باع الرجل الرقم في مجاله قطعة الأرض التي منحت له من قبل للاستثمار بمبلغ تردد حسبما سمع الراصد بمبلغ عشرين مليار جنيه بالقديم لشركة عربية خليجية واستلم ربع القيمة نقداً.. القطعة تبلغ مساحتها عدة آلاف من الأمتار المربعة.. وقد تسلّم الرجل المحظوظ المبلغ ووضعه في حسابه البنكي وغادر إلى حيث مشروعه الحلم في أرض الخليج لينطلق من هناك ويملأ به الفضاء والأثير.. وحاول راصد بيت الأسرار أن يتتبع التفاصيل إلا أنه عجز عن ذلك، فقد سدت أمامه الطرق وانشغلت الشبكات أعداء النجاح قال راصد «بيت الأسرار» إنه رصد حديثاً في مجلس المسؤول عن الجهاز الذي يعمل في الاستثمار.. المسؤول قال لخاصته إن هناك من يستهدف النجاح وسخر من قول البعض بأنه يعمل بلا قانون!! وعندما سأله الراصد عن حقيقة خلافه مع الوزير المعني بمؤسسته قال هذه إشاعات ومثلها الإشاعة التي قالت إنني في الطريق للاستوزار وإشاعة أخرى تقول إنني قدمت استقالتي - والحديث ذو شجون وسيكشف الراصد المثير الخطير. مكسب للطرفين (بدأت عمليات التحويل)... هكذا سمع راصد بيت الأسرار وهو متكئ على مقعد الحافلة التي أقلته صباح الأمس من منطقة الحاج يوسف إلى قلب الخرطوم، فأرخى أذنيه ليتابع الحديث غير الهامس بين إثنين من شباب الصحفيين يعملان في داري نشر مختلفتين، وكان الأول يقول للثاني إن عملية تحويل لملكية اكتملت من النواحي القانونية في الدار التي يعمل بها.. وقال إن الرئاسة في المجلس ستؤول لصاحب الأسهم الأكبر القادم هذه المرة لمعرفة ما له وما عليه بعد أن غاب عنه المشهد لأكثر من ثلاثة أعوام.. وسأله الثاني: (طيب ورئيس المجلس الحالي حيمش وين؟). قال الأول إن الصفقة لن تكون خاسرة باي حال من الأحوال، لأن رئيس مجلس الإدارة الحالي سيخلي معقده للقادم الجديد، وسيتم بالضرورة إخلاء مقعد الإدارة العامة لينتقل الرجل وصاحبه إلى المطبعة. ثم دار حديث عام عن تصفية زعيم القاعدة وعن إطلاق سراح الترابي.. وكانت الحافلة قد بلغت محطتها الأخيرة لينزل راصد بيت الأسرار وهو يحمل في ذاكرته تفاصيل الذي دار.