{ صباح رمضاني بخير، وينعاد علينا بالبركة والعافية إن شاء الله وتتوسّع صدورنا وأرزاقنا وصبرنا.. { صباح المال والأعمال إذ أن الجميع على قلّة الغلّة يحاولون الإسراع في تبديل قروشهم القديمة، فبعد أن تمّ التصريح بأن العملة سيكون تبديلها تلقائياً عبر نوافذ البيع والشراء، أعقب ذلك موقف اقتصادي محرج فقد أشيع أن دولة الجنوب قد قامت بشراء عملة صعبة، نظير العملة القديمة التي تمّ استبدالها، وقد قام بعض التجار من الشمال بمساعدة داخلية بتلك العمليات المشينة، بفوائد ربح تفوق المئتين في المئة، وشرعوا في إعادة العملة القديمة التي كانت متداولة في دولة الجنوب إلى دولة الشمال - سبحان الله في الدولتين- لإعادة تبديلها ويا جيب ما دخلك شرّ. لهذا خرج قرار المهلة المحدودة من السيد محافظ بنك السودان وفتح نوافذ البنوك حتى في أيام العطلات لتغيير العملة في أسرع وقت تفادياً لجزء من الضرر الكبير. وعليه فإن صباحاتنا هذه الأيام صباحات مال وقروش جديدة.. تجرح. { بمناسبة القروش الجديدة، وما دام تصميمها كان ليس باستعجال، وما دامت الحكومة لا تعوّل على الثروة الحيوانية ولا الزراعية، حتى بعد غياب البترول، فقد قررت تقديم الذهب كمعدن منافس بقوة وقربان خلاص مسفوح على مصاطب آبار البترول. فما حكمة مشروعية استمرار الأبقار والإبل والجاموس البري ووحيد القرن، ولون الأخضر للشجر والزرع /الحشائش، على الأوراق النقدية..؟ { ونقول (صباح البليلة) أول الأطباق الرمضانية التي توضع على النار، هادئة من قلق انتظار نضجها كاملاً قبل أية وجبة أخرى. لأن معظم أنواع (البلايل) تحتاج إلى وقت طويل حتى تمام النضج. وقال أهلنا (بليلة مباشر، ولا ضبيحة مكاشر) وقولهم فصل بأن ما يحتويه ماعونك لا يهم بقدر ما يحتويه قلبك ووجهك من البشر والرضا للزائر.. بجانب أن طول المدّة لإنضاج البليلة قد تطول بساعات من اللّحم. لكن بمباشرتك الجميلة تستهل وجبة ضيفك بطبق منوعات من مُقبلات الونسة والأنس والريق الحلو. { و (الحلو مرّ)، هذا العام تخلص من الحلو واستبقى المرّ فقط، ليس تواطؤاً مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان أو الموقف الجديد من السيد (عبد العزيز الحلو)، كنوع من الصبغة السياسية. إنما حقيقة طعم، إذ أن كثير من الأسر آثرت أن تشتريه جاهزاً من أن تكتوي بناره ثلاث مرات (مرة بأسعار حاجياته، ومرة بنار عواسته، ومرة بطعمه المسيخ من فراغه من السكّر المعدوم كالعادة)، فمُرّة واحدة تكفي - بضم الميم - ناهيك عن الاستمتاع بلونه الأصل المتموج بسبب لون الماء، إذن صدفة حكاية الموازنة بين الحلو مر في السياسة كما الحياة الرمضانية السودانية. { والسودانيات في رمضان يتحولنّ إلى حالة واحدة من درجة الاستعداد في كل وقت منذ الصباح وحتى الصباح الثاني يقمن بفنون الطبائخ والعصائر والحلويات و... إلخ، يتفرغنّ لكل ما يخص ملء البطن وفي أوقات الفراغ لا ضير من مسلسل سريع لا يفرق فطّ حلقاته، ويتركنّ أمر العبادة الرمضانية بكافة أشكالها للرجال فهم، لا يفعلون شيئاً في البيت سوى النوم، إذن فالأولى ملئه في رمضان بالعبادة و..أليس هذا أمر يحتاج إلى فتوى واضحة؟ { بمناسبة الفتوى، كثير من الجوامع لم يصلها قرار مجلس علماء السودان والإفتاء في ما يتعلق بخفض صوت المايكرفونات.. الذي خرج متزامناً مع قرار فتوى تبديل زمن بث برنامج (أغاني وأغاني)، وقد تغير زمن البرنامج فعلاً لكن ما زالت الجوامع والزوايا في شوارع الأحياء ترفع الصوت في الصباح الباكر والليل وتخفضه حين النهار..؟ { نهارك خير يا وطني.. ومساك كذلك، كما ينبغي لك، في كل التغييرات الزمانية والمكانية والإنسانية والسياسية.. ورمضانك بخيرو.