- أقر المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الشباب والرياضة في الدول الإسلامية الذي بدأت أعماله أمس في مدينة جدة بالإجماع اعتماد ورقة عمل تفعيل توصيات اللجنة الوزارية المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الشباب والرياضة بشأن مكتب الإشراف والتنسيق للشباب في الدول الإسلامية. وأقر المؤتمر تعديل مسمى مكتب الإشراف والتنسيق للشباب في الدول الإسلامية ليصبح " مجلس الشباب في الدول الإسلامية " في إطار الإتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي وأن يكون مقره الرياض برئاسة الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي وعضوية منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. كما اعتمد تشكيل لجنة استشارية برئاسة رئيس المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الشباب والرياضة وعضوية كل من منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ومنتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون وستة خبراء ممثلين عن المنطقة العربية والإسلامية والإفريقية يتم اختيارهم بناء على ترشيحات الدول لمراجعة الأهداف والمهام الإجرائية في ضوء تعديل مسمى المجلس واقتراح الهيكل التنظيمي والوحدات الإدارية والفنية للمجلس وتفويض رئيس المؤتمر باعتماد ما تتوصل إليه اللجنة. وأكد الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين أن الاستثمار في الشباب هو أقصر الطرق لبلوغ أهداف وغايات التنمية الشاملة واستدامتها.. مشددا على أهمية الاعتناء بفئة الشباب وإعدادهم علميا وصحيا ونفسيا وبدنيا لمواجهة متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل. وقال إن المشكلات والقضايا التي تواجهها المجتمعات الإسلامية تجاه شبابها والتي تؤججها العولمة بمختلف مكوناتها تحتم على جميع المسئولين عن الشباب في العالم الإسلامي المبادرة إلى النأي بالشباب عن الانخراط في تلك الصراعات والخلافات وتحذيرهم من الانسياق وراء دعوات العنف والتطرف والتكفير التي تصرف الشباب عن مهماتهم الكبرى في طلب العلم النافع والعمل المنتج والتعاون البناء بدلا من التزام الشعارات التي تكرس الكراهية والعداء للآخرين. من جهته قال الدكتور عبدا لعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو"..إن العالم الإسلامي الذي يتمثل اليوم في هذا المؤتمر في أشد الحاجة إلى العناية الفائقة بالشباب من جميع الوجوه ومنها العناية بالرياضة بجميع أنواعها وجعلها من مكونات الثقافة العامة للشباب لتحصينه ضد المؤثرات السلبية التي تؤدي إلى الانحراف بأشكالها المختلفة. وشدد على أن الشباب في العالم الإسلامي أصبحوا عرضة لجملة من التأثيرات غير السوية التي قد تفضي بهم تحت الضغوط المتزايدة إلى انتهاج أنماط من السلوك البعيد عن الاستقامة فتكون العواقب وخيمة وبذلك تفقد الأمة أهم رصيد مدخر لها لبناء المستقبل. وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية والعلوم والثقافة تولي عناية كبيرة بثقافة الشباب حيث تنفذ البرامج والأنشطة الخاصة بهم داخل الدول الأعضاء وفي المجتمعات الإسلامية وخارجها ومنها تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية حول قضايا الشباب وإقامة المخيمات للتثقيف والتوعية وغيرها. من ناحيته استعرض إياد أمين مدني أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في كلمته مجموعة من التحديات التي تواجه الشباب في العالم الإسلامي وفي مقدمتها العيش في بيئات يتقاذفها الانشقاق الطائفي والصراع المذهبي ونبذ الآخر إضافة إلى التطرف. وأوضح أن الشباب في العالم الإسلامي يشعرون بالإحباط لكبر التحديات ..مشيرا إلى الاضطهاد الذي يتعرض له الشباب الفلسطيني والإقصاء في جمهورية أفريقيا الوسطى كما أن هناك تحديا يواجهه الشاب المسلم في ميانمار يتمثل في استئصال الهوية. ودعا مدني إلى إطلاق الأمل أمام الشباب في العالم الإسلامي والتعاون معهم وإتاحة الفرصة لممارسة حق التجريب والانطلاق والتعبير وتشجيعهم لصنع القالب الذي يرونه مناسبا لحياتهم. وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي ملتزمة بتنمية الشباب وتمكينهم أخلاقيا وفكريا من خلال مبادرات وبرامج عديدة تساعد الشباب على أن يخدموا مجتمعاتهم وأن يسهموا في بناء وحفظ السلام والاستقرار وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام. وأشار إلى إنشاء الأمانة العامة للمنظمة إدارة شؤون الأسرة والتي تتضمن أنشطتها التعامل مع القضايا التي تتعلق بالشباب وذلك بالتنسيق الوثيق مع أجهزة منظمة التعاون الإسلامي الأخرى الناشطة في مجال الشباب والتي من بينها الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي والاتحاد العالمي للكشاف المسلم ومنتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون. ويناقش المؤتمر العديد من الملفات المهمة المتعلقة بالأنشطة الرياضية والشبابية التي أعدتها اللجان المختصة في الأمانة العامة في منظمة التعاون الاسلامي وتهدف لنشر الممارسة الرياضية في الدول الإسلامية إضافة إلى مناقشة تقرير رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي حول أنشطته خلال الفترة الماضية وسبل تفعيل توصيات اللجنة الوزارية المنبثقة عن المؤتمر الأول. ويبحث المؤتمر مشروع " دليل حماية الشباب من الاستخدامات السلبية لقنوات التواصل الاجتماعي " إضافة الى مشروع وثيقة حماية الشباب في العالم الإسلامي من ظاهرة التعصب الرياضي وآثاره.