الأرصفة تعلوها الأتربة وبعضها تحتلها أعمدة الحديد والحواجز إمام البيوت الفخيمة وذات الصفة الدبلوماسية أو غيرها ليختصر الشارع من امتاره العشرة إلى سته أمتار لا يحتملن سابلة أو راجلة أو سيارة عابرة في مشهد فوضوي يضرب اتجاهات الشوارع بالعاصمة.. العواصم تجملها شوارعها الفارهة ذات الخضرة الأنسة والنظافة الآسرة ولكن الشاهد هنا في الخرطوم العاصمة يرى رغم جهود هيئة النظافة العاملة مشاهد التلوث الحاضرة في تكدس الأتربة على الأرصفة وحوافي الشوارع بجوار (الانترلوك) الصامدة وسط تراكم الأوساخ ومياه الأمطار الهاطلة.. أو غيرها من المياه الراكدة!! من لهذه الفوضى الضاربة والمحليات في سباتها غارقة، رغم توفير كافة الامكانيات القادرة على أصالة القبح للجمال والرؤية البيئة الصالحة، نحتاج إلى القرارات الراشدة والمتابعات الدائمة لترتقى ونلحق بالعواصم الخضراء الصديقة للبيئة والتي شوارعها نظيفة ومضيئة وآمنة وارصفتها سالمة وغير فاغرة الفتحات وبغير عطاء لتؤذي السابلة.. وكذلك غير مكتظة بالباعة العابرة ولا بالسياجات والحواجز الحديدية القاطعة وفي الليل يكسوها الضياء والأنوار من على أعمدتها الفارغة. وتبقى الخرطوم عاصمة النيلين والخضرة تبحث عن الجمال ومظاهر الحضارة والنظافة والمحافظة على البيئة الصالحة لحياة راقية وكريمة..