نتوزّع بين القنوات!! السودانية والسودانية الجنوبية. والعربية والشرق أوسطية والأوربية والأمريكية.. وتتوزع معها المشاعر والنفوس والأحاسيس.. هل الذي أمامنا «صاح أم خطأ»!! ü وجوه الزعماء السودانيين الذين يجلسون في منصة الاحتفال بجوبا تظهر عليها الحسرة والمرارة والخيبة وهل هناك أبشع من ذلك؟!! إحدى القنوات السودانية كانت تبث حفلاً «بايت» يتدثر بالوطنية ويغنى فيه أولاد وبنات أغاني وطنية كتبها في الزمن الجميل أجداد لنا لم يخطر ببالهم مآل هذا المليون ميل مربع!! في الحفل كانوا يوزعون علم السودان بكثافة على الحضور والبعض يلوح به «كهبابة».. فجأة سألني «محمد عبد العظيم» الأعلام دي ببيعوها؟!! المسكين لم ير تعظيم العلم أو اقتناءه أو الاعتناء به!! لعله ارتسمت في ذاكرته البريئة منظر الأولاد الذين يبيعون العلم السوداني مع أعلام الهلال والمريخ و«عيش الريف» في «الاستوبات» عندما تكون هناك مباراة خارجية طرفها الهلال والمريخ أو الفريق القومي!! قلت في سري من الذي باع العلم أمس في جوبا وجعله ينزل للأرض «سنت!! سنت»!! كلهم باعوا العلم ب«ثمن بخس» من أجل الكراسي والمصالح والمطامع والمناصب والذوات الشخصية الفانية!! لم يأخذ أحد هذا العلم بحقه!! ولم يتقوا الله يوماً في حقه وحق هذا الوطن وأبنائه الذين تجرعوا أمس كل ألوان المرارة والحسرة والألم!! لقد قالها كي مون أمس إن الانفصال مؤلم نفسياً ومالياً. نحن لا نبكي على اللبن المسكوب ولكننا نتمثل مقولة الأعرابي التي تنضح بالحكمة « الجفلن خلهن أقرع الواقفات»!! لقد احتفظ سلفاكير بالعلم السوداني على سبيل الذكرى!! وحسناً فعل ولم يرسله لنا في «صندوق» بصحبة راكب..! وأخشى مانخشى إن استمر الحال وظل «الحكم والأشخاص» والفكرة والمنهج وكل الإنتاج القديم لأزمة البلد!! نخشى أن تستمر رحلة نزول العلم السوداني هنا وهناك وتستمر حالة التشظي والانقسام والتفكيك لعناصر السودان «الأولية» نخشى أن يصل حق تقرير المصير إلى أبعد مداه ويصل الولايات والمدن والقرى والوديان والحارات نخشى من دولة جنوب الدروشاب شمال. وجمهورية جنوب الجريف غرب ، وجمهورية جنوب غرب الحارات، وجمهورية جنوبالخرطوم شمال وجمهورية جنوب السليت. كل الذي نخشاه أن تستمر رحلة بيع العلم السوداني في أسواق النخاسة العالمية ويا لبئس وبؤس هذه الأسواق!.