لا أدري لماذا طافت بخاطري تلك المشاهد المثيرة التي عايشناها ونحن نتابع مشدوهين فيلم انتقال لاعب الرومان ونجمه الساطع آنذاك زهير زكريا للهلال قبيل ثلاث سنوات.. والنهايات الحزينة التي أسفرت عنها الأحداث.. عندما تفاجأ الهلال واللاعب معاً باستحالة انتقاله نتيجة لبعض الحواجز القانونية التي تحرم انتقال اللاعب الهاوي قبل مضي ثلاثة سنوات على قيده في ناديه. ومن المشاهد البطولية التي لا تنسى في نهاية ذلك الفيلم.. تأكيدات الأرباب الجازمة بأن الهلال لا ولن يفرط في اللاعب الموهوب.. وسينضم فوراً لمعسكر الفريق لمواصلة نشاطه مع زملائه إلى حين ضمه بصفة رسمية في التسجيلات اللاحقة بعد ستة أشهر. وتوالت الأحداث عاصفة.. فبعد انقضاء الفترة وحلول فترة التسجيلات تأثر مستوي اللاعب كنتيجة منطقية لتوقفه الطويل.. فصرف الهلال النظر عنه ليشد الرحال شرقاً نحو هلال الثغر وهو محطم نفسياً ومدمر معنوياً.. فكان طبيعياً أن يحصد الفشل ويلازمه الإخفاق.. ليستغني عنه هلال بورتسودان في نهاية الموسم ومن ثم يعود ثانية لقواعده الأولى مع الرومان ليواصل مشواره الكروي ولكن بدون روح أو أي طموح. نفس أحداث الفيلم السابق مع اختلاف طفيف في السيناريو.. يبدو أنها ستتكرر بصورة طبق الأصل هذه المرة مع لاعب واعد آخر اسمه محمد جياد قطفه الهلال من سيد الاتيام.. إلا أنه لم يهنأ بفرحة انتقاله للهلال لأكثر من اسبوع ليفاجأ بشطبه بينما حنة عرس اقترانه بالهلال لا تزال تخضب كفيه.. مع وعد قاطع من رئيس الهلال البرير بعدم التفريط في اللاعب وانضمامه لمعسكر الفريق ليواصل نشاطه مع زملائه إلى حين إعادة قيده في التسجيلات القادمة.. وهو نفس الوعد الذي سبق وقطعه الأرباب مع زهير زكريا أو دبل زد كما كان يحلو للصديق رمضان أحمد السيد أن يسميه. فهل يا ترى ستتطابق نهايات الأحداث في الفيلمين ويصرف الهلال النظر عن تسجيل جياد بعد ستة أشهر ليعود ثانية مهيض الجناح مكسور الخاطر ليغرد بنغم حزين ضمن سرب سيد الأتيام؟ أم أن البرير سيبر بوعده ويعيده ثانية لكشوفات الهلال؟ لست متشائماً ولكن الاحتمال الأول هو الأرجح مع الأسف كما تؤكد السوابق وربنا يحيينا ونشوف اخرتا. سيد الأتيام.. هل من عوده؟! يبدأ سيد الأتيام اليوم مشوار العودة من جديد لمقعده الشاغر ضمن أندية الممتاز بلقاء ساخن باستاد المناقل أمام هلالها العنيد الذي يقوده اليوم طاقم من ابناء الاهلي بقيادة الكوتش السر ميرغني المدرب المعروف إضافة لنجمي الفريق سابقاً نزار الفاتح وبيرو. وقد أكمل سيد الأتيام إعداده لهذا اللقاء الهام بعد أن دعم صفوفه بثلة من اللاعبين المتميزين في مقدمتهم ملاكي ووجدي ومصطفى محمد وتعاقد مع الخبير الوطني سيد سليم. خالص أمنياتنا لسيد الاتيام ان يفتتح مشواره اليوم بنصر مؤزر ليسعد قاعدته العريضة ويعيد البسمة لشفاة جماهيره الصابرة التي أضناها الحزن بعد هبوط الفريق من الممتاز وما التوفيق إلا من عند الله.