كتب- سعيد الطيب تحتفل البلاد بالاسبوع الوطنى للزراعة ايمانا منها بأن السودان بلد زراعي فى المقام الاول بما حباه الله من مناخ وموارد مائية وغابية وتربة صالحة للاستزراع متنوعة تجول فيها وترعى ثروة حيوانية ضخمة ومياه متعددة المصادر من امطار وانهار وجوفيات تروى الزرع والضرع والانسان . تعلمون ان بالسودان أربع أنواع رئيسية للزراعة ، ويعتمد تصنيفها على نوع الريّ أو أسلوب الإنتاج وهي: الزراعة المطرية المعتمدة على تساقطات الأمطار وتغطي حوالي 25% من المساحة المزروعة، والزراعة المروية بالريّ الصناعي (25%) (نهر النيل وروافده)وهذه بدورها تنقسم إلى زراعة عن طريق الريّ الانسيابي (من السدود والخزانات) والريّ بالطلمبات (مضخات سحب المياه من النهر) والريّ الفيضي (الأراضي المغمورة بمياه الفيضانات الدورية كما في دلتا نهر القاش، وتبلغ مساحة الزراعة المروية الحالية 4.5 (مليون فدان) وتشمل مشروع الجزيرة الزراعي الذي تم إنشاءه في عام 1955 م (ومساحته 2.12 مليون فدان)، ومشروع حلفا الجديدة الزراعي (500 الف فدان)، و مشروع السوكي الزراعي (115 ألف فدان) ثم مشروع الرهد الزراعي (300 الف فدان) حيث تمثل هذه المشاريع 60% من جملة الأراضي المروية ويتم ريّها بشكل أساسي من نهر النيل وفروعه بواسطة الري الانسيابي من السدود أو بواسطة المضخات الرافعة للمياه. وهناك مشاريع الري الانسيابي وهو الري الذي يتم بغمر الأرض بمياه الفيضانات، كما في مشروع دلتا القاش الزراعي ومشروع دلتا طوكر الزراعي في شرق السودان (ومساحتهما ربع مليون فدان) ومشاريع الضخ من الآبار (750 الف فدان). وتزرع في هذه المشاريع المروية القطن - وهو المحصول الرئيسي - والذرة والفول السوداني والقمح وقصب السكر وزهرة الشمس والذرة الصفراء والبنجر السكر، بالإضافة إلى المحاصيل البستانية كالخضروات والفاكهة والبقوليات والتوابل وغير ذلك. وتساهم المحاصيل التي تنتجها الزراعة الآلية بحوالي 64% من مساهمة جميع المحاصيل في إجمالي الناتج القومي، ومن المشاكل التي تتعرض لها هذه المشاريع تزايد سقوط الأمطار الصيفية الغزيرة مما يستوجب رفع كفاءة نظم تصريف المياه للتخلص من المياه الزائدة. النوع الثالث الزراعة الآلية فتستخدم الآلة في عميات إنتاجها، ثم النوع الرابع الزراعة التقليدية وتوجد في أطراف القرى والبوادي وتزرع بواسطة الأهالي. ومن خلال العملية الزراعية بانواعها الاربعة ينتج الانسان السودانى العديد من المحاصيل الزراعيّة المختلفة، أهمها: ا لقطن: ويبلغ معدل إنتاجه 172.000 طنٍ سنويّاً. السمسم: 318.000 طنٍ سنويّاً. قصب السكر: 5.950.000 طنٍ سنوياً. الباذنجان: 76.800 طنٍ لكلّ مترٍ. الليمون: 228.000 طنٍ. إضافةً للبن، والتبغ، واللوبيا وغيرها .بيد ان زراعتنا تواجهها ثمة معوقات اميزها عدم وجود التمويل الكافي، لا سيّما قبل بدء موسم زراعة الأرض وهذا المعوق كان فى الماضى الا انه حاليا انتهى بعد المساهمة الكبيرة التى يقدمها البنك الزراعى ودخول مجموعة من المستشمرين خاصة الاشقاء العرب (نموذج الراجحى ) والمعوق الثانى عدم إدخال الآليات الزراعية كما هو مطلوبٌ في العملية الزراعية الإنتاجيّة وهذا المعوق فى طريقة الى الانتهاء نهائيا خاصة فى العقدين الاخيرين من بداية الالفية الثالثة الميلادية . واستشرافا لمستقبل واعد للقطاع الزراعى سيما بعد رفع العقوبات الاحادية الامريكية قال عبداللطيف عجيمي وزير الزراعة والغابات إن قرار رفع الحصار الأمريكي على السودان سيساعد السودان في توسيع تعاونه والمشاركة الفاعلة ع المجتمع الدولي، ويكون حاضرا فى المؤسسات الدولية؛ مثل البنك الدولي والانضمام لمنظمة التجارة العالمية وغيرها . وأضاف أن قرار رفع العقوبات سيسهم فى استقرار سعر الصرف؛ الأمر الذي يجعل من الزراعة في تقدم؛ خاصة أثناء العقوبات التى فرضت؛ فقدنا الكثير من التقانات الحديثة، مبديا تفاؤله بعد رفع الحصار في أن يكون هنالك تعاون مع المؤسسات الأمريكية فى مجال الزراعة. وتوقع الوزير أن تزداد رغبة المستثمرين الأجانب للإستثمار في السودان وخاصة فى المجال الزراعي، مهنئا الشعب السودانى والمزارعين بصفة خاصة؛ لهذا الانفراج، مؤكدا استعداد وزارته للعمل مع كل المؤسسات العالمية للنهوض بالزراعة وتحقيق الأمن الغذائي. اما الزميل الصحفى ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة (السودانى) فبشر بثورة زراعية خضراء تنطلق من السودانوقد اتت اكلها منذ العام الماضى 2017م حينما نجحت تجربة المستثمر الشقيق السعودى الراجحي في شمال السودان وتكفي كمثال، وقمح المُتعافي في النيل الأبيض يُوفِّر الدرس والعبرة، ومشاريع وجدي ميرغني في القضارف وشمال كردفان، تُعزِّزُ الفكرة.مُلخَّصُ التجربة أنَّ العودة للأرض والزراعة والتعامل معها كأيدولوجيا للخروج من نفق الأزمات لا الاقتصادية فقط، ولكن السياسية والاجتماعية والإثنية التي تجعلنا نتحارب ونتباغض ونصطرع بأيادٍ كثيرةٍ على كعكة صغيرة. وحينما تعلو الزراعة كقناعة أيدولوجية وعقيدة اجتماعية، لن يكون السلاح هو الخيار ولا السياسة بفهم الجدال وبيع المواقف والسمسرة في الذمم هي خيار الصفوة للدخول لعالم السلطة والثروة والنفوذ.