يتجه العالم وبقوه نحو السياحة التي تحافظ على البيئة وتسمو بالإنسان وترتقي به إلى المعرفة والمثالية في حسن التعامل ، ونمى هذا الاتجاه موخرا وتبارت الدول للتوقيع على اتفاقية المدونة العالمية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التي ترعى آداب وأخلاقيات السياحة ، وعلت أصوات تنادى بالسياحة الإسلامية الحلال وتروج لها وفي سبمتبر استضافت اسبانيا اول موتمر عالمى للسياحة الإسلامية. عثمان الإمام مدير السياحة بوزارة السياحة والحياة البرية يقول نعمل على تأصيل السياحة في السودان وندعو لها ، وأبان بأنها صناعة مجتمعية فمن الواجب على كل سوداني المحافظة عليها وتنميتها وتشجيعها وتنظيمها وتهذيبها واستبعد وجود تصنيف عقدي للسياحة وإنما سياحة محايدة و بينية تسرع التواصل بين الشعوب . وقال / لسونا /أن الحكومة وفرت البنيات التحتية من طرق واتصالات ووسائل نقل وموانيء بهدف تسهيل حركة السياح وان الوزارة تنظم حملة كل عام تقف من خلالها على الخدمات المقدمة للسياح ومدى ملائمتها للبيئة النظيفة . وأوضح أن السودان تم تصنيفه من بين سبع دول تتمتع بمقومات وموارد طبيعية ، وأن الحكومة تسعى للمحافظة علي هذه الموارد المتجددة عن طريق رصد الميزانيات وإنشاء الصناديق وتوقيع اتفاقيات مع منظمات ودول ، مضيفاً أن السودان زاخر بالمعالم السياحية كالمحميات والآثار لعدد من الممالك والحقب التأريخية والمواقع السياحية المتعددة التي تشكل مناطق جذب للسياح. ويقول إمام إن السودان في حاجة إلى خدمات الإيواء التي تفتقدها بعض الولايات وهي خدمات إتجه إليها العالم مؤخراً ومعمول بها في السودان وهو نظام الشقق الفندقية التي توفر للزائر السائح الراحة مع أسرته إلى جانب تخصيص أماكن للأسر كالفنادق والمطاعم وصالات للمناشط والألعاب الرياضية مشيراً إلى أن موسم السياحه في السودان يبدأ من شهر نوفمبر من كل عام حيث يتميز بإعتدال المناخ . وفي ذات السياق يقول مدير سابق في ادارة التعاون الدولى بوزارة السياحة إلى ان الدعوة للسياحة الحلال كثرت في ( كتالوجات ) بيع البرامج السياحية لمنظمي السياحة والسفر ويُروج لها بهذه الصفة، و تتنافس في عرضه والترويج له حتى الدول غير الإسلامية مثل استراليا واليابان، بإعتبارها سياحة مربحة وزبائنها من شرائح الأسر الإسلامية ذات الإنفاق العالي ، وتعلن الدول التي تروج للسياحة الحلال أو الإسلامية تقديم كافة الخدمات والمنتجات الحلال وذلك لوجود شريحة كبيرة تتطلب هذا النوع من السياحة وهم من المسلمين . وتنافست دول كثير على السياحه الحلال ، نشرت نيوزيلندا واليابان أدلة سياحية تبين فيها المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، وفي عام 2012 حصل مستشفى في تشيناي في الهند على شهادة تقديم الطعام الحلال، من أجل الاستفادة من سوق السياحة الطبية بين المسلمين. كما أن فندق على الشاطئ الذهبي في أستراليا لديه صالة طعام خاصة بشهر رمضان للمسلمين الذين يقومون بالسياحة أثناء الشهر الفضيل، حيث ينضم إلى عدد من الفنادق في كل من دبي وتركيا تعرض مرافق وخدمات إسلامية، وغرف للصلاة، والطعام الحلال. وفي عام 2011 وصل إنفاق السياح المسلمين على مستوى العالم 126 مليار دولار، وفقًا لتقرير دينار ستاندارد. وسينمو الإنفاق بحوالي 4.8 بالمائة سنويًا في المتوسط من 2012 وحتى 2020، أي أكثر من 3.8 بالمائة من إجمالي إنفاق جميع السياح، وسيشكلون 13.4 بالمائة من الإجمالي ويقول بعض المراقون أن إمكانية اجتذاب المزيد من السياح لهذا النوع من السياحة هو وراء مسعى الدول لوضع قواعد للاستفادة من سوق السياحة الإسلامية العالمية التي تقدر قيمتها بحدود 126 مليار دولار سنويا ، واهتمت الحكومة الماليزية فأنشأت مركز السياحة الإسلامي بهدف مساعدة وزارة السياحة، ويعمل المركزعلى وضع القواعد الإرشادية الجديدة مع شركات تشغيل الفنادق والإشراف على السياح ووكالات السفر والسياحة ، وتشجيع الفنادق على عدم تقديم المشروبات الكحولية، وإعداد الطعام بما يتناسب مع الأحكام الشرعية (كطريقة الذبح الإسلامي وعدم تقديم لحم الخنزير)، فوفقاً للتجربة الماليزية فإن هناك شروطاً يلزم توفرها في المنشآت السياحية لكي ينطبق عليها معيار الحلال، ففي مجال خدمات الإيواء مثلاً، يستلزم حصول المنشأة على اعتماد من هيئة الإفتاء مع إجراء بعض الترتيبات لتهيئة المنشاة بوضع إشارات واضحة في الغرف تبين وجهة القبلة، توفير سجادة للصلاة ومصحف في كل غرفة ، تعليق جدول أوقات الصلاة على حائط الغرف ، تخصيص مسجد في المنشأة أو جوارها، وأن يسمع صوت الأذان في كل إنحاء المنشأة ، توفير رشاشات مياه للوضوء بجانب المراحيض في الحمامات، توقف الأنشطة التجارية خلال صلاه الجمعة، تقديم أطعمه حلال من حيث الذبح، وعدم احتواء الأطعمة على مواد مشتقه من مواد محرمه، يجب أن يكون مقدمو الخدمة متدربين على فن تقديم الخدمة والضيافة الإسلامية، توفير الخدمات والأجواء الرمضانية في شهر رمضان. وحسب معلومات من المهتمين بالشان السياحي أن اليمن مهيأة لكل أنواع السياحة لتوافر العديد من مقومات الجذب السياحي سواء كانت طبيعية أو ثقافية أو تاريخية أو حضارية إضافة إلى تمتعها بالعديد من المزايا والمكانة الهامة فيما ذكره التاريخ عنها،فاليمن تعتبر أرض العرب الأولى،.