نعم سأخاطب الأمة.. معلناً سياستي ومعرفاً بخطي.. باسطاً فكري.. مستمداً قوتي من سند الشعب وفكرالأمة.. لن أكون مثل الخليفة العباسي المنصور.. الذي خاطب الناس بمكة قائلاً «أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده، وحارسه على ماله أعمل فيه بمشيئته وإرادته وأعطيه بإذنه، فقد جعلني الله عليه قفلاً إن شاء أن يفتحني فتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم وإن شاء أن يقفلني عليها أقفلني».. وهنا يا جماهير شعبنا تأخذني الحماسة وتجتاحني «هوشة» لأقول بالله عليكم كم في هذا الوطن من «منصور».. بل انظروا حولكم لتروا مئات من نواب ومعاونين تماماً كالمنصور.. يعطون ويهبون المال لمن شاءوا ويمنعون المال عن من كرهوا.. وأقسم لكم بالشعب والأيام الصعبة.. إنه لن تذهب «مليم» من خزائن الدولة إلا إلى حيث يجب أن تذهب.. وسأكون الأسوة والقدوة.. اتقشف تقشفاً يذكركم بالمتصوفة أولئك الذين ركلوا الملذات وهجروا الطيبات.. وما لبسوا إلا الخشن من الملبوسات.. نعم إن ابن خلدون قد كتب في مقدمته «إن الملك منصب شريف ملذوذ.. يشتمل على جميع الخيرات الدنيوية.. والشهوات البدنية والملاذ النفسانية.. فيقع فيه التنافس غالباً.. وقل أن يسلمه أحد لصاحبه إلا إذا غلب عليه».. أنا سيدي ابن خلدون لن أكون كذلك بإذن الله الواحد الأحد.. والآن هاكم البرنامج.. برنامج ولايتي التي لن تزيد عن دورة واحدة فقط.. أولاً أفصل الدولة تماماً عن الحزب.. أعيد كل المباني الحكومية التي تمددت فيها أحزاب قبلي بعد أن التحمت بل ذابت الحكومة فيها.. فأصبحنا لا نعرف.. من يديرالدولة.. أهم رجالات الحزب.. أم وزراء الدولة.. أوقف تماماً صرف «تعريفة» من أموال الدولة للحزب تحت أي بند ومسمى.. أعلن أن كل الاتحادات الشبابية والطلابية والعمالية.. إنما هي منظمات طوعية.. في خدمة المواطنين.. وعليها تمويل نفسها من عضويتها وعليها أن لا «تعشم» في مليم من أموال الدولة.. ثم أما المعضلة الاقتصادية وكيف هي سياسة الدولة.. أقول.. الارتداد في حسم وحزم وقوة عن سياسة الخصخصة والسوق الحر وتحرير الأسعار.. لأن الجحيم الذي ظل يتقلب فيه شعبنا هو هذه السياسة التي جعلت الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً.. تسيطر الحكومة سيطرة تامة وكاملة على كل سلعة ضرورية تمس الشعب في صميم حياته.. لن يكون الغذاء والدواء والسكر والصابون والألبان ألعوبة في أيدي التجار الذين ساموا المواطنين ألوان العذاب.. ثم إعادة النقل الميكانيكي حالاً وفوراً.. ليصبح كما كان هو الجهة الوحيدة المعنية بتوفير وصيانة العربات الحكومية.. «يعني» تاني ما في وزير أو وكيل أو دستوري يذهب إلى «الكرين» لينتقي ما يشاء من أنواع السيارات.. ثم إعادة المخازن والمهمات.. وهي المسؤولة عن الأثاث والمعدات الخاصة بالمباني الحكومية لتقف وإلى الأبد فوضى تأثيث المكاتب والمصالح والوزارات.. بتلك التحف والأرائك والطاولات والمقاعد الوثيرة.. والتي أحالت المصالح والوزارات إلى قطعة من «إمارة موناكو» ترفاً وفخامة ورياش وحرير استبرق ووسامة.. ثم وهذا هو المهم.. تقليص عدد الوزارات إلى خمسة عشر وزارة فقط لا غير لأن أمريكا نفسها وبها خمسون ولاية وتزيد يحكمها فقط سبعة عشر وزيراً لا غير.. هذه بعض ملامح برنامجي.. ولا نامت أعين كل فاسد مختلس ومرتشي..