إنعقد بالخرطوم في الفترة من 23-27 من شهر ديسمبر الماضي المؤتمر العربي الحادي عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية بتنظيم مشترك بين الهيئة العربية وهيئة الطاقة الذرية ووزارة العلوم والاتصالات السودانية وهيئة الطاقة الذرية السودانية برعاية كريمة من السيد رئيس الجمهورية عمرحسن أحمد البشير ، حيث افتتح الجلسة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكلمة رحب فيها بالحضور وأكد علي ضرورة وقف إنتاج أسلحة الدمار الشامل ، وأكد علي أن المؤتمر يجمع لفيف من العلماء ويحقق ذلك تواصل وتبادل الخبرات والمعلومات ، ودعا سيادته إلي ضرورة الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في الزراعة والتربة والأغذية والطب والكهرباء لتطوير وتقدم الدول العربية مؤكدا اهتمام السودان بتلك العلوم، موضحا" أنه أبقي علي وزارة البحث العلمي إعترافا منه بدور البحث العلمي وتطويره للدول في كافة المجالات ، وأشاد ببرنامج المؤتمر والمواضيع التي سيتداولها المشاركون . و تناول المؤتمر ست محاضرات مدعومة ومائة وسبعة بحوث موزعة علي عشر جلسات متضمنة سبع محاور رئيسية وأخري فرعية ومشاركة أساتذة وباحثين من تسع دول عربية وهى مصر والعراق وليبيا ، تونس ، السودان ، الكويت ، الأردن ، اليمن ، السعودية بحضور كثيف مشارك ، وقدم الدكتور سمير عبد العزيز المدير السابق لمركز الشرق الأوسط الإقليمي للنظائر المشعة في الدول العربية و تطرق في محاضرته إلي الجوانب الحديثة لاستخدام النظائر المشعة في التحليل البيولوجي وتعقيم الحشرات والصيدلانيات وعلوم المياه وحفظ الغذاء. وقدم الدكتور عماد محمد الأمين من هيئة الطاقة الذرية السودانية محاضرة عن العلوم النووية الأساسية كما تطرق فيها عن التجربة السودانية في هذا المجال وخطط وبرامج أكاديمية السودان للعلوم وقدم بحث عن إعادة اختيار التصحيح الدقيق لمركز الكتلة علي عوامل التشكل الطويلة لبعض نوي الغلاف (أ1) وبحث عن مطابقة الممانعة الكهروكيميائية المتوقعة من النتروة بلازما التفريغ المؤجج للتيانيوم النقي تجاريا لتطبيقات زرع الأسنان . وأوصت الجلسة الأولي علي أهمية إدخال العلوم النووية في المناهج والمقررات الدراسية علي البرامج النووية العربية وإصلاح الهيئة العربية الذرية عن طريق المشروع الإستراتيجي (إدخال العلوم النووية في المؤسسات التعليمية)وذلك بالتنسيق مع الدول العربية بالتعاون في هذا المجال وتبادل الطلاب والخبراء في وضع وتدريس هذه البرامج ، وكان المحور الثاني عن مفاعلات النووي والبحوث النووية والمسرعات ، قدم الدكتور محسن محمد علي رئيس هيئة المواد النووية في مصر محاضرة بعنوان نحو تعاون وتكامل عربي في المجال النووي السلمي حيث أكد علي أهم النقاط التي تحقق التكامل العربي وعرض نبذة عن الهيئة وأشار إلي وجود طائرة الاستكشاف عن بعد للمواد المشعة لدي هيئة المواد النووية. وقدم بحوث عن تنقية منتج ثنائي يورانات الصوديوم من تمعدنات جيل جتار(5611) باستخدام يوثيل الفوسفات وبحث استخلاص اليورانيوم من محلول حمض الكبرتيك باستخدام راتنج التبادل الايوني ، وأوصت الجلسة بضرورة تبادل الخبرات العربية في مجال تحاليل واستغلال اليورانيوم من خامات الفوسفات وأهمية دعم الأعمال البحثية في مجال الرمال السوداء التي تحتوي علي عناصر اليورانيوم الهامة وضرورة الصناعات والتأكيد علي تنفيذ دورة تدريبية حول عمليات استكشاف اليورانيوم عن بعد وطرق تنميته . وكان محور التحاليل وتحسين المواد عن تناول بحث ذات تطبيق مباشر في مقاومة التآكل والاحتكاك والخصائص الكهربية لمؤتلفات الاييوكس - سلوك ملحوصات الصلب ، تحليل مكونات الأسمنت البورتلاندي