إلخرطوَم 25-10-2019 م(سونا) - تقرير : سمية عبد النبي من عام 2009-2019م عشرة سنوات مرت على خلو السودان من فيروسات شلل الأطفال البرية حيث سجلت آخر حالة للإصابة في مارس 2009م وظل خاليا من الفيروس البري حتى الآن، وظلت الجهود مكثفة ومتزايدة للحفاظ على خلو البلاد من هذه الفيروسات مع التركيز على الوصول لمعايير جودة عالية في التقصي عن الحالات و على جيوب المرض بالمجتمعات ذات الاختطار العالي . ويعتبر مرض شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية ويسبب الإعاقة الدائمة للأطراف وخاصة الأرجل، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، ويلاقي ما بين 5٪ و 10٪ من المصابين بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها خطر الوفاة، وهو مرض ليس له علاج، ويمكن الوقاية منه بأخذ التطعيمات الروتينية بالإضافة للتطعيم أثناء الحملة. ففي عام 1988 أطلقت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم برعاية كل من الحكومات الوطنية والتزام الشركاء (منظمة اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية، التحالف الدولي لدعم اللقاحات، منظمة الروتاري الدولية ومركز الولاياتالمتحدةالأمريكية ) التزامها بمكافحة الأمراض والوقاية منها، وتهدف المبادرة لوقف سريان فيروس شلل الأطفال البري في أقرب وقت ممكن، والإسهام في تطوير النظم الصحية وتعزيز أنشطة التطعيم الروتيني وترصد الأمراض السارية بصورة منهجية، إضافة لتحويل الموارد المالية لمكافحة الشلل إلى مكافحة أمراض الطفولة الأخرى، وقد تم استئصال الفيروس البري من جميع دول العالم عدا في دولتين هما باكستان وأفغانستان. وعلى الرغم من تأخر السودان في استئصال شلل الأطفال إلا أن هناك جهودا وطنية لمبادرة السودان لاستئصال شلل الأطفال حتى أكتوبر 2019 . د0 الصادق محجوب الخبير الوطني لشلل الرخو الحاد قال في العام 1994م في أعقاب تفشي المرض عام 1993م وإصابة حوالي 883 طفلا تم إجراء أيام التحصين الوطنية لاستئصال شلل الأطفال ضمن اعتماد السودان قرار جمعية الصحة العالمية الحادي والأربعين في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك الولاياتالجنوبية، وبحلول عام 2000م تدخلت منظمة الصحة العالمية وغطت القوى العاملة وطبقت نظاما للتقصي لشلل الرخو الحاد، وفي أبريل 2001م تم الإبلاغ عن آخر حالة ناجمة عن الفيروس المتواطن بالسودان بولاية الوحدة ومن ثم دخل في حملات متكررة . وأبان محجوب بأن عام 2004م شهد توقفا قليلا للدعم وفي مايو من نفس العام سجلت البلاد وفود حالة من فيروس شلل الأطفال البري من النوع (1) إلى مدينة فور برنقا بولاية غرب دارفور على الحدود بين السودان وأفريقيا الوسطى أحدث إصابة لعدد 127 حالة، كما تم تسجيل 27 حالة خلال عام 2005م، وأيضا تم الإبلاغ عن آخر حالة من الإصابة بهذا المرض بولاية نهر النيل في 17 يونيو 2005م. ولفت الصادق إلى وفود حالة واحدة في عام 2007 دون التسبب في إصابة أي حالة بين المواطنين في ولاية جنوب دارفور، ثم وفدت حالتين في عام 2008م إلى ولاية غرب دارفور. هذا وقد شهد العام 2009 وفود خمس حالات من جمهورية جنوب السودان إذ رصدت حالة واحدة في ولاية الخرطوم و4 حالات بولاية البحر الأحمر وكلها حالات وافدة ولم تحدث أي