- هناك أمراض عديدة تؤدي بحياة الانسان فى مراحل عمره المختلفة ، اما الاطفال ، خاصة الذين سنهم دون الخامسة فمواجهون بامراض محددة تهدد حياتهم لاسباب متعددة منها ضعف بنيتهم وتغذيتهم وضعف مقاومتهم للأمراض . ويعتبر مرض الحصبة من الاسباب الرئيسية لمعظم وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمعدل 18 حالة وقاه في الساعة على مستوى العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. و يمكن الوقاية منها باللقاحات المتوفرة في جميع أنحاء العالم. وقد تم خفض معدل الوفيات بشكل كبير من خلال حملة التطعيم التي يقودها الشركاء في مبادرة الحصبة في جميع انحاء العالم مثل الصليب الأحمر الأمريكي ومراكز الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومؤسسة الأممالمتحدة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية. وعلى الصعيد العالمي انخفضت الحصبة كسبب لوفاة الاطفال بنسبة 60% من 873000 حالة وفاة عام 1999 إلى 345000 حالة في عام 2005. والحصبة (أو بوحمرون) هو مرض فيروس انتقالي حاد معدي يصيب الأطفال، ويسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة أحياناً. ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفه خاصة، بيد أنه قد يصيب الكبار أيضاً. وفي عام 1963م ومن خلال طفرة كبرى توصل فريق من علماء الفيروسات وعلى رأسهم الباحث الأمريكي/ جون فرانكلين اندروز إلى إنتاج لقاح مضاد للحصبة، ومع بداية التسعينيات أدى هذا اللقاح إلى نُدرة مرض الحصبة في بعض الدول ومن أعراض المرض ارتفاع في درجة الحرارة مصحوبا برشح وسعال ورمد، يتبعه طفح على جميع أجزاء الجسم. وأول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري الطبيب والفيلسوف أبو بكر الرازي وذلك في بغداد سنة 900 ميلادية وتتراوح مدة حضانتة بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما.و يبدأ ظهور الطفح في اليوم الرابع بارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة و مصدر عدوى الحصبة ومخزنها هو الإنسان، وتنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدى الحياة. و ينتقل مرض الحصبة عبر الجهاز التنفسي حيث أن 90% من الأشخاص الذين لا يتمتعون بالمناعة ضد هذا المرض سيصابون به إن كان هناك مصاب داخل المنزل. وتظهر أعراض المرض بعد مضي عشرة أيام من دخول الفيروس إلى الجسم المصاب، حيث يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وسُعالاً ورشحاً وتصبح العيون حمراء وتمتلئ بالدموع وتزداد حساسيتها للضوء، ومن الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى 41 مْ وظهور بثور قرمزية اللون ذات رؤوس بيضاء رماديه داخل فم المريض، وخاصة على الجوانب الداخلية للشدغين. و. يعاني بعض الاطفال من مضاعفات الحصبة مثل الاصابة بالتهاب الاذن الوسطى أو التهاب القصبة الهوائية أو التهاب الرئتين. كما أن نسبة صغيرة جداً من الاطفال يصابون بالتهاب الدماغ (encephalitis) الذي يمكن ان يؤدي إلى حدوث مشكلات ذات عواقب وخيمة على الطفل المصاب. ولا يوجد هناك علاج معين شاف للحصبة ولا تنفع المضادات الحيوية في ذلك فهي مرض فيروسي، ويحتاج الطفل للمضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية مثل التهاب الأذن أو التهاب الرئتين. و يعتبر اللقاح ضد الحصبة من اللقاحات الأساسية في جميع دول العالم ويعطى للطفل في نهاية السنة الأولى من العمر. ولا يعطى اللقاح للمرأة الحامل، ولا للمصاب بمرض سرطان الدم او من يعالج بالكورتيزون أو بالأشعة وإعطاء اللقاح قبل التعرض للعدوى أو في اليوم ذاته يمنع حدوث المرض . ولقد شهد السودان انتشارا لمرض الحصبة في الاونة الاخيرة قررت بموجبه وزارة الصحة بدعم من اليونيسف ومن مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية والشركاء الوطنيين، إطلاق حملة واسعة لتحصين 7.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و15 سنة ضد هذا المرض الذي يهدد الأرواح. فمنذ ظهور المرض في نهاية 2014، تم تأكيد وجود 1730 حالة حصبة، و3175 حالة مشتبه فيها، بينما توفيت 22 حالة جراء هذا المرض. ولا يزال غرب دارفور المنطقة الأكثر تأثرا، حيث تأكد هناك ظهور 441 حالة حصبة، و5 وفيات. أما كسلا فتأكد فيها وجود 365 حالة و5 وفيات، بينما وجدت 263 حالة في ولاية البحر الأحمر و4 وفيات حسب اليونسبف. و ذكر جييرت كابيلاير، ممثل اليونيسف في السودان ان "الحصبة مرض يهدد الأرواح، ولكن يمكن تجنبه بسهولة من خلال أخذ اللقاح في الوقت المناسب و يجب الوصول لكل بنت وكل ولد، بغض النظر عن مكان إقامتهم. وتستهدفت الحملة التي انطلقت في 28 منطقة محلية متأثرة، و6 ولاية من الولايات التي تعتبر أكثر تعرضا للخطر. وبعدها ستمتد الحملة لتغطي مناطق أخرى مهددة بانتشار الحصبة و ستغطي الحملة في النهاية 96 منطقة محلية في 16 ولاية متأثرة بالوباء أو مهددة به. ويعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة لهذا المرض - خاصة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية و يعاني 36 % من الأطفال في السودان من التقزم، بينما تعد معدلات سوء التغذية في البلاد من ضمن أعلى المعدلات في إفريقيا كما أن 69% من مجموع حالات الحصبة في السودان هم دون سن 15، و52% منهم دون سن الخامسة. ويمكن أن يكون للحصبة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مضاعفات خطيرة منها فقدان البصر، والالتهاب الرئوي والإسهال الحاد. وأكدت د. ندى عثمان جعفر مدير برنامج التحصين بوزارة الصحة اكتمال تغطية حوالي 92 محلية بدارفور من مرض الحصبة . ومن المتوقع أن تصل كلفة هذه الحملة لحوالي 13.9 مليون دولار أمريكي لشراء 9.6 مليون جرعة من اللقاح، وتأمين المستلزمات اللوجستية وإدارة الحالات وتفعيل الشبكات الاجتماعية في المجتمعات المحلية لضمان تعاون المحليين مع الحملة. وتناشد اليونيسف جميع الجهات المانحة أن تعمل على توفير الأموال اللازمة لمحاربة هذا الوباء، الذي بدأ يؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال في مختلف مناطق السودان.