الرئيسية والمضئيلة باستخدام الأشعة السينية المبلورة . وأوصي المشاركون في الجلسة بأهمية تشجيع وفتح المجال للباحثين العرب للمشاركة في المؤتمرات الدولية التي تعني بمجال التطبيقات في المفاعلات والبحوث والتقنيات المساعدة وتطبيقاتها الطبية والزراعية والهندسية والتعليمية . وكان اليوم الثالث حول الدراسات البيئية قدم في الجلسة 11 بحثا وأوصت الجلسة بتشجيع استخدام التقنيات الحيوية في معالجات النفايات المشعة ومواءمة الأسس القانونية لحظر تداول المصادر المشعة عبر الحدود بصورة غير مشروعة. وبحثت المحور السادس الأمان والأمن النوويين وقدم البروفيسور محمود بركات المدير الأسبق للهيئة العربية للطاقة الذرية حول المخاطر الدولية لتداول والاتجار غير المشروع في المواد النووية والإشعاعية ، تناول تحديات منع الانتشار وضرورة تحسين الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي وحماية الحدود لمجابهة التهريب والتهديد الداخلي ، وقال أن مجابهة هذه المخاطر ستنمي تضافر الجهود الدولية والعربية لمراقبة الحدود حفاظا علي الأمن القومي العربي ، وأضاف أن الجوانب التشريعية والأمنية والإجراءات الكفيلة يمنع الاتجار غير المشروع للمواد النووية. وأوصي المشاركون بضرورة تفعيل الإجراءات و الحراسة علي المنشات والمواد النووية وكذلك إقامة أجهزة الكشف في المنافذ الحدودية والاهتمام برجال الأمن وتدريبهم والتدريب المستمر في ميدان الأمن النووي وضرورة الاستفادة من التجربة العراقية في تفكيك وتصفية المنشآت النووية وتوثيق هذه التجربة في المكتبة العربية بمجال الطاقة الذرية . وتناول المحور السابع في اليوم الرابع تطبيقات النظائر المشعة وقدم الدكتور عدلي محمد عبد الله من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محاضرة حول الاستخدام السلمي للطاقة الذرية في مجال الغذاء والزراعة وتناول جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وشاركت البروفيسور بدرية بابكر السيد مسئولة مشروع مكافحة الملاريا بالسودان بمحاضرة بعنوان دراسة تقنية الذكور العقيمة في مكافحة البعوض الناقل للملاريا وقدم أيضا محور لتحسين الإنتاج النباتي وآخر لمكافحة الآفات ، وأوصي المشاركون بضرورة استخدام الطرق الحيوية (الإعداد الطبيعية ) إلي تقني الحشرة العقيمة يعطي نتائج أفضل في مكافحة الحشرات وتناول المشاركون أيضا خصوبة التربة وإدارة الموارد المائية ومحور الطب النووي . وأوصت الجلسة بضرورة الاهتمام بمعايير الجودة في إنتاج الأدوية المشعة لضمان الكفاءة والأمان والتأثير والعمل علي تنفيذ بحوث لتقليل تكلفة إنتاج هذه الأدوية للتخفيف والتسهيل علي المرض في الدول العربية. وأوصت الجلسة بضرورة الاهتمام بمعايير الجودة في إنتاج الأدوية للتخفيف والتسهيل علي المرض في الدول العربية . وأوصت الجلسة بضرورة العمل علي التوعية بأضرار العوامل البيئية الخطرة التي تساعد علي حدوث السرطان ووضع خطة لتقليل الإصابة بالسرطان وتنفيذ خطط وقائية وعمل أبحاث سريريه لتأكيد من كفاءة المركبات الصيدلانية المشعة، وقدم المشاركون حوالي 6 بحوث حول معالجة الأغذية بالإشعاع وأوصي المشاركون بالتأكيد علي استخدام المعالجة الإشعاعية للحفاظ علي المواد الغذائية وإطالة عمر التخزين والتأكيد علي استخدام الأشعة السينية والمشروعات الإلكترونية في عمليات تشبع الأغذية. وكانت هناك أنشطة علي هامش المؤتمر حيث تم عرض ملصقات علمية للباحثين وطلاب الدراسات العليا من السودان ، وأختتم المؤتمر بحضور الدكتور عيسي بشري وزير العلوم والاتصالات وكرم بعض المشاركون علي تقديمهم بحوث جيدة وناجحة في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.