حددت وزارة الصحة الاتحادية الجمعة القادمة انطلاقة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي بفندق كورنثيا (برج الفاتح) واكدت وزارة الصحة علي ضرورة محاربة الالتهاب الرئوي . ويأتي هذا الاحتفال بالتنسيق مع جمعية اختصاصي طب الاطفال وشركة جلاسكو سميث كلاين وتستمر هذه الفعاليات حتي الثاني عشر من نوفمبر الجاري وتختتم بالساحة الخضراء ببرامج توعوية تتمثل في التعريف بالمرض وطرق الوقاية وبرامج تفاعلية ترفيهية وقالت الوزارة ان قيام هذا المحفل سنويا يمنح السودان فرصة لاذكاء الوعي بالالتهاب الرئوي الذي اعتبرته كمشكلة صحية وعمومية تحتاج الي المساعدة والحيلولة دون وقوع ما يمكن تجنبه من ملايين الوفيات التي تسجل بين الاطفال كل عام بسبب هذا المرض . مطالبة جهات الاختصاص بضرورة تعميق روح المشاركة من اجل محاربة هذا المرض . وتحتفل جميع دول العالم باليوم العالمي للالتهاب الرئوي في الثاني عشر من نوفمبر من كل عام من أجل استرعاء قدر كبير من الاهتمام لمشكلة الالتهاب الرئوي بين المانحين وواضعى السياسات ومهنيي الرعاية الصحة وعامة الناس. يذكر ان مرض الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين. ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم فهو يودي، كل عام، بحياة نحو 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة، ممّا يمثّل 18% من الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة في كل ربوع العالم. ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنّه ينتشر أساساً في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويمكن الوقاية منه بتدخلات بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة لا تتطلّب تكنولوجيا عالية بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية. ويحدث الالتهاب الرئوي جرّاء عدد من العوامل المعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم والفطريات. وفيما يلي أهمّ تلك العوامل: " العقدية الرئوية- اهم أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال؛ " المستدمية النزلية من النمط "ب"- ثاني اهم أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال؛ " الفيروس التنفسي المخلوي هو أشيع الأسباب الفيروسية للالتهاب الرئوي؛ " المتكيّسة الرئوية الجؤجؤية- أحد الفطريات وأهمّ مسبّبات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الستة أشهر المصابين بالأيدز والعدوى بفيروسه، ذلك أنّه يتسبّب في ما لا يقلّ عن رُبع مجموع الوفيات بين الأطفال من حملة فيروس الأيدز. ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة وهي الفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس. وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل. ولا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي. غير أنّ أعراض الشكل الفيروسي قد تكون أكثر من أعراض الشكل الجرثومي. وفيما يلي بعض من أعراض الالتهاب الرئوي: " سرعة التنفس أو صعوبته " السعال " الحمى " نوبات الارتعاد " فقدان الشهيّة " أزيز التنفس (أكثر شيوعاً في أنواع العدوى الفيروسية). وقد يعاني الأطفال، عندما يصل الالتهاب الرئوي إلى مرحلة الوخامة، من تراجع جدار الصدر، أي انسحاب الصدر إلى الداخل عند استنشاق الهواء (بينما يُلاحظ توسّعه لدى الطفل الصحيح). وقد يعجز الأطفال شديدو المرض عن الأكل أو الشرب وقد يفقدون وعيهم ويُصابون بانخفاض في درجة حرارة أجسامهم وباختلاجات. عوامل الاختطار في حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدي للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، فإنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضّع الذين لا يُغذون بلبن الأم فقط. وتزيد الأمراض الكامنة أيضاً، مثل حالات العدوى بفيروس الأيدز المصحوبة بالأعراض وحالات الحصبة، من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. كما تزيد العوامل البيئية التالية من احتمال تعرّض الطفل للالتهاب الرئوي: " العيش في بيوت مكتظة " تلوّث الهواء داخل المباني جرّاء استخدام وقود الكتلة الأحيائية (مثل الخشب والروث) لأغراض الطهي والتدفئة " الدخان المنبعث من سجائر الآباء. ويمكن علاج الالتهاب الرئوي بالمضادات الحيوية. ويتم، عادة، وصف تلك الأدوية في أحد المراكز الصحية أو أحد المستشفيات، ولكن يمكن تدبير الغالبية العظمى لحالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الأطفال، بفعالية، في البيت. ويوصى بإدخال الرضّع المصابين الذين لا يتجاوزن شهرين من العمر، وكذلك المصابين بحالات وخيمة للغاية، إلى المستشفى. الوقاية :- وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للاستراتيجية الرامية إلى الحد من معدلات وفيات الأطفال ويُعد التمنيع ضد المستدمية النزلية من النمط "ب" والمكوّرات الرئوية والحصبة والسعال الديكي (الشاهوق) أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الالتهاب الرئوي. والمعروف أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، بدءاً بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وهذه الطريقة تضمن فعالية أيضاً في توقي الالتهاب الرئوي وتقليص فترة المرض. كما يسهم التصدي للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل المباني (بالعمل، مثلاً، على توفير مواقد نقية زهيدة التكلفة لاستعمالها داخل المباني) والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية في البيوت المكتظة في تخفيض عدد الأطفال الذين يُصابون بالالتهاب الرئوي. ويتم، يومياً، إعطاء الكوتريموكسازول، وهو مضاد حيوي، لحملة فيروس الأيدز من الأطفال للحد من مخاطر إصابتهم بالالتهاب الرئوي. لقد بيّنت البحوث أنّه يمكن، بتوقي الالتهاب الرئوي وعلاج المصابين به على النحو المناسب، تلافي وقوع مليون من وفيات الأطفال كل عام. ويمكن، بالعلاج المناسب وحده، تجنّب حدوث 600000 حالة وفاة. وتشير التقديرات إلى أنّ علاج جميع الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي يكلّف، في البلدان ال 42 الأكثر فقراً في العالم، حوالي 600 مليون دولار أمريكي، وأنّ علاج حالات هذا المرض في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى-حيث تُسجّل 85% من وفيات هذا المرض- تكلّف ثلث ذلك المبلغ، أي حوالي 200 مليون دولار أمريكي. ويشمل ذلك المبلغ تكاليف المضادات الحيوية وتكاليف تدريب العاملين الصحيين، ممّا يسهم في تعزيز النُظم الصحية إجمالاً. وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، في عام 2009، خطة العمل العالمية للوقاية ومكافحة الالتهاب الرئوي. والغرض من تلك الخطة هو تسريع مكافحة الالتهاب الرئوي بتوليفة من التدخلات الرامية إلى حماية الأطفال ووقايتهم من الالتهاب الرئوي وعلاج المصابين منهم بهذا المرض، ومن تلك التدخلات " حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي باتخاذ إجراءات تشمل تعزيز الاقتصار على الرضاعة الطبيعية، وغسل الأيدي، والحدّ من تلوّث الهواء داخل المباني؛ " الوقاية من الالتهاب الرئوي بالتطعيم؛ " علاج المصابين بالالتهاب الرئوي بالتركيز على ضمان حصول جميع الأطفال المرضى على الرعاية المناسبة إمّا من قبل عامل صحي مجتمعي، أو في مرفق صحي إذا كان الحالة المرضية وخيمة وضمان حصولهم على ما يحتاجونه من مضادات حيوية وأكسجين للتعافي من المرض. ام/ام