قصة هيئة المظالم عجيبة!! فهي التي يلجأ إليها الناس لإزالة الظلم!! ومع ذلك فإن أحد نواب البرلمان قال إن الهيئة تظلم البرلمان ونائب آخر قال الهيئة مظلومة واحدهم قال هي ظالمة وكادت القاعة أن تغني مع أحمد المصطفى «ظالمني وطول عمري ما ظلمتك يوم»!! «وتلومني يا ظالم وكان حقي ألوم». البرلمان ناقش أمس تقرير هيئة المظالم في جلسة لا تخلو من «كوميديا» و«أكشنات» والقصة في مجملها تحكي حال المظالم والعدالة في هذا البلد «المظلوم» في كل شيء!! الصحف باختلاف مشاربها نقلت تفاصيل ما دار في البرلمان من شد وجذب!! وتذكرت حال كثير من الناس الذين يزورننا في مكاتبنا وهم يحملون أوراقاً «قديمة» و«مهترئة» من هذه الهيئة وحال «الورق» «وحامله» لا يعطيك أي إحساس بذرة أمل في أن شيئاً اسمه العدالة قد تحقق لهذا «الزول». ü العالم الجليل الحبر يوسف نور الدائم قال إن توصيات الهيئة بائسة!! وتحدث نائب عن ميزانية الهيئة الضعيفة ونائب رئيسها الذي جاء يحمل تقريره الموصوف بأنه بائس وضعيف ضاع صوته في زحام القاعة وقال إن الهيئة لا «سلطان» لها على الولايات رغم أنها قومية!! هل يستطيع الناس أن يتحدثوا بعد ذلك عن رد المظالم والهيئة.. لم تفصل سوى في 145 من بين «4» آلاف مظلمة!! أي ان هناك 3855 مواطن يحملون مظالهم وشكواهم دون نتيجة أو فائدة.. وهذا يعني أن هناك أكثر من 3855 «ظالم» لم تقترب منهم يد العدالة بعد!! كيف يستقيم هذا أيها الناس؟ قد حرم المولى عز وجل الظلم على نفسه فكيف على عباده الذين يقولون إنهم يحكمون بالشريعة والقانون؟ القصة يا سادة ليست في أن التقرير الذي قدم ضعيف أو بائس.. أو أن الهيئة العامة للمظالم لها ميزانية أم لا؟. أو أن الهيئة لها «سلطان» أو سلطات! ولكن القصة باختصار هل هناك «إرادة سياسية» لإزالة المظالم عن الناس وتحقيق «العدل» والمساواة، ورد الحقوق لأهلها!! ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب والمولى عز وجل يقول(لأنصرنك ولو بعد حين).