حالة في السكان المحليين، وآخر حالة من هذه الحالات حدثت في 15 مارس 2009 وهي تعد آخر حالة للفيروس البري في البلاد، وظل السودان خاليا من فيروسات شلل الأطفال البرية حتى الآن حيث أسفرت هذه الجهود في تغطية التحصين بنسبة 100٪ بين الأطفال أقل من 5سنوات 0 واعتبر محجوب اليوم العالمي لاستئصال شلل الأطفال الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام مهما لرفع الوعي وسط المواطنين للتعاون بين الشركاء وجلب مزيد من الدعم ، مشيرا إلى أن آخر تحديث في العام 2018 لم تظهر أي حالة جديدة وسط الأطفال . وزير الصحة الاتحادية د. أكرم علي التوم قال لنبدأ التعافي حاليا من أمراض الروح والأبدان وتحقيق الحماية للأبناء والمراهقين . وأكد أكرم في الاحتفال الذي نظمته وزارة الصحة الاتحادية بمناسبة اليوم العالمي لاستئصال شلل الأطفال الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام أمس أنه خلال الثلاث سنوات القادمة سنعمل من أجل استئصال شلل الأطفال والقضاء على كل الأمراض، مطالبا بأهمية التقصي المرضي بحيث يصل التحصين لكل مواطن . ولفت أكرم إلى دور نساء وفتيات الوطن والمشهود لهن، في التطوع والمرشدات في التطعيم حيث كانت لهن منافسة واسعة في جميع المجالات بجانب المتطوعين، مؤكدا أن الاهتمام بالقضاء على مرض شلل الأطفال ليس في السودان فحسب وإنما في كل الدول المجاورة لضمان عدم عودته للبلاد . المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إقليم شرق المتوسط د0 أحمد المندري قال هذه هي الزيارة الثانية للسودان العزيز بأهله قبل جغرافيته، وأبان أن هذا الوباء مؤلم، فصورة الطفل المشلول تعكس ضعفا في النظام الصحي وضعف الوعي لدى الأسر وعدم اهتمام بالتطعيم، بجانب عدم تقبل عدد من الأطفال للقاحات يزيد من انتشار مرض شلل الأطفال مطالبا بأهمية تمكين الجرعات لحماية الأطفال من انتشار المرض، وأهمية الشراكة مع المجتمع ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة المرض . وقال المندري "حضرنا لنحتفل اليوم بمرور أكثر من عشر سنوات على سودان خال من شلل الاطفال" مشيرا إلى أن بإقليم شرق المتوسط مازالت دولتا باكستان وافغانستان تعانيان من شلل الأطفال من النوع (1) .مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية ستكون شريكا قويا وفاعلا مع وزارة الصحة والشركاء من منظمة الأممالمتحدة لحماية الأطفال. د0 سجي عبدالله ممثل منظمة اليونيسيف قالت نحتفل اليوم للقضاء على شلل الأطفال والذي يتزامن مع الاحتفال العالمي للقضاء على شلل الأطفال الثلاثي، مؤكدة دعم المجتمعات وإشراكها في مجال مكافحة شلل الأطفال ، كما أكدت على التعاون الكبير بين وزراة الصحة الاتحادية والمنظمات ووزارات الصحة بالولايات والمتطوعين في الميدان، مشيدة بالتغطية العالية للقاحات بنسبة 90٪ على مدى سنين طويلة وبوجود نظام استقصائي قوي وفعال للقضاء على المرض، مؤكدة التزام المنظمة بدعم السودان في ظل الظروف والتغيرات التي تمر بها البلاد. صهيب البدوي ممثل منظمة الروتاري العالمي (الداعمين) أشار إلى تقديم دعم وصل إلى 100 مليون دولار للقضاء على شلل الأطفال في السودان منذ 1988م مطالبا بالتقصي المرضي، وقال إن الروتاري متاح لكل الناس للقضاء على شلل الأطفال .