بخت الرضا15-8 - 2021 (سونا) - رحبت د. مني إبراهيم عبدالله مديرة جامعة بخت الرضا بالمشاركين في ورشة (صحتنا في صحة بيئتنا) التي عقدت بمباني كلية الطب بالجامعة في 14-8 تحت رعاية السيد إسماعيل وراق والي ولاية النيل الأبيض. وقالت إن الورشة تقام في إطار مبادرة السيد رئيس الوزراء وتوجيهه بأن تكون للجامعات مبادرات في تنمية المجتمعات، وفي إطار الإعداد لمؤتمر الحكم المحلي الذي تنظمه الولاية للتصعيد للمؤتمر القوميّ لنظام الحكم في السودان، وأشادت بجهود كلية تنمية المجتمع في الإعداد للورشة متمنية أن تحقق الورشة أهدافها في رفع الوعي الصحي وأن تتكامل الجهود بالورشة التالية (إعادة هيكلة المحليات) لبلوغ الغايات المرجوة. من جانبها أكدت د. حليمة الفكي عميدة كلية تنمية المجتمع أن الهدف الأساسي لكلية تنمية المجتمع هو رفع الوعي، وأن هذه الورشة فاتحة خير للتثقيف بصحة البيئة. قدم الدكتور عيسى محمد عبداللطيف رئيس مبادرة Sudan Next Gen، لهيكلة المحليات مستشار العناية البيئية واستدامة التنمية، كبير المستشارين بمؤسسة زايد الدولية للبيئة، رئيس سابق للجمعية السودانية لحماية البيئة، قدم محاضرة بعنوان صحتنا في صحة بيئتنا، وقال إن العناصر الأساسية للبيئة الطبيعية تتشكل من الكائنات الحية، الهواء، الماء والتربة، موضحاً أن مهددات التوازن البيئي تتمثل في الإستغلال الجائر للموارد، تدمير الموائل والتلوث مستشهداً بمقولة المهاتما غاندي أن موارد الأرض تكفي لإحتياجات كل إنسان ولكنها لا تكفي لجشع كل إنسان. أوضح د. عيسى لكي نحافظ على إستمرارية عطاء البيئة لابد من تحقيق كفاءة وشمولية الاقتصاد، التنمية الاجتماعية، وصحة وسلامة البيئة، الأمر الذي يؤدي للتنمية المستدامة. وأشار عبداللطيف أن تنمية أي بلد معتمد على الموارد الطبيعية تبدأ من الريف واضعً مبادئ عامة لبناء السودان، ولا مستقبل للسودان دون المحافظة على البيئة واستدامة التنمية، ويجب التركيز اولاً على الإنسان، قبل الموارد والمكان، فهو وسيلة التنمية وغايتها، عماد التنمية الإنسان الصحيح العقل والنفس والبدن، والمسلح بالمعرفة والثقافة، وأن أساس الصحة الوقاية وأساس الوقاية صحة البيئة وجودة الهواء والماء والغذاء. وأبان د. عيسى في معرض حديثه أن هناك كثير من المفاهيم المقلوبة التي تحتاج إلى تصحيح منها أن الصحة ليست مستشفيات وأدوية إنما صحتنا في صحة بيئتنا والتي تتمثل في جودة الغذاء، الماء، الهواء، الإصحاح البيئي وهي أركان الوقاية. فيجب أن نهتم بصحة الإنسان قبل أن يمرض ولا ننسى الصحة النفسية. أضاف عبداللطيف أن هناك ما يسمى بالمباني المريضة شديدة التلوث من الداخل، تصاب بالمرض لعوامل كثيرة أهمها سوء النظافة، سوء التهوية، سوء التعامل مع الكيماويات والمفروشات والإلكترونيات، والتي تؤدي إلى مختلف أنواع الحساسيات التي يشكو منها كثير من الناس. ختم د. عيسى محاضرته الثرة التي تناولت كثيرا من ألبنود والتفاصيل ذات الصلة بموضوع البيئة موضحاً أن البيئة الداخلية الصحية توفر الراحة والإنتاجية العالية والإحساس بالصحة والأمان ويحتاج توفير مثل هذه البيئة إلى الوعي العام أولاً باهميتها لدى السلطات وملاك المباني والجمهور المستخدم لها، ثم التعاون التام بين كل هذه الفئات في التخطيط لها وتنفيذها.