- تجربة مشروع دعم صغار المنتجين بالقطاع المطري التقليدي في الزراعة المحسنة يمثل منهجاً واعداً للارتقاء بالنظم الزراعية في البلاد ومحاربة الفقر بالريف والتكيف مع مهددات تغير المناخ ، كذلك تبين التجربة أهمية الاستثمار في بناء القدرات الإنتاجية وتضافر وتكامل الجهود بين المنتجين والقطاع الخاص ومؤسسات الدولة ، كما ان نظام الإرشاد الفاعل وثيق الصلة بالمجتمعات يمثل ضرورة قصوى لضمان نجاح التجربة ، وأن توطين التجربة وضمان استدامة تشمل ضرورة توفير التمويل الريفي وخدمات التأمين الزراعي وسهولة وصول صغار المنتجين إلى المدخلات الزراعية بما فيها التكنولوجيا المطلوبة من خلال ربطهم بمقدمي الخدمات . مشروع دعم صغار المنتجين بالقطاع المطري التقليدي بولاية سنار الذي تبلغ مساحة 5.5 مليون فدان تقريباً أو ما يعادل 56.7% من مساحة الولاية، تمارس فيه الزراعة بأنماطها المختلفة (آلية و شبه آلية و تقليدي) ويلعب القطاع المطري دوراً أساسياً في توفير محاصيل الصادر ( ذره - سمسم زهرة شمس) ومحاصيل الأمن الغذائي (ذره - دخن) ومحاصيل مكملة (لوبيا , قوار، فول سوداني) والمخلفات الزراعية بهذا القطاع تمثل مصدر غذائي رئيسي للحيوان . ويتم تنفيذه بواسطة الحكومة والصندوق الدوليّ للتنمية الزراعية (إيفاد) في ثلاث محليات (الدندر - ابو حجار - والدالي والمزموم) من محليات ولاية سنار السبع ، ويستهدف المشروع صغار المنتجين من المزراعين والرعاة بالإضافة إلى النساء والعائدين بعد إنفصال الجنوب وتشمل مكونات المشروع نقل التكنولوجيا وتيسير الوصول إلى الأسواق وتنمية المجتمع وتقوية البناء المؤسسي وخدمات التمويل الريفي . ووفرت الحزمة الزراعية التي تبناها المشروع نموذجاً ناجحاً في رفع كفاءة الأرض ، زيادة خصوبة التربة وتقليل المخاطر ورفع معدلات الدخل لصغار المنتجين مما انعكس ايجاباً في حياتهم . وتهدف هذه الحزمة إلى إزالة المعوقات المحلية التي تواجه صغار المنتجين بما يؤدي إلى زيادة إنتاج الحبوب والأعلاف وزيادة الدخول والإدارة الرشيدة والمستدامة للموارد الطبيعية . وهذه الحزمة يمثل تطبيقها ابتكاراً مهما مقارنة بالممارسات التقليدية كما أن اقتناع القطاع الخاص بها والمشاركة في تبنيها وتنفيذها والتوسع في ذلك هو ابتكار آخر ، ولقد تضمن العمل جهداً كبيراً وجملة من الاجراءات التي قام بها المشروع وشملت دعم عديد من المنتجين في قرى عمل المشروع في تحضير الأرض وتوفير البذور والشتول مع التدريب المكثف في مجال حصاد المياه والعمليات الفلاحية وإدارة المخلفات الزراعية والإدارة المتكاملة للآفات الزراعية والاشراف المباشر من خلال الفرق الإرشادية وتنظيم المنتجين الراغبين في مجموعات انتاجية الحقول الإيضاحية والتي استفاد منها 5299مزارعاً . وهذه الحزمة حققت نجاحا باهراً في كفاءة إنتاجية الأرض من الذرة والسمسم وزيادة خصوبة التربة وزيادة انتاج أعلاف الحيوان مما احدث تحسناً محسوساً في حياة السكان والنهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية .وتنمية مقدرات الافراد والمجمعات والمؤسسات لإدارة الجوانب السياسية والاجتماعية للنزاعات بين المزارعين والرعاة ،والتعاون والتفاعل بين الرحل والفرق الارشادية يساعد في تحديد احتياجات واولويات المجتمعات المترحلة وتركيز انشطة وتدخلات البرنامج على طول المراحل ضمان لتقديم الخدمة للرُحل وشبه الرُحل. ورغم التوسع الذي حدث في تبني هذه الحزمة من الزراعة المحسنة في ظل المشروع إلا أنه لا زال دون الطموحات ، حيث ما تزال هنالك الكثير من الفرص التي من شأنها توطين هذا النمط من الزراعة والنهوض بالإنتاج الزراعي في ولاية سنار خاصة وانها ولاية زراعية بالدرجة الأولى ، ومن المؤكد أن التبني سيؤدي إلى هذه النهضة الزراعية بما يعود خيراً على أهل الولاية والاقتصاد القومي اجمع ،وضمان نجاح هذه التجربة يؤدي لتوطين استدامة تبنيها وضرورة توفير التمويل الريفي وخدمات التأمين الزراعي وسهولة وصول صغار المنتجين إلى المدخلات الزراعية بما فيها التكنولوجيا المطلوبة من خلال ربطهم بمقدمي الخدمات .