الأخ الكريم/ مؤمن الغالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلت كما عهدناكم تفتق فينا مواجع الألم وتجبرنا كلماتك العاصفة الآسرة التي تخاطب وجدان وقلوب كل من يتحرق ألماً وأيضاً شوقاً لرؤية أحلام تتحقق بعد طول انتظار وغياب.. ليس كل من ينتمي للمؤتمر الوطني كما ذكرت.. فهم فيهم الذي يغضب لما تغضب وفيهم من تلجمه الدهشة وفيهم من أصيب بأمراض سببها الحسرة وفيهم الآن من انزلق وتنكَّب طريق المباديء المرسوم وهو طريق كما كنت أعلم ولا زلت أتعشم متجه إلى الله ولكن الطواحين التي تفرم وتكسر الثلج والتي نبتت على حين غفلة من أبناء وأخوان ابن سلول يسدون الآن جزءاً مقدراً في القناة التي كاد يصيبها ويقعد بها الصدى والقذى عن بلوغ مبتغاها ولكن حتماً طالما كانت النية والأهداف قاصدة إلى مراميها والعزيمة ماضية فإن هذه الطواحين (كسارة وفرامة الثلج) ستتعطل ماكيناتها وتتكسر ريشاتها نفس الريش التي كانت تكسر بها ستتكسر عليها وستنهار على بنيانها الذي يقف على جرف هار وستزلزل قلوبها الواجفة المرتجفة ولو كان دانكشوط موجوداً في زماننا هذا لاتجه إليها ممتشقاً حسامه ولنال منها ما يسرنا ويسركم وكأني أراه الآن ينتفض ميمماً وجهه شطرها. أما الذين تبوأوا المناصب ممن تعوزهم الخبرة والمعرفة كما ذكرت فهم ليس كلهم كذلك وأنا شخصياً أنظر لهؤلاء المسؤولين ولكل من تصدى لمنصب بكثير من الإشفاق وربما الوجل ولو وضعت في موضعهم هذا وحدثتني نفسي الأمارة بالسوء بهذا، ربما أقيم مأتماً وعويلاً ولن أتبوأ منصباً ما لم أكن متأكداً ومقتنعاً اقتناعاً لا يتطرق إليه شك ولا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه إلا أن يكون لي فيه أجران، أجر المصيب وأجر المجتهد وأما أن لا اقترب إلى منصب أو أحوم حول حماه مهما كان وضعه وصفته ما لم أكن على ثقة وعلى عهد وميثاق أقطعه على نفسي بأن ذكر الموت يكون حاضراً معي في كل لمحة ونظرة وأن لساني ما يزال رطباً بذكر الله وقلبي وجلاً منه طمعاً ورهبة فإن توفرت لي تلك الصفات ومع كفاءة ومقدرة واقتدار فلن أتردد في خدمة وطني وأهلي وإلا لما اقتربت منه أبداً وسأجعل بيني وبينه بعد المشرق من المغرب وساضرب بيني وبينه سياجاً وإسفيناً. (لي صديق لم نلتق إلا بعد زمن طويل وقد كان وسيماً قسيماً وسمعت من بعض أصدقائنا القدامى الذين لا يحسنون التقييم أنه أصبح خارج الشبكة وعندما التقيته وجدته قد تغيرت ملامحه وشحب لونه وفعلت به السنون ما فعلت، فقلت له ما الذي أصابك؟ فقال لي لأني قد عرفت ويا ريت ما عرفت، يقصد الحياة ومنعرجاتها فهل هذا خارج الشبكة واللا هم!! وكمان نحن مرات مرات نقول يا ريت ما كان عرفنا. منذر محجوب حاج سعيد من المحرر الأخ الصديق/ منذر لك التحايا وشوق لا يحد.. وصحيح تا لله «أن القلوب شواهد» والذي هو أكثر إيضاحاً وإفصاحاً وإبانة هو «أنه توارد خواطر» وصدقني يا صديقي فقد كنت اليوم وقبل رسالتك هذه ببضع دقائق.. كنت أود أن أكتب رسالة بآلية حزينة متسربلة بالأسى مجللة بالحزن.. غارقة في الدموع إلى بعض أساتذتي وأصدقائي من الإسلاميين الحقيقيين الذين بمعرفتي التامة بهم زملاء عند سنين الدراسة.. وأصدقاء في دروب الحياة.. وأساتذة نهلت من فيض وفيوض معارفهم.. أعرف تماماً صدقهم ونفوسهم الممتلئة بالأشواق الإسلامية وأحلامهم الشاهقة وهم يشابون إلى النجوم لإقامة دولة إسلامية تشبه أو تماثل زهو الأيام المجيدة.. عندما كان الإسلامي الحقيقي يمشي على الأرض.. بل حتى عنوان المقال كان حاضراً في عقلي وروحي وقلبي وهو.. هل هذا ما كنتم تتمنون وتأتي رسالتك لتزيدني إصراراً على إصرار بأن أشرع وفوراً غداً في مقالي.. لأنك واحد من الذين أعنيهم بسؤالي.. إذن كن معي غداً لتقرأ عن الذين اختطفوا منكم هذه الأماني والأحلام النبيلة والجليلة.. لك ودي مؤمن