- أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح أن يوم 25 يونيو من كل عام يوما للإعلام الوطني، لدى مخاطبته لمفتتح المؤتمر القومي الثاني للإعلام الذي التأم صباح اليوم بقاعة الصداقة وسط حضور ومشاركة واسعة من الوزراء و قبيلة الاعلاميين والمهتمين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالخرطوم وفيما يلي تورد (سونا) نص الكلمة: الحمد لله الذى علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على النبى الكريم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبة مع التسليم .. قال تعالي :(عم يتسألون عن النبإ العظيم الذى هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون) الجمع الكريم ،،، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،، أحيى جمعكم الكريم فى هذا الصباح الأغر ... ونحن ننجز أولى مشروعات الإصلاح التى تتبناها الدولة منهجا وخيارا فى هذه المرحلة المهمة من عمر بلادنا .. أحييكم أيها الإخوه الكرام وأنقل لكم تحيات السيد رئيس الجمهورية وتمنياته لمؤتمركم هذا بالنجاح والتوفيق . أيها الإخوة الكرام ،،، ونحن نأتمر اليوم مفتتحين هذا المؤتمر المهم للدولة ... نود أن نجدد تأكيدنا على أن الدولة ترى فى الإعلام بكافة وسائطه سلطة مهمة تتكامل وظائفها القومية والوطنية مع ما تقوم به الحكومة من جلائل الأعمال وتحمل المسئوليات الوطنية ... وستظل الدولة ملتزمة برؤيتها منتظرة من الإعلام أن يتقدم صفوف العطاء الوطنى ... متحملا مسئولياته ... ومستمسكاً بهويته الوطنية ... وقائماً بأدواره دون حجر وسقف إلاّ ما نظمه القانون وتراضى عليه الضمير الوطنى . أيها الإخوة الكرام ،،، لا يخفي علي أحد منكم ... وكلكم حضور من قبيلة الإعلام ... قبيلة التوجيه والإرشاد والبناء ... السلطة المكملة والداعمة للسلطات الثلاث ... لا يخفي عليكم الدور الرسالي والقائد للإعلام ... مكتوباً كان أو مقروءاً ... ناطقاً بالصورة ، وراسماً بالكاميرا ولاقطاً لموقف ... وشارحاً لحدث ومعلقاً علي قول . فالفضاء الأثيري تختلط فيه الأصوات والسحن والألوان ... كل هذا يحدث في زمان السماوات المفتوحة الأبواب ولا ستار ولا حجاب . فكيف السبيل ؟! وما المخرج ؟ وأين الترياق للنجاة . لن أصف دواء ولن أطرح إجابات ... فهذا حري بكم ، وفي مداولاتكم ستكون الإجابة وناجع الحلول . فلئن جاء حديثي مشخصاً بعض هموم ... وكاشفاً بعض غطاء ... ومشيراً لبعض قضايا ... وواصفاً لبعض مظاهر ... فإن رجائي أن توفروا لما سردت في حديثي وقتاً يسع كل تلك الهموم والقضايا ... ويفي بالحلول ... ويفضي بنا لفضاءات لنا فيها إسهام وحضور . الأخوة الحضور ،،، لعلي وأنا أنقل هذه الصورة المضيئة والمطمئنة أن أؤكد أماكم أن إعلامنا في هذا الوطن بكافة ألوان طيفه وتخصصاته وتنوع أدواته ... هو إعلام وطني ومسئول يتميز بكفاءات مميزة ونادرة ، مثقفة وواعية ... ملتزم بدين وخلق رفيع مسئول . الحضور الكريم ،،، إن الدولة حين دعت لإصلاح أجهزتها ونادت بتبني التطوير منهجاً فى الحكم والإدارة ، كانت واعية بأن أمتنا قد عانت من كثير من مثبطات الأمور ومقعدات النهضة ... فأخرتها عن مكانتها الرائدة بين شعوب العالم ، لذلك كان هذا الخيار لإستنهاض كل أجهزة الدولة وإصلاح شأنها إلتزاماً بخطابى السيد / رئيس الجمهورية للأمة وأمام مجلس الوزراء ... والذين دعا فيهما إلى إبتدار حوار وطني مسئول حول قضايا الشأن العام دون إستثناء لأحد . نريد حواراً ينطلق من قناعة راسخة أننا جميعا شركاء في هذا الوطن ... تجمعنا المواطنة وتربط بيننا آصرة الوطن والدين والمصير ... حوار مفتوح الصدر ... لا يضيق برأي ولا يُقصي أحد وبلا سقف مقفول ... ألاّ تعلو قامة علي قامة الوطن ... فالوطن وحده السقف المرفوع . ولإيمان الدولة بأهمية الإعلام فى هذه العملية ... كان إبتدار الإصلاح بالإعلام لأنه القلب النابض فى جسد الدولة إذا صلح كان به صلاح بقية الجسد . الإخوة و الأخوات الكرام ،،، لقد تابعنا مؤتمركم هذا لحظة بلحظة ... وشهدنا تدافعكم فى إجتماعات اللجنة العليا وتقديمكم لسديد الرأى داخل الإجتماعات وخارجها ... وتابعنا حرصكم الكبير على حضور الورش التى إنعقدت لمناقشة قضايا الإعلام ... ونقاشكم المسئول والذى إستمر لأكثر من ستة أشهر . وإذ أشيد بكل هذا التدافع أود أن أنتهز هذه الفرصة لأجدد عميق حرص الدولة على بناء نظام إعلامي وطني ... تتاح له فرص التطور ليكون وسيلة قوية تتولى أمر الدفاع عن السودان ... وتقديم صورته المشرقة فى المحافل الدولية والإقليمية ... فى عالم صار الإعلام فيه لاعباً رئيسياً لا يتوقف دوره فى نقل الأحداث فحسب ، بل إنتقل إلى صناعة هذه الأحداث والتأثير فى صناعة الرأى العام والقدرة الفائقة فى تشكيل خيارات الشعوب والتأثير على توجهاتها . وطالما هذه هى رؤيتنا فإننا سنواصل بذل الجهد لتمكين أجهزة الإعلام من أداء أدوارها ... والقيام بأمرها ... وصياغة رؤية كلية تكون فيها أجهزة الإعلام وسيلتنا لصيانة الأمن القومي ... ولساننا لتماسك جبهتنا الداخلية ... وأقلامنا لكتابة تاريخ السودان الناصع الذى يُبنى بجهود أبنائه جميعاً. أيها الإخوة الحضور ،،، وإذ ينعقد مؤتمركم هذا بعد أكثر من عشرين عاما من إنعقاد المؤتمر الأول للإعلام .. هنالك كثيراً من المستجدات التى حدثت فى قطاع الإعلام بين المؤتمرين ... وأنا علي ثقة أن نقاشكم فى الورش قد إستوعب هذه المستجدات ... وقد حوتها التوصيات المرفوعة لمؤتمركم هذا ... لذلك أوجه بمناقشتها بعمق ... وتحديد أولويات تنفيذها بما يصلح شأن الإعلام فى البلاد . إننى أيها الإخوة أحىّ الرعيل الأول من أهل الإعلام وجيل الشباب الراكز علي أرض صلبة من العزم والإصرار والمسير ... لهم جميعاً الشكر الجزيل ... والثناء والتقدير والدعاء الصادق لله الكريم أن يجزيهم الجزاء الحسن ... وكل الذين سلكو هذه المسيره المباركة ... والذين وإن قلنا أن جيلنا وجيلكم قدّم من التوصيات والعطاء مايوازى عطاءهم ... إلا أن الإعتراف يقتضينا القول أن طول قاماتنا ليس بسبب عطائنا فحسب ، بل لأنهم ظلوا يحملوننا على أكتافهم ... فالتحية والتقدير لهم ... والتحية لأسرهم ... والدولة لن تنسي موفور عطائهم وصدق إنتمائهم لبلدهم . كما أود أن أوجه أجهزة الدولة بإتخاذ الإجراءات اللأزمة بجعل الخامس والعشرين من يونيو من كل عام يوماً للإعلام الوطني . إن توصياتكم ستكون فى قلب البرنامج التنفيذي للحكومة ... فمنكم التوصيات ومنا التنفيذ . والشكر والتقدير لمن وقفوا وراء هذا المؤتمر حتى إستوى أمره اليوم ... والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين. وفقكم الله وسدد خطاكم وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم