أن انعقاد المجلس بالخرطوم جاء انفاذا لمبادرة رئيس الجمهورية التي اطلقها في قمة الرياض في يناير من العام الماضي وتبنتها الجامعة العربية حيث كلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي لتنفيذ المبادرة والعمل على دراسة خطة السودان للامن الغذائي، مشيرا الى اكمال السودان للتحضيرات اللازمة من حيث وضع الخارطة الاستثمارية التي غطت 8 ولايات حتى الآن والعمل على توفير المعلومات من خلال الاتصال بالولايات لمعرفة الحاجة للبنيات التحتية . السودان ليس بمعزل عن بقية دول العالم من حيث وجود مشاكل تواجه الاستثمار وإنما يشمل عددا كبيرا من الدول الأوروبية والأفريقية الا ان السودان دفع بحلول مؤقتة وحلول أخرى مرهونة بالوضع الاقتصادي مثل استقرار سعر الصرف بزيادة الإنتاج والإنتاجية وجلب قروض من الخارج بحسب رؤى وزير الاستثمار الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل . وعاب إسماعيل على وزارة المالية عدم توفير التمويل الكافي لوضع خريطة استثمارية تساعد المستثمر في التعرف على مواقع الاستثمارات لافتا إلى أن المالية تقدم دعما (بالقطاعي) غير كاف مما يدفع وزارة الاستثمار للعمل في كل ولاية على حده وعند الانتهاء من كل الولايات تفقد الخريطة صلاحيتها في الولاية الأولى . بينما دافع محمد يوسف وزير الدولة بالمالية عن موقف وزارته من ضبط سعر الصرف قائلا"ان الحكومة لم تكن لديها مشكلة في سعر الصرف حتى وقت قريب منوها إلى أن السياسات الاقتصادية للعام 2014م تسير في اتجاه استقرار سعر الصرف وإعطاء المستثمرين حق تحويل أرباحهم بالنقد الأجنبي. وعاد إسماعيل في اللقاء التفاكري مع الإعلاميين بشأن اجتماع المجلس الاقتصادي الاجتماعي لجامعة الدول العربية المقرر انعقاده في التاسع عشر من يناير الجاري واعلن عن وجود جهود للسيطرة على أسعار النقد قائلا إن الحكومة تعمل عليها حاليا . وعد مراقبون وخبراء اقتصاديون اجتماع الخرطوم بالأهم من نوعه منذ الاستقلال وذلك من واقع حضور كل وزراء المالية والزراعة والثروة الحيوانية العرب بجانب المؤسسات المالية ورؤساء الغرف والمستثمرين والصناديق ومؤسسات التمويل العربية ومنظمات العمل العربي المشترك، بجانب مشاركة عدد من مؤسسات التمويل الدولية وبحضور نوعي وكمي رسمي . وقررت الحكومة طرح رؤية السودان بشأن تحقيق الأمن الغذائي العربي في المجال الزراعي بشقية النباتي والحيواني، خلال اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية والتى تأتي في إطار مبادرة الرئيس عمر البشير، لتحقيق الأمن الغذائي العربي من السودان . وقدر مسؤلون وفقا للدراسات الفجوة الغذائية في العالم العربي بنحو40 مليار دولار في العام، مؤكدين ان الفرصة متاحة للسودان لسد جزء مقدر من حاجة العالم العربي من الغذاء . اما الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي التى تعد احد اهم مقومات نجاح المبادرة فقد ابدت استعدادها ودعمها للمبادرة لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة، كاشفة عن خطة جديدة لتطوير قطاع الزراعة في السودان بإدخال التقنية الحديثة بهدف تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي بتحريك الموارد وزيادة فرص الشراكة مع القطاع الخاص، بجانب السعي لطرح مشروعات جديدة بجانب مساندة المشاريع القائمة. كما أن تعزيز الشراكات الاقتصادية بالبلدان العربية يتطلب من القطاع الخاص خطوات سريعة لخلق شراكات إستراتيجية، وإيجاد مشاريع مشتركة والترويج للفرص الاستثمارية والمزايا التفضيلية التي يتمتع بها السودان من خلال المشاركة في تنظيم الملتقيات . ومعروف ان الامه العربية تواجه تحديات فى تحقيق مشاريع الربط الكهربائي العربي والأمن الغذائي والاتحاد الجمركي العربي ومشاريع الطاقة وغيرها من المشاريع الرامية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة . ع و