحقيقة نحن عاكفين على ما ورد فيها من مشاريع ومقترحات لننتقي منها ما يتوافق مع اهداف الهيئة وبما نعتقد انه ينصب في سد او تقليل الفجوة الغذائية وسوف نحصر هذه المشاريع في قائمة المشاريع الموجودة ونقوم بدراسة تفصيليه لها ونعرضها على مستثمرين ورجال اعمال وجهات اخرى راغبة في الاستثمار في السودان . نحن الآن نقوم بحصر تلك المشاريع ونختار منها بحيث يكون هنالك توازن بين القطاعات فلا يمكن التركيز على الزيوت والسكر او الحبوب او الدواجن او العلف ، وسوف يكون هنالك توازن بأذن الله نختار مشاريع نعتقد ان لها الاولوية . وبخصوص العقبات .. قطاع الاستثمار محفوف بالمخاطر بخلاف القطاعات الاخرى اذا تمت مقارنته بالقطاع العقاري الذي لا يتعرض لأي مخاطر متعلقة بالزراعة مثل الآفات وتقلبات المناخ والجفاف مما يوثر على مستوى الانتاج وعلى السوق وقياس الاسعار . * ماهي المشاكل والعقبات التي تواجه الاستثمار الزراعي في الدول العربية ؟ - أهم المشاكل التي تواجه الاستثمار الزراعي في الوطن العربي يمكن تلخيصها في الآتي ضعف البنيات التحتية في المناطق الزراعية بالدول التي لديها موارد زراعية كبيرة، مشاكل حيازة وملكية الأراضي في الدول العربية، ضعف الاستقرار الاقتصادي في بعض الدول العربية، غياب آليات تنفيذ الامتيازات والاعفاءات التي تمنح للمستثمرين في القطاع الزراعي، قلة خبرة القطاع الخاص في الاستثمار فى القطاع الزراعي وتضارب الاختصاصات والصلاحيات بين الجهات الحكومية مما يؤدى لعرقلة إجراءات الاستثمار الزراعي، قهذه هي الاخطار المحفوف بها القطاع الزراعي وبالتالي الاستثمار فيه أخطار لعدم وجود الحوافز الملائمة والكافية للاستثمار في هذا القطاع، بحانب عدم استغلال الميزات التنافسية والنسبية في القطاع الزراعي مثال عدم استخدام التقنيات الحديثة وقلة الأبحاث والابتكارات الزراعية، تعارض السياسات الزراعية والجمركية والمالية بما يضر بالاستثمار الزراعي وضعف وسوء إدارة المشاريع الزراعية في الوطن العربي. - هل يعني ذلك بانه قطاع غير واعد وطارد للمستثمرين ؟ يرد قائلا : القطاع الزراعي يمكن تحقيق عائد جيد منه في حالة اتباع الحزم التقنية واعداد الدراسات البحثية والحقلية والتدريب وتوظيف ذوي الخبرات الميدانية ، وهو قطاع يتزايد الطلب الاستثماري له وان هناك عدد كبير من المستثمرين ابدوا رغبتهم في الدخول مع الهيئة كشركاء في استثماراتها. * في رأيكم كيف يمكن خلق التكامل بين رؤوس الاموال في بعض الدول العربية والأخرى التى تمتلك موارد,؟ وكيف يمكن استقطاب المستثمرين وجذبهم للاستثمار ؟ - من الممكن ازالة تخوف القطاع الخاص من خلال الدراسات المحكمة والممتازة جدا التي لاتدع مجال لكي يتردد في الدخول في الاستثمار الزراعي .. وهنا اؤكد اهمية إعطاء القطاع الخاص المعلومة والمؤشرات المالية التي تقنعه بالمساهمة في المشروع واعتقد لو استطعنا ان نقوم بالدراسة المحكمة وتوفير تسهيلات وبنية تحتية فاذا توفرت هذه الشروط الثلاث لا توجد اي مشاكل في اقناع القطاع الخاص ،فالقطاع الخاص يتردد لأنه لا توجد تسهيلات ، ولا تشجيع ولا دعم وليس هنالك بنية تحتية تقوم بإنجاح المشروع .. دائما هنالك عقبات قد يستغرق اقناع المستثمر والتفاوض معه وقت طويل ونحن حاليا نناقش مع عدد من المستثمرين مثل شركة با فرض ,امطار, القبيسي ... عندنا حقيقة قائمة طويلة بالقطاع الخاص من مستثمرين عندهم الرغبة ولكن التفاوض معهم يأخذ وقت . * ما عو تقييمكم لأداء شركات الهيئة في السودان ؟ - في السودان هنالك 11 شركة للتصنيع، عدد منها نموه جيد، وشركات بها صعوبات قليلة ، ومنها شركات في الحقيقة متعثرة .. ونحن نتابع جميع هذه الشركات حتى الجيد منها لنجعله في وضع افضل، ونحاول نحسن من اداء الشركات التي تواجه صعوبة ونحاول اعادة هيكلتها منها الدجاج العربي والزيوت والبذور، وهنالك شركات متوقفة متعثرة وهذه نعيد هيكلتها . ننتظر فقط من شريكنا والحكومة لإنهاء مشاكل الاراضي والمساهمة والديون والتخلص من هذه الامور التي تشكل عائق لنا حتى نعيد انطلاقتها من جديد ، ولنا تجربة في شركة ام دوم كانت هنالك مشاكل بخصوص الاراضي و كان هنالك اتفاق مع الحكومة والحمد لله تم حل المشاكل والعقبات ، الآن ان شاء الله ستنطلق الشركة من جديد ولكن بمستوى ضيق بحيث يتم توسعته في المستقبل تدريجيا . السودان يمتلك قيمه تنافسية عالية ومورد غير نابض من الممكن استغلالها في حالة توفر البنيات التحتية والتشريعات الكافية والتسهيلات والتقنيات والامكانيات الحديثة وتبسيط الاجراءات ومنح الامتيازات . * حدثنا عن المؤتمر العربي الثالث للاستثمار الزراعي الذي تنظمه الهيئة ؟ الهيئة بدأت تنظم المؤتمر على مستوى الوطن العربي وهذا هو المؤتمر الثالث والتنظيم يكون كل فترة زمنية فهو ليس سنوي اي كل سنتين او ثلاث سنوات ، واول محور في المؤتمر هو مبادرة فخامة الرئيس. والمحور الثاني السياسات المالية و الزراعية للقطاع الزراعي. اما المحور الثالث التصنيع الزراعي لأن الصناعة تعتمد على الصناعات الغذائية منها الالبان والسكر وحتى الدواجن تعتبر تصنيع، اما الانتاج النباتي الحبوب بمختلف انواعها , الذرة, السمسم, الفول السوداني , القمح, القطن الكثير من الحبوب. والمحور الرابع الابتكار والبحوث حيث ان الابتكار مهم جدا في مجال الزراعة لتطوير اصناف, استخدام ماكينة ,استخدام تقنية لعمل تحليل, متابعة اداء حيث ان التقنية بها فائدة كبيرة مثلا الزراعة بالحرث ,الري بالتنقيط ,وجود المحمية والآن هنالك تقنيات اضافية في تطوير اصناف جديدة في مجال البذور. كما يهدف المؤتمرالى استغلال الفرص والاستفادة من الفرص الزراعية المتاحة في الوطن العربي خاصة البلدان التي لديها موارد كبيرة مثل السودان, مصر, المغرب, موريتانيا, العراق, سوريا والتي لديها مزايا نسبية، و كما يمكن الاستفادة من البلدان االتى لديها مزايا اخرى تفيدنا في القطاع الزراعي . نريد ان نستغل هذه الموارد ونؤسس لجهود الدول العربية مع بعض لكي نطور ونعمل تنمية زراعية مستدامه من خلال زيادة الاستثمار في القطاع الزراعي .. كما ان المؤتمر يوجه للالتفاف لهذا القطاع حيث سنجد رؤوس اموال من الدول العربية، وايضا من الخارج والآن يوجد اقبال من الصينتركياجنوب افريقيا وامريكا اللاتينية. وعبر المؤتمر نريد ان نعطي مزيدا من التسهيلات والحوافز وهذه تمنحها الحكومة حيث يكون هنالك سرعة في الاجراءات وعدم تعقيد للامور وكذلك نريد تشييد الطرق والكهرباء وذلك لتوسيع التبادل التجاري مع الدول العربية لكي نعزز من الاستثمار ويرتفع الناتج المحلي الاجمالي ويرتفع الدخل ويقلل الفجوة وبالتالي يحقق الامن الغذائي . وقد وجهنا الدعوة لجهات عالمية واقليمية وعربية وشخصيات مثل وزراء الزراعة ووزراء الاستثمار وغرف التجارة والصناعة , وصناديق ومؤسسات مالية واتحادات .. وهنالك عدد كبير من الجهات تحصلنا حتى الآن على موافقة ثلاثين جهة .. واضاف ان القائمة طويلة من الصعب حصرها .. فهنالك وزراء ومستثمرون ورجال اعمال اجانب وعرب . في الختام شكرا جزيلا .. لكم الشكر ط . ف
