مكرهٌ أخاك لا بطل .. أريد أن أدعوك عزيزي القارئ لمادة ثقافية حول كاتب ورواية الكاتب هو باولو كويلو والرواية إسمها إحدى عشرة دقيقة.. قبل أن يصبح باولو كويلو المولود عام 1947م في ريو دي جانيرو كاتباً شعبياً معروفاً .. كان كاتباً مسرحياً .. ومدير مسرح .. وإنسانا هيبياً من الهيبز .. ومؤلف أغانٍ شعبية لأشهر نجوم البرازيل .. سلك عام 1986م طريق مار يعقوب . المزار الأسباني القديم ثم وصف تجربته في كتاب أسماه حاج كومبو ستيلا نُشر عام 1987 وفي السنة التالية صدر كتاب أسماه الخيميائي فغدا واحداً في أكثر الكتاب المعاصرين قراءً وظاهرة حقيقية في عالم النشر وحاز المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة ومن ثمَّ توالت سلسلة مؤلفاته وهي تحصد المزيد من الشهره والإنتشار .. ومنها الفالكيز . على نهر بيدرا .. هناك جلست فبكيت ..الجيل الخامس .. فيرونيكا تقرر أن تموت .. الشيطان والآنسة بريم .. الزهير ..ساحرة بورتوبيللو .. الرابح يبقى وحيداً ..بريد مكتوب ..أوراق محارب الضوء.. ونشرت مؤلفاته في أكثر من 160 دولة وترجمت إلى 69 لغة وبيع منها أكثر من مائة مليون نسخة ونال 33 جائزة عالمية والعديد من الأوسمة والتقديرات ونال شهادة غينيس عام 2009م عن كون أعماله تُرجمت إلى أكبر عدد من اللغات بين جميع كُتاب العالم .. باولو كويلو عضو في الأكاديمية البرازيلية للآداب منذ عام 2002م ويكتب عموداً أسبوعياً يتم نشره في العديد من الصحف والمجلات في أنحاء العالم وقد عُيَّن سفيراً للتنوع الثقافي لليونسكو ومستشاراً خاصاً للحوار بين الثقافات والتقارب الروحي. وقد كتب باولو كويلو مقدمة لسلسلة رواياته الصادرة باللغة العربية المترجمة عن البرتغالية والتي تنشرها شركة المطبوعات للتوزيع او النشر اللبنانية قال كويلو في المقدمة :- كان أحد كبار المتصوفة المسلمين وإسمه حسن يحتضر عندما سأله تلميذ من تلاميذه قائلاً من كان معلمك أيها المعلم؟. فأجاب : بل قل المئات من المعلمين وإذا كان لي أن أسمهيم جميعاً فسوف يستغرق ذلك شهوراً عديدة وربما سنوات وسوف ينتهي بي الأمر إلى نسيان بعضهم .. كان هناك ثلاثة في الواقع تعلمت منهم أموراً على جانب كبير من الأهمية .. الأول كان لصاً صادفته أمام منزلي وقد عدت إليه متأخراً ولم أتمكن من فتح الباب فطلبت منه مساعدتي ففتح قفل الباب في لمح البصر فأثار إعجابي ورجوته أن يعلمني كيف تمكن من فعل ذلك فأخبرني بأن هذه مهنته السرقه فدعوته للمبيت معي .. ومكث معي شهراً كاملاً وكان يخرج ليلاً ويعود عند الفجر ويقول لم أوفق في إغتنام شئ لكنني إن شاء الله سأعاود المحاولة غداً وكان سعيداً ولم يستسلم لليأس من تكرار محاولاته .. وكان يمنحني القوة على المتابعة .. للتأمل والصلاة والدعاء .. وكان معلمي الثاني كلب قد أصابه العطش فإقترب من النهر ليشرب فشاهد كلباً آخر في النهر ولم يكن غير إنعكاس صورته فتراجع ونبح وكرر المحاولة وعندما غلبه الظمأ قرر أن يواجه الوضع فألقى نفسه في النهر . وكان أن أختفت الصورة . وذهب الظمأ !! ومعلمي الثالث كان صبياً رأيته يسير وهو يحمل شمعه . فسألته هل تستطيع أن تخبرني من أين جاءت النار التي أشعلت بها الشمعة؟ فضحك الصبي وأطفأ الشمعه وباغتني بسؤاله وأنت يا سيدي هل تستطيع أن تخبرني أين ذهبت النارالتي كانت مشتعله في الشمعة؟ . فأدركت حينها كم كنت غبياً .. من ذا الذي يشعل نار الحكمة؟. وإلى أين تذهب لو إنطفأت ؟.. وأدركت أن الإنسان على مثال الشمعة يحمل في قلبه النار المقدسة للحظات معينة . لكنه لا يعرف إطلاقاً من أين أشعلت وبدأت .. وبت أثق بأن النار سوف تتوهج عندما احتاج إليها .. كنت تلميذ الحياة ولا أزال. لقد استقيت المعرفة وتعلمت من أشياء أكثر بساطة ومن أشياء غير متوقعة .. مثل الحكايات التي يرويها الآباء والأمهات لأولادهم .. إن أحد أقدم الطرق التقليديه التي اعتمدها الإنسان لنقل معرفة جيله لأجيال أخرى كانت القصص والروايات.. ولو قرأ كويلو القرآن الكريم لأيقن بأن الإسلام أكمل رسالة سماوية ملئ بالقصص بل .. أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين. أما الرواية فهي قصة شابَّه إسمها ماريا من شمال شرق البرازيل كانت تحمل سنين المراهقة وحزناً عارماً كانت ترغب في أن تحقق حلمها بإدخار المال وشراء مزرعة وبقرات لكفالة أمها وأخواتها في قريتهم وقد ألزمت نفسها بالعمل مقابل أجر بخس كراقصة في نادٍ ليلي ولم يطل بها الأمر حتى أصبحت عاهرة .. يقول كويلو لا أدعي إن كتابي دراسة عن هذه الممارسة لقد حاولت أن أتجنب الحكم على الشخصية الرئيسية في الرواية بسبب خيارها لكن مايثير إهتمامي هي الطرائق المختلفة التي يقارب بها الناس هذا الموضوع الحسَّاس .. إن الأهم بالنسبة إلى الكاتب هو الأمانة في ما يكتبه. وهذا هو المفروض..