تقرير عباس العشارى الخرطوم 17-11-2019م (سونا) للسودان القدرة على أن يصبح منتجا للعديد من السلع والخدمات لما له من مساحات واسعة وصالحة للزراعة والغابات والمياه والمناخ الملائم كما يتمتع بموارد طبيعية غنية بما في ذلك الذهب والنفط وغيرها من المعادن والمواد الخام التي يمكنها تحقيق مكاسب لهذا البلد في حال توظيف هذه الموارد على أسس ومعايير دولية وضبط الجودة لهذه المنتجات لقبول هذه المنتجات في السوق العالمية. اشتهر السودان قديما بتصدير منتجات متميزة من أهما القطن والحبوب الزيتية والصمغ العربي والماشية والذرة والسكر، والتي اكتسبت سمعة عالمية لجودتها ولكن مع مرور الوقت تدنت الصادرات التقليدية كمّاً و نوعاً، مما يتطلب تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية من خلال الارتقاء بجودتها لتحقيق القبول في الأسواق المحلية والدولية. واجهت السودان معوقات كثيرة فى مجال دخول و قبول منتجات للسوق العالمية لافتقار البنية التحتية للجودة التى تراعي المعايير الدولية ومخاطبة السوق العالمية، ومن هذه المعوقات التشريعات السياسات الوطنية لجودة الصادرات وحماية المستهلك وعدم استصحاب تجارب الدول، لذا يتطلب حلولا عاجلة منها التنمية الاجتماعية المستدامة وتطبيق العناصر الأساسية الأربعة للجودة في المنتجات ووضع المترولوجيا، المواصفات، تقييم المطابقة، الاعتماد وخارطة الطريق للبنية التحتية للجودة وفق الأسس والمعايير الدولية، تحسين العمل التنموي، وفتح الباب للعالم الخارجي لرسم صورة جديدة للسودان في القوة التنافسية والجودة في عملية الإنتاج وزيادة الصادرات السودانية نحو أفق تصدير المواد المصنعة بدلاً من الخام، التوجه للمجتمع الدولي لاحتضان السودان، الدعوة للزيارات النوعية، حث الحكومة للانضمام لمنظمة التجارة الدولية وترويج الميز التفضيلية للمنتجات السودانية و توظيف القيمة التفضيلية للموارد السودانية عبر إضافة القيمة والجودة ، بجانب تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة، من خلال فتح آفاق للتجارة الدولية عبر صادرات تحمل جودة عالية وكأفق لمعايير دولية مما يرفع قيمتها التنافسية في الأسواق العالمية . تنظيم الفعاليات الوطنية عبر خلق أطر تثقيفية للمنتجين السودانيين مع أخذ تجارب الدول النامية في الاعتبار. كل هذا جعلنا نفكر في كيفية الاستفادة من الامكانيات المتاحة للمساعدة في بناء هذا الوطن والاسهام في العملية التنموية وان هذا العمل ليس من شأن الحكومة لوحدها بل يجب على الشركات الخاصة التحرك والمساعدة في البناء. من هنا جاءت ملتقيات السودان التجارية الثقافية العالمية التي بادرت بها شركة منص سوفت السودانية لفتح الباب للشركات العالمية للتعرف على السودان وإمكانياته الزاخرة بالكثير والكثير من حيث المواد الخام والأيادي العاملة والموقع الاستراتيجي المتميز، كما تهدف إلى جذب ودعوة كبريات الشركات العالمية للمشاركة في الملتقيات المختلفة في المجالات (التجارية، الصناعية، الزراعية، الصحية، السياحية وغيرها وفقاً لرؤية تطويرية وترويجية للمنتجات الصناعية والزراعية للاستفادة من توفر الكثير من المواد الخام بالبلاد، وذلك للوصول بالمنتجات المصنعة محلياً وفقا لمعايير ضبط الجودة العالمية إلى الأسواق العالمية وذلك عبر قنوات تجارية وترويجية وتسويقية، وفق أطر منهجية للترويج والدعاية والإعلان لهذه المنتجات. وتهدف هذه الملتقيات لأن تكون منصة انطلاق وبوابة للوصول للعالمية، وذلك بالتعاون والشراكة مع القطاعين العام والخاص وفتح آفاق لها بالخارج والداخل، مما يسهم في جذب المستثمرين والتعريف بالمزايا المختلفة التي يتمتع بها السودان في الصناعات التحويلية مع توفر المواد الخام بجانب التعريف بإمكانيات البلاد الزراعية والصناعية والتجارية. انطلاق هذه الملتقيات التي تحمل اسم SBCFE وهي اختصار لSUDAN BUSINESS Cultural FORUM EXHIBITIONS تحت شعار "حنبنيهو "، ومعلوم أن جميع الشركات التجارية والجهات ذات الصلة بالعمل التجاري ستكون عوناً في إنجاح الملتقيات، علما بأن البلاد عانت كثيراً من الحصار الاقتصادي والحروب مما أضر باقتصادها في السابق وأخرجها من المنظومة التجارية الدولية، حيث كان السودان يحتل مراتب متقدمة في الصادرات الزراعية من قطن وحبوب زيتية وجلود والمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية. وتستضيف الخرطوم في الفترة من الثاني من ديسمبر 2019م وحتى الثاني من ديسمبر 2020م انطلاقة ملتقيات السودان التجارية الثقافية العالمية، برعاية وزارة الصناعة والتجارة والذي تنظمه شركة (منص سوفت) بمشاركة كبريات الشركات العالمية، مختلفة المجالات التجارية، الصناعية، الزراعية، الصحية، السياحية بهدف جذب المستثمرين، وفق رؤية تطويرية للترويج لمنتجات الصناعية والزراعية للاستفادة من توفر الكثير من المواد الخام بالبلاد، للوصول بالمنتجات المصنعة محليا إلى الأسواق العالمية وذلك عبر قنوات تجارية وترويجية وتسويقية، وفقاً لأطر منهجية للترويج والإعلان لهذه المنتجات. وقال المدير العام بشركة (منص سوفت) للحلول المتكاملة السيد منصور بابكر حامد مشرف إن شركة منص سوفت برعاية وزارة الصناعة والتجارة تقوم بهذه المبادرة لمؤسسات الدولة في القطاعات الخدمية والاقتصادية والتجارية والزراعية بمشاركة شركات القطاع العام والخاص، بجانب الشركات العاملة في المجالات التجارية والصناعية والزراعية والبنوك للإسهام والمشاركة في الملتقيات التجارية السودانية الدولية والاقليمية والتي تهدف لتطوير المناخ الاستثماري والتجاري السوداني فضلا عن استقطاب ودعوة الشركات العالمية والدولية للمشاركة في المنتديات وذلك بالتعاون والشراكة مع القطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن الملتقيات تسهم في فتح آفاق لها بالخارج والداخل، مما يسهم في جذب المستثمرين والتعريف بالمزايا المختلفة التي يتمتع بها السودان في الصناعات التحويلية مع توفر المواد الخام وبجانب التعريف على إمكانيات البلاد الزراعية والصناعية والتجارية، كل هذه المزايا ستجعل من السودان مركزاً للتجارة في القارة الإفريقية والمنطقة العربية. واكد منصور أن الملتقيات تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف والتي من أهمها إثراء النقاش العلمي والبناء لتطوير التجارة السودانية بأسس علمية لمواكبة حركة التجارة الدولية وإبراز الشركات العالمية والإقليمية وأهميتها لخلق شراكات وزيادة التبادلات التجارية الدولية وخلق بيئة مناسبة للاستفادة من التجارة الدولية لخلق بيئة اقتصادية ناجحة في المجالات الصناعية والزراعية التي تؤثر وتتأثر في نشاطات التجارة الدولية اضافة إلى الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في مجال التجارة والصناعة والاستفادة من الاقتصاد المعولم ووضع استراتجيات وخطط تطويرية للمجالات التجارية والزراعية والصناعية والصحية واستقطاب الشركات العاملة في تصنيع مدخلات الإنتاج والاستفادة من المواد الخام المحلية وجذب الشركات الاستثمارية لإنشاء مصانع محلية تغزو الأسواق العالمية وخلق نقطة تجارة حرة في المنطقة العربية والإفريقية لما يتميز به السودان من موقع جغرافي واستراتيجي. وأوضح مساهمة الملتقيات بنشر الثقافة السودانية على أسس وأطر حديثة من حيث إقامة الندوات والسمنارات والليالي الثقافية والمعارض المصاحبة للفعاليت لعكس العادات والتقاليد في مناطق وولايات السودانية المختلفة وفي نفس الوقت نشر الثقافة الدولية على الصعيد المحلي. وأضاف أن المشاركة للمراكز الثقافية للدول المختلفة في نشر ثقافتهم بالسودان ستكون من خلال الملتقيات الثقافية التي سوف تنعقد بصورة دورية مرة خلال الشهر، كما ستكون هنالك معارض للكتاب السودانيين ومعارض تشكيلية فلكلور بالإضافة إلى أبرز الأعمال اليدوية للسودان .