والناس بين مصدِّق ومكذِّب ومندهش لحفل عرض الأزياء الذي داهمته السلطات مؤخراً.. يخرج علينا البعض بدعوى التحضر والحرية الشخصية.. كأنما هم يريدون لشبابنا المزيد من الإفساد، ولبلادنا أن تكون مسرحاً لأخوان الشياطين.. فحفل الأزياء في حد ذاته ثقافة لا تشبهنا.. إن كان لعروض رجالية أو نسائية، ناهيكم عن عرض مختلط يجمع الشباب من الجنسين ليقدموا أزياء فاضحة. هي حرب جديدة على ديننا وبلادنا.. سلاحها الشباب الذين هم عماد الأمم ومستقبلها.. لا تحسبوه عبث شباب.. أو دعوة للتحضر أو ممارسات شخصية.. وإن بدا كذلك في ظاهره.. فالحرب على ديننا الحنيف تأخذ في كل يوم شكلاً جديداً.. وتتلون حسب متطلبات كل مرحلة.. بداية من القنوات الماجنة الداعية للفسوق بالعري، ومشاهد إثارة الغرائز.. إلي قنوات تفسير الأحلام والأبراج والتعارف بين الجنسين وحتى قنوات الأفلام. لا تصدقوا أنها مدنية وأنها جاءت لتعلم الشباب الحضارة والشطارة والمواكبة والحداثة.. هي حرب واضحة المعالم والأهداف.. والمؤسف أنها نجحت إلى حد كبير في أداء غرضها، والدليل ما يعانيه الكثير من شبابنا من مسخ، وهشاشة أفكار، فأصبح الشباب سريع التأثر بما يجري حوله.. فشاهدنا العجيب الغريب في لبسه وممارساته، وإهتماماته بأشياء كانت لوقت قريب لا مكان لها في مجتمعنا.. وكان الحديث عنها يُعد من عجائب الأمور، إن لم يكن من عجائب الدنيا.. شاهدنا مظهر الشارع العام في احتفالات رأس السنة، وفي ما يسمونه عيد الحب.. لدرجة أن البعض لا يعلم شيئاً عن مناسباتنا الدينية.. فتمر ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، والإسراء والمعراج مرور الكرام، دون أن يسمع بها إلا من رحم الله.. ويأتي رمضان مفاجئاً لهم.. لا يحسبون له شهراً ولا يوماً.. وكل ذلك بسبب هذه الحرب وبسبب صمت أولياء الأمور. المسألة ليست عرض أزياء.. والحادثة لن تكون الأخيرة، ما لم نتصد لها بكل القوة والشدة والحسم، فكم من حادثة بدأت غريبة وجدت الاستنكار من المجتمع، ثم أصبحت بعد ذلك أمراً طبيعياً، وممارسة مألوفة، لأننا لم نتعامل معها في مهدها كما يجب.. ولأننا أرخينا آذاننا لمن ينادي زوراً وبهتاناً بالمدنية والتحضر، ولمن يصفنا بالتخلف.. ومرحباً به تخلف الذي يمنع الإختلاط ويحارب التبرج ويوصد أبواب الفساد. لسنا نضخم الأمور، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعيها.. وأن تتعامل معها الأسر بالعقل لا بالعاطفة.. وعندما نقول الأسر، لأن الأسرة هي الأساس، وهي التي تربي وتراقب، ومنها يبدأ الدور في بناء المجتمع.. ومن بعدها السلطات.. التي نحييها بدورنا لتعاملها بالحسم السريع وقبل أن تنقل القنوات الفضائية(المسخرة) للعالم.. حيث كانت كاميرات مراسلي القنوات على أهبة الاستعداد للنقل، ولكن سرعة شرطة أمن المجتمع (جزاها الله خيراً وزادها قوة ومنعة) قضت على أحلام العابثين، وبعثرت أوراق المخطط.. وفي لمحة بصر كان الشباب(العارض) من الجنسين تحت المساءلة.. وبمناسبة الشباب من الجنسين دعونا نتساءل.. أين أسر هؤلاء الشباب؟.. ونعني الفتيات على وجه الخصوص.. أليس في هذه الأسر رجل رشيد.. يسأل ويحاسب.. هل ماتت النخوة والرجولة في نفوس البعض، لدرجة أن تخرج الفتاة إلى وقت متأخر من الليل، وتصل مرحلة أن تتبرج أمام الناس.. عارضة مفاتنها وليس الأزياء.. أي أب أو أخ أو زوج يقبل هذا؟.. وإلى أن نلقى الإجابة على هذه الأسئلة.. نلتقي إن شاء الله في ذات الموضوع.. (قال عرض أزياء .. قال) !!!