السودان من أوائل الدول الافريقية الكبرى مساحة تتنوع تكويناته الجيلوجية وتتداخل وتمتد جغرافيا الي دول الجوار وهذه البنية الجيولوجية والتركيبة المتنوعة تضم إمكانات معدنية ضخمة منها المكتشف المستغل ومنها ما هو مكتشف قيد الاستغلال وما هو متوقع مما جعل السودان جاذبا للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم على الرغم من الأوضاع العالمية الراهنة وقد تأثر السودان بنطاقات إقليمية ذات أهمية ترسبت من خلالها العديد من المعادن. الحكومة السودانية بعد إنفصال الجنوب وفقدان السودان لجزء من عائدات البترول ومع استمرار الاستهداف باشكاله المتنوعة كل ذلك شكل عبئا على موازنة الدولة مما يحتم ضرورة ايجاد بدائل سريعة لمقابلة الاحتياجات في فترة زمنية قصيرة مهمة في مسيرة الدولة ولذلك سارعت الدولة بإنشاء وزارة للمعادن بالمرسوم الجمهوري رقم (22) لسنة 2010 للاشراف على عمليات المسح والاستشكاف الجيولوجي والتنقيب عن الثروة الطبيعية والمعادن في جميع أنحاء البلاد والمياه الإقليمية لها. وجاءت الاستراتيجية القومية ربع القرنية 2007 - 2021 تحتوى أهداف محور التعدين في تحديث خريطة السودان الجيولوجية وزيادة إنتاج المعادن والتنقيب عن معادن أخرى لاستغلالها في الصناعات المحلية والتصدير عبر استخدامات التقانة وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية وتطوير البنية التحتية وخفض مستويات التلوث البيئي لتحقيق إنتاج عالي الجودة وإنتاجية متصاعدة من خلال الاستغلال الأمثل للمعادن وتوظيفها لصالح المجتمع والدولة وفق منهج علمى وتخطيط محكم وتشريع مستقر . وتعتبر المعادن النفيسة والأحجار الكريمة أو شبه الكريمة الأكثر إنتشارا حيث اكتشف ما يربو على 150 موقعاً لمخرونا الذهب في المنطقة ما بين جبال البحر الأحمر ونهر النيل حظي عدد قليل منها لدراسات تفصيلية من أهمها مناجم منطقة جبيت في منطقة الأرياب والنجيم وأبو صاري به حوالي 200 طن ، كما تمت إكتشافات أخرى في ولاية نهر النيل والشمالية والنيل الأزرق وشمال وجنوب كردفان وجنوب دارفور ويتوقع أن تنتج الشركات التي تعمل في تنقيب الذهب هذا العام 4 طن فيما يتوقع أن يصل إنتاج التعدين التقليدي للذهب حوالي 70 طن في هذا العام ، هذا اوضحه الأستاذ كمال عبداللطيف وزير المعادن في مداخلته في ندوة آفاق الاستثمار في السودان التي عقدت على هامش اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية بالخرطوم . مشيرا الى أن وزارته تعمل في أربع مسارات رئيسية ، المسار الأول ، مسار الشركات الكبيرة المتخصصة في التنقيب وتمنح إمتياز للتنقيب عن المعادن بموجب اتفاقية امتياز التنقيب وتعفي من الضرائب والجمارك وفقا لقانون الاستثمار لمدة زمنية محددة وحاليا لدينا سبع شركات بدأت إنتاجها الفعلى في التنقيب عن الذهب والحديد والنحاس والفضة. وأضاف بأن المسار الثاني العمل في مجال خدمات التعدين كالحفر والمعامل واعداد الخطط والدراسات والميزانيات داعيا المستثمرين للدخول في مجال تقنيات التعدين كاشفا عن المسار الثالث والذي يختص ببناء مصفاة للذهب بتمويل من المالية والبنك المركزي يتم افتتاحها في يونيو القادم لتحقق نقلة نوعية في صناعة الذهب بدلا عن تصديره خام كما أن هنالك جهودا جارية للقيام بتوطين لبعض الصناعات لمعادن الحديد والنحاس والكروم . وفي إطار تنويع أنواع المعادن وعدم الاعتماد على معدن واحد ، مشيدا في ذا السياق بالتجارب الناجحة في مجال التعدين أحدهما التجربة المشتركة مع المملكة العربية السعودية والسودان في مجال التنقيب في ثروات أعماق البحر الأحمر يتوقع إنتاجيه في عام 2014 أما التجربة الثانية فهي تجربة شركة أرياب الشركة السودانية الفرنسية التي تعمل في إنتاج الذهب . وقال وزير المعادن إن إنتاج الذهب بالتعدين التقليدي في العام الماضي بلغ 20- 25 طن قام بنك السودان بشراء 24 طن منها وكانت له آثار إيجابية في خلق فرص العمل للشباب وتحسين الظروف الاقتصادية لهم إضافة لتحقيق موارد للضرائب وقد شكلت الوزارة لجنة للتعدين التقليدي تعمل بالتنسيق مع الجهات الأخرى كوزارة الصحة والبيئة لتفادي السلبيات ومضاعفة الإيجابيات. كما تقوم الوزارة بالتنسيق مع ولاة الولايات في وضع خطة متكاملة لتنظيم قطاع التعدين التقليدي تشتمل على توفير خدمات آمنة بمناطق التعدين من صحة وتعليم واتصالات ومأوى ومياه وكهرباء وأمن بجانب تدريب المعدنين على الطرق العلمية السليمة لمزاولة التعدين عبر آلية استخدام الزئبق في عمليات فصل الذهب من خاماته. أما عن المعادن الأخرى اوضح الاستاذ كمال عبداللطيف أن هنالك إنتاج لبعض المعادن كالفضة عبر شركة أرياب والأحجار الكريمة التو توجد شواهد لها بولاية جنوب دارفور على الحدود المشتركة مع إفريقيا الوسطى وصحراء بيوضة أما المعادن الصناعية كالحديد تتواجد في عدة مناطق كثيرة بجبال البحر الأحمر وفي جنوب كردفان وغرب دارفور والبجراوية أما خام الكروم فيوجد في جبال الأنقسنا وجبال النوبة وجبال البحر الأحمر وكذلك المنجنيز . أما النحاس فيوجد حوالي 150 مليون طن بمنطقة الأرياب وحفرة النحاس وهناك شواهد في كردفان ودارفور والشمالية بوجود احتياطات تضع السودان مستقبلا في مصاف الدول المنتجة للنحاس بالاضافة لوجود معادن أخرى كالزنك والرصاص والحجر الجيري. ام/ام