هل يكون يوم التاسع من يوليو الموعد الأخير لفك الارتباط ما بين شمال السودان وجنوبه بحكم اتفاقية السلام الشامل ونتيجة الاستفتاء والتي اختار فيها أبناء الجنوب الانفصال لتكوين دولة الجنوب بعد حروب طويلة.. أم تداعيات الأحداث ستقول غير ذلك؟! المواطن الجنوبي الذي عاش بالشمال تتنازعه الأشياء ما بين اختياره وقراره وما بين خيارات شعبه في وطن يحلم فيه بالاستقرار والبداية من جديد وهو يترقب وينتظر وعقارب الساعة لا تتوقف بحكم السياسة ومآلاتها. «آخر لحظة» ترصد اللحظات الأخيرة وتقرأ الشارع الجنوبي بالعاصمة في عيون الجنوبيين المنتظرين لما يحدث بعد التاسع من يوليو وهم القلق والخوف والتيه فيما يتخذونه من قرار الهجرة الى وطن اختاروه أم لم يختاروه.. ولكن صندوق السياسة قرر بلا للوحدة ونعم للانفصال!! «كوال دينق» فتى أبنوسي يبيع الكتب على الرصيف سألناه ماذا بعد التاسع من يوليو أنت فاعل؟ لم يجب مباشرة ظل ساهماً في مصير لم يكتبه بيده بل قال في حسرة: أنا محتار في اتخاذ القرار رغم إنى عارف أن القرار سياسي ورأي الأغلبية هو الماشي وأنا عشت بالخرطوم منذ صغري وتعلمت هنا وفكرة البداية من جديد تزعجني خاصة وأن الأخبار من جوبا غير مطمئنة وما زالت تحتاج للكثير لبناء دولة!! تركناه في حيرته ودلفنا الى مجموعة أخرى بجوار كمبوني مكان تجمع بعض الإخوة الجنوبيين وسألناهم ذات السؤال؟ «جوليا إيكي» قالت: خلاص حا نمشي الجنوب ما عندنا خيار ثاني وخاصة إن هنالك كلام سياسي بيقول الشمال شمال والجنوب جنوب! سايمون قاطعها: نحن كمواطنين كنّا عايزين وحدة كونفدرالية نحكم الجنوب مع وحدتنا مع الشمال لكن البحصل دا ما صاح ونتائجه الآن حرب ثانيةزي ما بيحصل في جوبا وكادقلي! بجامعة النيلين بعض الطلاب الجنوبيين قالوا نحن الطلاب سنعاني أكثر من غيرنا لأن هذا مستقبلنا وفينا من لم يكمل دراسته والجامعات في الجنوب بسيطة ولم تستعد بعد ما عارفين مصيرنا شنو! أشهر سوق للجنوبيين بشارع الجمهورية أبدى الباعة الجنوبيين فيه تأسفهم وقالوا: كنا نشتغل ونكسب واشتهر سوقنا بجودة البضاعة ولكن الآن بعد اقتراب موعد الرحيل انتهى كل شيء!