دخلت ساعات اليد السودان منذ وقت مبكر جداً وأخذت رواجاً كبيراً بكل أشكالها وأنواعها المختلفة، خاصة الساعات السويسرية التي تعتبر الأشهر عالمياً بكل مسمياتها، وازداد الاهتمام بها خاصة في فترات ما قبل الاستقلال وانحصرت في فئات محددة من المجتمع خاصة الأفندية والمثقفين وكبار رجال الدولة، وانتشر بعد ذلك استخدامها وسط فئات المجتمع المختلفة حتى أواخر تسعينات القرن الماضي بصورة مكثفة، ولكن مع بداية الألفية الثالثة فقدت ألقها وبريقها لدرجة بعيدة وقلت استخدامها، وحتي الذين يلبسونها من الأغلبية يعتبرونها مظهر جمالي ليس إلا.. خاصة الفتيات. «آخر لحظة» تجولت وسط مجموعة من فئات المجتمع وبائعي الساعات لمعرفة أسباب اختفاء استخدام ساعات اليد أو ضمور استخدامها في الآونة الأخيرة، فكانت هذه الحصيلة:- في البداية التقينا بالموظف محمد حسن الذي أكد على أنه من محبي الساعات والنظارات الشمسية باعتبارها أدوات مكملة لمظهر وإناقة الإنسان وقال: لكن توقفت مؤخراً عن ارتداء الساعة اليدوية، وذلك للتطور الهائل في التكنلوجيا وظهور الموبايلات التي تغني عنها. وأرجع الأستاذ هارون أحمد ضعف استخدام الساعات والإقبال عليها إلى وجود بدائل أخرى متعددة مثل الموبايلات فهي غير مكلفة لذلك تراجع استخدامها كثيراً على ما كان عليه في السابق. وأشار د. كمال عبد القادر إلى أن ساعات اليد في السابق كانت تعتبر من المقتنيات الثمينة كحال الذهب لارتفاع أسعارها في تلك الفترة، ولكن قل استخدامها لعدة أسباب خلاف التقدم الكبير في مجال التكنلوجيا فأنا شخصياً توقفت عن ارتدائها لندرة وجود ماركات الساعات الحديثة في السوق والتي تتوقف عن العمل في أقل من أسبوع. واختصرت الأستاذة هادية محمد إفادتها في كلمتين بقولها «انتو من زمن الساعة»، فالزمن ده الفاضي يلبس ساعة منو بعد الموبايل؟! وأكد محمد عبد الرحمن أحد بائعي الساعات اليدوية على ضعف الإقبال على شراء الساعات، وقال أكثر فئة تقبل على شرائها هن النساء باعتبارها مظهر جمالي يكمل زينتهن، وكذلك الحال في الإقبال على ساعات الخطوبة «الشبكة»، أما الساعات الرجالية فالإقبال عليها ضعيف جداً رغم أن أسعارها زهيدة تتراوح ما بين «15 40» جنيهاً، ولكن الساعات السويسرية الأصيلة تصل إلى «150» جنيهاً وأكثر فما زالت الأعلى سعراً حتى الآن لجودتها وشهرتها المميزة.