17-2-2015(رويترز) - قال باحثون في أعقاب مراجعة بيانات واحصاءات دولية إن ما يصل الى 75 في المئة من البذور اللازمة لانتاج مختلف أنواع المحاصيل الغذائية في العالم تنحصر في أيدي صغار المزارعين. وقال كارل زيمرار استاذ الجغرافيا بجامعة بنسلفانيا الأمريكية الذي أشرف على البحث خلال مؤتمر للجمعية الامريكية لتطوير العلوم إن المزارعين الذين يمتلكون حيازة زراعية تقل عن سبعة أفدنة يحافظون على التنوع الوراثي من خلال "شبكة من تبادل البذور والمعرفة الفنية". وقالت منظمة الاغذية والزراعة (فاو) التابعة للامم المتحدة إن نحو 75 في المئة من التنوع الوراثي النباتي في العالم اندثر منذ مطلع القرن الماضي بعد تحول المزارعين من زراعة الاصناف المحلية الى الاصناف المهجنة وراثيا ذات الانتاجية العالية. وقالت فاو إن نحو 75 في المئة من الغذاء في العالم ينتج من 12 نوعا نباتيا وخمسة أنواع حيوانية. وعلى خلاف المزارع الكبيرة المنزرعة بمحصول واحد فقط فان صغار المزارعين عادة ما يزرعون عدة أنواع مختلفة من المحاصيل الاساسية مثل البطاطا (البطاطس) مما يمنحهم مرونة في تحسين نوعيات الغذاء مع مضاعفة التنوع الوراثي في آن واحد. ويقول المزراعون إنه على الرغم من ان المساحات الزراعية المحدودة أقل كفاءة من المزارع الكبيرة إلا ان زراعة تشكيلة من البذور يمكن ان تدعم منظومة الغذاء العالمي من حيث مقاومة الآفات ومجابهة آثار تغير المناخ. وتساءلت ميرنا كاننجهام وهي ناشطة من السكان الأصليين في نيكاراجوا خلال مؤتمر للامم المتحدة يوم الاثنين قائلة "كم من الموارد تذهب الى زراعة المحصول الواحد وكم منها تذهب الى منظومة الانتاج الغذائي المتنوع؟" وأضافت "إذا شرعنا في ترسيخ دعائم الانتاج الغذائي على اساس خصوبة مجتمعاتنا المتنوعة فسيمكننا تحسين الوضع". ويقول نشطاء إن صغار المزارعين هم عادة أول من يواجه المجاعات وموجات النزوح إلا ان دورهم جوهري في الحفاظ على تنوع البذور.