هذه الأيام حلت على السودان ضيفة عزيزة!! ونتمنى أن يكون مقدمها مقدم خير وبركة؟! وأهل هذا البلد يتميزون بسريرة «نقية» و«نية» بيضاء تتفاءل دوماً وتستبشر بكل قادم فهم أهل مروءة وكرم وبشاشة ..ويقولون في أمثالهم «بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر» ويقولون أيضاً الخير على قدوم الوافدين!! فأهلاً ومرحباً بضيفة السودان الجديدة ماري ييس السفيرة الأمريكية القادمة للسودان كما قالت جئت بقلب «مفتوح» لتعزيز العلاقات بين البلدين ..وهذا ما نتمناه ونريده فأهل السودان يريدون من أمريكا القلب المفتوح والذهن المفتوح ولما نمشي لي قدام برضو في حاجة «للجيب المفتوح» وهل هناك أحلى و«ألذ» و«أطعم» من الدولار الأمريكي «أبو صلعة»!!. وقلب أمريكا تجاه السودان حير القاصي والداني.. واحتار الكل ما الذي يريده هذا القلب «القاسي» الذي ظل على الدوام مغلقاً وعصياً على «الانفتاح» فأمريكا ظلت تمارس مع السودان سياسة العصا.. وليس العصا والجزرة!! هي عصاتان واحدة «مرفوعة» وواحدة «مدفونة» وهي «عصى» مثل «كاويتي الحداد» اللتين يشتغل بهما في اعمال حديد واللحام . فالأولى إما في النار داخل الجمر المشتعل!! والثانية إما خارجة من الجمر مشتعلة في طريقها لمهمتها وسرعان ما تعود لدنيا الجمر الحمراء والملتهبة!! فكل المبعوثين والسفراء والمندوبين لم تتغير سياستهم القائمة على وضع السودان في ركن مظلم وموحش ومحاصر بالمشكلات والأزمات!! وخير دليل على ما نقوله الشرح الذي قدمته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أكتوبر 2009 فقد لخصت الوزيرة جوانب هذه السياسة الجديدة بأنها تهدف إلى وقف العذابات الإنسانية الطويلة في السودان وإلى تحقيق السلام الأكيد فيه وإلى منع تحول السودان إلى ملاذ آمن للإرهاب!! وكل هذا قامت به هذه الحكومة «الشقية» فلماذا لم تجني ثمار هذا الحصاد؟ هذا السؤال نوجهه للسفيرة الأمريكيةالجديدة والتي قالت إن السودان عنده فرص للتقدم للأمام ولكن كيف يتقدم إذا كانت أمريكا لا تعرف معه سوى سياسة كاوية الحداد!!؟ وهي كاوية لا تصيب النظام وحده ولكنها تحرق «فروة» رأس هذا الشعب الصابر المسكين!!