في مساء الرابع من مايو الجاري وفي نشرة العاشرة مساء من القناة القومية لجمهوية السودان «الجمهورية الثانية!».. كان هناك لقاء مع وزير تنمية الموارد البشرية د. كمال عبداللطيف عبدالرحيم (يرمز له بالوزير د. كمال).. في حضور بعض رؤساء الصحف وأولي الشأن من الشباب حول «التمويل الأصغر». حقيقة تبينت شخص الأستاذ مصطفى أبو العزائم والذي اختفت صورته قبل أن نسمع صوته وتعليقه!.. أعقبه أحد الشباب لم أتثبت إن كان يمثل شباب السودان أو شباب المؤتمر الوطني!! المهم أن الأخير تحدث في ألم وحرقة وإحباط شديد في شأن توظيف الخريجين وسلبية الإنجاز فيما يلي التمويل الأصغر!!.. مؤكداً في مداخلته أن من تم تعيينهم مضافاً إليهم من استفادوا من التمويل الأصغر لم يتجاوز عددهم 10% من عطالى الخريجين!! في منحى آخر لتناول أمر الخريجين والتمويل الأصغر أيضاً اجتمع الوزير د. كمال مع نائب بنك السودان وممثل لوالي الخرطوم وممثل للشباب، اجتمعوا في لقاء موسع بشرق النيل حضره لفيف من أبناء المنطقة حسب رواية معظم الصحف السيارة قبل حوالي شهر ونصف، وبينما كنا نركز على مخرجات ذلك اللقاء لفتح شهية بعض المحرومين، إذا بالسيد الوزير د. كمال يرمي لزواج الفتيات في سن العشرين (المصدر:آخر لحظة). أهاب سيادته بالأمين العام لديوان الزكاة لينتبه ويدشن «مشروع زواج الشابات دون العشرين، لا ندري من أي مصرف من مصارف الزكاة يريد الوزير د. كمال إنفاذ تلك الزيجة؟.. ومن يتكفل بتزويج «أخواتنا» من العوانس (بين 30- 50 سنة) وما أكثرهن!!.. وهل هذا الطرح يدخل في التمويل الأصغر!؟ في مقالة سابقة لي (بآخر لحظة: حيرتنا وادهشتنا يا كمال).. ذكرت أن السيد عوض محمد عثمان مدير البنك الزراعي أوضح في لقاء الموسم الشتوي الماضي في دنقلا، أن لهم شراكة «ذكية» مع ديوان الزكاة لدعم مشروع التمويل الأصغر.. وسعدت جداً عندما علمت بسفر الوزير د. كمال بعد يومين من نشر المقالة- للولاية الشمالية وبها كما ذكر رئيس المجلس التشريعي الأخ محمد عثمان تنقاسي14.000 (أربعة عشر ألف خريج بلا عمل!!).. الرسالة التي وصلت من الشمالية كانت من نوع مختلف أشار إليه الأستاذ حسين خوجلي في «ولألوان كلمة».. عنعن عن الوزير د. كمال أنه قال: (الراجل يطلع في مظاهرة)!!.. علق الأستاذ حسين- وفي غضبة مضرية في أمر المنع للتظاهر مقارناً بين كمال وكمال وكمال (كمال عبداللطيف، كمال أتاتورك وكمال ترباس)!!.. حتماً الأخير غير معني بالأمر، وربما ذكره الأستاذ حسين لدغدغة مشاعر الوزير وتطييب خاطره.. الغريب في الأمر أن الولاية الشمالية غير معنية بالتظاهر.. وأنا اعتذرت على تسميتها «الولاية المُروَّضة المستأنسة»، فرجالها لا يحملون السلاح، بل المصحف والقلم فهي ولاية العلم والتنوير ولله الحمد. أعرف الوزير د. كمال جيداً صدقه وحسن توجهه، وحتماً إذا «وقعت» مني «زلة لسان» شبيهة «بزلة لسان» اللواء حسب الله عمر «والذي رافقني إلى موريشيص في إطار عمل إسلامي قبل دخوله عالم الأمن والاستخبارات.. كان حينها خريجاً حديثاً في كلية الهندسة جامعة الخرطوم»، فمن الذي ورَّط كمال ومن الذي ورَّط حسب الله؟!.. آسف للخروج عن النص.. فموضوعنا التمويل الأصغر.. والذي تجاهله الأخ الوزير د. كمال في زيارته للولاية الشمالية أو ربما فعل، ولم يكن الإعلام منصفاً!! ربما.. الأخ الوزير د. كمال في نهاية حديثه في التلفزيون أشار لمعضلتين هما التمويل (أي البنوك)، والضمان.. طيب يا طويل ال«...» إذا توفر المال وتوفر الضمان للخريج، فأين المشكلة؟ الوزير د. كمال وعد بمعالجة هذا الأمر مع وزارة المالية والجهات المسؤولة، هذا ما سمعناه وذكره «بطقة» لسانه في التلفاز في تلك النشرة في تلك الأمسية.. فهل سيوفق يا ترى!!؟ حاشية: نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، رددتها «وجدان» خريجة جامعة منذ سنوات، سودانية ظلت تلاحقني لوظيفة حكومية.. قلت لها: ابنتي وجدان أفضل لك التمويل الأصغر.. ضحكت ضحكة عالية في الهاتف السيار قائلة: التمويل الأصغر «مُخَدِّرْ» تنشره الدولة بين الشباب.. بل هو الخيال والوهم الأكبر!!.. فما رأي السيد الوزير د. كمال؟ بروفيسور