وفي مجال تأهلها كوجهة سياحة إسلامية ذكرت اليمن في القرآن الكريم ، وحملت سورتان من سور القرآن الكريم أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف) ،ووصف الله اليمن بأنها (جنة، وبلدة طيبة)،وذكر القرآن العديد من القصص نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها، ومن تلك القصص : قصة أصحاب الجنة، قصة أصحاب الأخدود، إرم ذات العماد، قصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، قصة السيل العرم، قصة ذو القرنين، قصة الفيل وأبرهة ومحاولة هدم الكعبة... وغيرها،كما يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء. فالسياحة الحلال كما يقول المختصون بالسياحة تتطلب تطوير شعار السياحة بما يعزز هذا التوجه مع إفراد مساحة مناسبة في الحملات الترويجية تكرس للإعلان والتأكيد للسياحة الحلال ولابد من إدخال آلية السياحة الحلال في الحملات الترويجية السياحية ضمن خطط وبرامج الترويج والتسويق السياحي للوجهة ، مع الأخذ في الاعتبار فكرة إبراز ما يتمتع به المنتج السياحي الحلال من مقومات روحانية كمرتكزات هامة لتحقيق أهداف استراتيجية مستدامة تحافظ على بقاء الأصول والمقومات لفائدة الأجيال الحالية واستمرارها لاستفادة الأجيال القادمة وتبنى فكره التنمية المستدامة للسياحة الحلال كآلية لإيجاد فرص وتوظيف مشاريع وإقامة فعاليات سياحية يعود جزء من أرباحها لصالح مشاريع الفقراء وفقاً لفلسفة وتوجهات التنمية السياحية المستدامة والتخفيف من الفقر ، تبني فكرة الترويج الثقافي للمدن الإسلامية من خلال اقتراح أحد المدن ذات التراث الإسلامي لتوأمتها مع أحد المدن ذات الثقافة الإسلامية. يذكر انه سبق ان قامت منظمة السياحة العالمية باعتماد المدونة العالمية لآداب السياحة في عام 1999، وأطلقت في سنة 2011 حملة لإبراز التزام القطاع الخاص بمبادئها ، حيث أعلنت أن أكثر من 187 جهة أكدت مشاركتها في المدونة حتى نوفمبر من العام الماضي 2013 .الا إن التزام الجهات السياحية بمثل هذه الاتفاقيات يكون التزاما أخلاقيا وليس قانونيا. وبلغ حجم الإيرادات التي حصدتها الفنادق والمنتجعات التي تقدم السياحة الحلال خلال عام 2013 حوالي 140 مليار دولار، ويتوقع أن تزداد هذه القيمة بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10% بنهاية عام 2014م ، واكدت تقارير صادرة عن المنظمة أن السياحة الحلال أصبحت واحدة من أسرع القطاعات نموا في الصناعة، وشكلت ما يقرب من 13% من نفقات السفر العالمية، ومن المتوقع أن ينمو حجم إيراداتها إلى نحو 192 مليار دولار بحلول عام 2020. ويقصد بالسياحة في الإسلام بأنها التنقل من مكان إلى مكان بهدف التدبر والتأمل في خلق الله التعارف بين الناس الترويح عن النفس أو لطلب علم محمود ، أو الدعوة إلى الله، أو الجهاد في سبيل الله ، أو الترويح عن النفس ، أو أداء الفرائض والواجبات الدينية، قد وردت كلمة سياحة في القرآن في أكثر من آية ، إلا أن السياحة بمفهومها اللغوي حث عليها الله سبحانه وتعالى في آيات أخر لم يذكر فيها لفظ سياحة فقد قال عز وجل ( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) سورة: الأنعام ، الآية 11. وهنا يدعو الله عز وجل عباده للسياحة في الأرض للتأمل واالتدبر في أسرار الكون ومكنوناته وهذا من الأمور المستحبة لما تحققه هذه السياحة من إكتشافات علمية تؤدي الى ترقية الامم وإزدهارها . و إن صح التعبير فقد قال تعالى: "قل انظروا ما?ا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون" إذ السياحة قصد البحث والتنقيب عن أسرار الكون وهناك أنواع أخرى من السياحة كالسياحة الجغرافية والفلكيةأوالعلمية التي بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فضلها بقوله "من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة". والسياحة الثقافية لمشاهدة المعالم والمآثر التاريخية والحضارية، والسياحة الإيمانية الفكرية كزيارة الأماكن المقدسة، والسياحة العلاجية قصد الاستشفاء وللسياحة والاسفار خمس فوائد وقد بين الإمام الشافعي رضي الله عنه هي( تفريج هم، واكتساب معيشة، وعلم، وآداب وصحبة ماجد".