تصادف جمعة اليوم آخر جمعة في شهر رمضان المبارك وهي يوم مميز بالنسبة لأهل السودان، ويطلق عليها الجمعة اليتيمة والصدقة والرحمتات أو الحارة.. وفيها يعمد الناس إلى التصدق على موتاهم بصورة جماعية أو فردية وقد اشتهر أهل المدن والقرى العريقة بعمل مائدة كبيرة يميزها صحن كبير يحتوي على «فتة اللحم» والبلح والعصير.. آخر لحظة أجرت استطلاعات وسط المواطنين حول هذا الموضوع والعادات والتقاليد التي تتم فيه.. وقالت فاطمة محمد زين من قرية الترابي بالجزيرة إننا ومنذ نعومة أظافرنا ونحن نهتم بهذا اليوم فقد توارثنا معلومات مفادها أن أرواح الموتى تأتي في هذا اليوم وغالباً ما تفسر كلمة الرحمتات بكلمة الرحمة جات لذا نقوم بغسل «الأزيار» وملئها وفرش الرمل على جوانبها حتى يرونها جميلة كما نقوم بتوزيع الحلو مر والبلح ونوزعها على أهل «الفريق» ويتبادلها الناس فيما بينهم.. وكما أن هناك من يقوم بذبح الذبائح وتوزيعها على أهل المنطقة، وقالت إن الجزارة نفسها لاتبيع بالموازين العادية بل تبيع بالكوم أيضاً. أما أماني محمود من أم درمان العباسية قالت إنهم ومنذ طفولتهم يسمعون بالجمعة اليتيمة ويعلمون أن بها الفتة فيدخلون كل البيوت لأكل نصيبهم منها، كما أن أهلهم يشترون لهم «القلل» ليحملوا فيها البلح والعصير، وقالت إنها كانت تستغرب أنهم كأطفال لا تمتليء بطونهم خاصة وأنهم يذهبون لمنازل كثيرة.. ومن جانبها قالت لنا الطاهرة من الخرطوم«الطائف» قالت إنها لم تسمع بها يوماً ولم تأكلها عند أي فرد من عائلتها أو جيرانها ولم تسمع عنها إلا من خلال سؤال الصحفية.